رواية دموعنا الفصول من الثامن والعشرون للثلاثون
المحتويات
مش صغير يا ياسمين .. أنا عارف كويس ايه اللى أنا شوفته فى عينيكي
شعرت بالإرتباك .. خفضت بصرها ثم سارت فى اتجاه الباب .. الټفت عمر اليها قائلا بصوت عالى
أيوة .. اهربى العادة
كانت بالفعل تعلم أنه محق .. محق فى الأمرين .. محق فيما رآه فى عينيها .. ومحق فى أنها تهرب.
ذهب عمر فى اتجاه بيت المزرعة ليجد أمه مقبله عليه تهتف فى لوعه
نظرت الى يده هاتفه
مالك يا ابنى ايه اللى حصل
مسح عمر على كتفها وطمأنها قائلا
متحفيش عليا أنا كويس ده چرح بسيط
هتفت فى لوعه
چرح بسيط أمال ايه الډم ده
قال شارحا
ده ډم العامل اللى اټصاب كنت بحاول أطلع ايده اللى اتحشرت فى الماكنه
قالت كريمه بقلق
قالت عمر بأسى
الإسعاف جم خدوه من شوية .. وأنا هطلع بس آخد شاور وأغير هدومى وأروحله على هناك
دخل عمر البيت ثم صعد الى غرفته .. دخلت كريمه البيت جلست على أحد المقاعد تلتقط أنفاسها وتهدئ من روعتها ثم صعدت الى غرفة ثريا التى كانت تجلس مع ايناس لتخبرهما بما حدث .. نهضت ايناس وطرقت باب غرفة عمر .. كان قد انتهى من ارتداء ملابسه .. فتح الباب ليجد ايناس أمامه .. سالته قائله بصوت ناعم
قال عمر
محصلش حاجه .. الحمدلله
قالت ايناس بعتاب
وانت مالك ومال العامل .. كنت تخلى أى حد من الرجاله الموجودين يساعده .. افرض كانت الماكنة ضيعت ايدك انت كمان
قال عمر بنفاذ صبر وضيق
يعني أطلب من الرجاله الواقفين انهم يساعدوه وأنا مش راجل يعنى .. أقف أتفرج عليهم
أنا بس كنت خاېفه عليك .. أول ما سمعت من طنط جيت على طول أطمن عليك
تمتم عمر
شكرا يا ايناس
أمسكت يده المصابه قائله
مش هتروح للدكتور يشوفهالك
نزع يده من يدها قائلا
ان شاء الله .. يلا سلام
ثم نزل مسرعا وتوجه الى المستشفى التى أخذوا العامل اليها .. استقبله أحد الرجال الذين ذهبوا فى سيارة الإسعاف بصحبة العامل .. فسأله عمر بإهتمام
قال الرجل
بيقولوا محتاج عمليات كتير عشان ايده ترجع زى الأول .. وأهله جوه قالبينها مناحه
دخل عمر فوجد امرأة بسيطة ترتدى السواد تبكى أمام غرفة العمليات وبجوارها رجل كبير يرتدى جلبابا ويبدو عليه البساطة هو الآخر وكان يبكى بحړقة ويتمتم بشفتيه بكلماته خافته .. قال الرجل الذى بصحبة عمر
اقترب عمر من الرجل قائلا
متقلقش يا حج ان شاء الله هيقوم بالسلامه
قال الرجل
يارب .. يارب
هتفت الأم فى حسره وسط شهقاتها
يا عيني عليك يا ابنى .. ايدك راحت يا ابنى ..
الټفت عمر اليها قائلا
متقوليش كده يا حجه ان شاء الله هيبقى بخير
قالت له المرأة فى لوعه
ده بيقولولك محتاج عمليات أد كده وأدوية أد كده .. واحنا ناس على أد حالنا
واڼفجرت فى بكاء شديد
ربت عمر على كتفها قائلا
متقلقيش كل مصاريف العمليات والأدوية أنا هدفعهم ان شاء الله .. وكمان مرتبه هيوصل أول كل شهر مش ناقص منه حاجه .. لحد ما يقوم بالسلامة ان شاء الله
نظرت المرأة اليه غير مصدقه وتمتمت
انت مين يا ابنى وهتعمل معانا كده ليه
قال عمر شارحا
أنا عمر الألفى صاحب المزرعة اللى ابنك بيشتغل فيها .. وطالما اټصاب وهو بيشتغل فى المزرعة عندى يبأه أنا متكفل بكل مصاريف علاجه
أمسك الرجل يد عمر وقبلها بسرعة .. سحب عمر يده .. فقال الرجل باكيا
ربنا يكرمك ويكفيك شړ طريقك ويباركلك فى صحتك وعفيتك يا قادر يا كريم
تأثر عمر للغاية من حالة والداه .. طلب من الرجل الذى بجواره أن يبقى فى المستشفى معهما و قام بحجز غرفة لهم كمرافقين للمريض
عاد عمر الى المزرعة .. خرج عمر من السيارة
متابعة القراءة