رواية دموعنا الفصول من الواحد و العشرين للرابع والعشرون
المحتويات
اليها صامتا فاستطردت قائله
دى طبيعتى وده اسلوبي ومش هغيره عشان أى حد .. حتى لو كنا معرفة زى ما حضرتك بتقول .. فده مش معناه ان مفيش حدود بينا
نظر اليها وقد ضاقت عيناه فى صمت .. تركته وانصرفت .. تابعها بعينيه وهى تسير فى طريقها بثقه .. رغم الضيق الذى شعر به من اسلوبها معه .. إلا أنه وجد ابتسامه صغيرة ترتسم على شفتيه ببطء
ايه يا ياسمين مرتاحه فى شغلك
ابتسمت له قائله
جدا يا بابا الحمد لله .. المكان هنا جميل .. والشغل مع دكتور حسن مفيد جدا
طيب الحمد لله .. يعني مفيش حد بيضيقك هنا
لأ يا بابا اطمن
عامة لو حد ضايقك قولى للباشمهندس عمر على طول
لو حد ضايقني أنا أقدر أتصرف معاه كويس .. مش محتاجه حد يدافع عني .. اطمن عليا يا بابا
فى تلك الليلة أغمضت عينيها فى محاولة للاستسلام للنوم .. لكنها وجدت نفسها تفكر فى كلام شيماء عن عمر .. ترى لماذا ترك خطيبته .. هل هو شخص لاهى كما تصوره شيماء .. هل له علاقة فعلا ب مها .. هل هى الوحيدة أم علاقاته امتدت لفتيات غيرها بالمزرعة .. اذا كان فعلا شخص عابث فلماذا ترك القاهرة وأتى لتلك البلدة الريفية .. أله حبيبه هنا لا يقوى على فراقها .. لامت نفسها بشدة على الإهتمام بمعرفة اجابات تلك الأسئلة التى انطلقت كالشلال في رأسها .. حاولت نفض تلك الأفكار من رأسها .. لكن عيناه السوداوين العميقتين ظلت صورتهما تطاردها فى رأسها .. هبت جالسه وهى تشعر بالڠضب من نفسها .. توضأت وصلت ركعتين وانشغلت بقراءة احدى الروايات لتصرف تفكيرها عنه .
مرت عدة أيام و ياسمين سعيدة بعملها فى المزرعة .. وتحت اشراف دكتور حسن كان مريحا فى التعامل ولم تحدث مشاكل بينهما .. كانت مبهورة بعلمه وبمهارته فتتعلم منه كل يوم شيئا جديدا .. أيضا دكتور حسن أعجب كثيرا بذكائها وحماسها ونشاطها وسرعتها فى التعلم .. فكان يعتبرها تلميذته النجيبه ويتنبأ لها بمستقبل باهر فى عملها .. شعر الأسى عليها عندما علم منها بقصتها والسبب الذى دفعها هى وأهلها للمجئ الى المزرعة .. طمئنها وبث الأمل فيها بأن فرج الله قريب .. عليها فقط أن تتحلى بالصبر وسيخرجها الله من محنتها..
أهلا بيك يا أستاذ شاكر
سلم عليه الرجل قائلا
أهلا بيك انت يا بشمهندس . أنا متشكر انك هتديني شوية من وقتك
لا أبدا ازاى حضرتك تقولى كده .. اتفضل
أدخل عمر الرجل الى بيت المزرعة .. كان الرجل هو عميل من عملاء عمر الذين يشترون ما تنتجه المزرعة من ألبان .. رحب عمر بالرجل وقدمت لهم الخادمة أقداح الشاى الساخن .. تحدث الرجل قائلا
أسرع عمر قائلا
طبعا يا أستاذ شاكر اتفضل
أنا ابنى الصغير فى آخر سنة له فى كلية الطب البيطرى .. وانت عارف ان أى شغل بيتطلب خبره .. الولد معندوش أى فكره عن أى شئ .. انت عارف ان فى مصر للأسف بندرس فى الجامعه حاجة والشغل العملى بيكون حاجه تانية خالص .. فأنا كنت حابب بما انه فى آخر سنة انه ييجي يتدرب عندك هنا فى المزرعة .. أنا عارف ان عندك دكاترة ممتازين جدا وانك مش بتشغل عندك الا ناس كفائتها عاليه .. أنا بس عايزه يكون تحت ايديهم .. وكمان ده هيفيده فى امتحاناته السنة دى لان عندهم جزء كبير عملى .. وهو زى ما قولت ميح خالص
طبعا يا أستاذ شاكر .. يشرفنا وجوده فى المزرعة وهنا عندنا دكاترة ممتازين وان شاء الله يستفاد منهم
متشكر جدا يا بشمهندس وهو ده كان العشم
انتهت المقابلة وانصرف شاكر ... حان معاد استراحة الغداء عندما تركت ياسمين ما بيدها لتذهب لتتناول طعامها .. لمحت عند البوابة فلاحه بسيطة كبيرة فى السن تتحدث مع الرجل الواقف على البوابة والرجل يحاول اخراجها وهى تأبي أن تخرج .. لفت المشهد نظر ياسمين خاصة وأن الرجل كان يتعامل مع السيدة الكبيرة بغلظة وخشونة .. اقتربت من البوابة فسمعت تلك السيدة تقول
يا ابنى دخلنى .. أنا زى أمك
رد عليها الرجل وهو يدفعه لتخرج خارج المزرعة
لا أمى ولا أبويا .. ممنوع يامه محدش بيدخل هنا غير اللى بيشتغلوا بس
يا ابنى
متابعة القراءة