رواية رهيبة جديدة الفصول من الرابع عشر للتاسع عشر بقلم الكاتبة الرائعة
الكورس دا فى أقصر مدة ممكنة.... انا أصلا مش مرتاح خالص لشغلك ف البوفيه.... اوكى!
أماءت له بفرحة و قالت ان شاء الله هكون عند حسن ظن حضرتك.
يوسف ان شاء الله ... ثم صمت قليلا و بعدها أعطاها مفتاح و قال لها خدى المفتاح دا افتحى الدولاب الصغير اللى هناك هتلاقى فيه شنطة ورق خديها.
نظرت له باستفهام بعدم التقطت منه المفتاح فيها ايه الشنطة دى يا مستر يوسف.
نهضت و راحت لتفتحه و بالفعل أخذت الحقيبة و عادت له مرة أخرى.
قال لها افتحيها.
فتحت الحقيبة و أخرجت الملابس و نظرت لها بانبهار و اندهاش فى آن واحد و قالت الفساتين دى لمين!
يوسف بتأكيد ليكي.
ردت باستغراب بس انا مش بلبس دريسات.
يوسف عارف... جربى كدا تلبسيهم يمكن يعجبوكى .
يوسف على فكرة كل دريس من دول معاه حجاب.
تعحب يوسف من ردة فعلها و قال لها ايه اللى بيضحكك اوى كدا!
بالطبع هى لن تخبره بما يدور بخلدها فيكفيها اهتمامه بها و غيرته عليها فردت قائلة و لا حاجة يا مستر انا بس مستغربة شكلى ف الحجاب.
صدقيني هتبقى أحلى بكتير.. ثم أضاف بدون
وعى انا خاېف لتحلوى أكتر ساعتها هلبسك نقاب.
تدارك نفسه سريعا فماذا تعنى له حتى يسمعها تلك الكلمات فقال احمم... براحتك لو مش عايزة تلبسى ححاب دى حاجة ترجعلك.
كانت تستمع له بتركيز شديد و سعادة عارمة فقد تأكدت من حبه لها و رأت ذلك فى لمعة عينيه و اهتمامه بها و غيرته عليها.
رد الاخر بابتسامة اوكى... تقدرى تتفضلى دلوقتى.
ردت عن إذنك... كادت ان تنصرف و لكن ظلت تفرك بيديها تريد أن تعرف من تلك الفتاة فاستجمعت شجاعتها و سألته لا مؤاخذة ف السؤال يعنى... هى مين الانسة اللى كانت قاعدة مع حضرتك!
نظر لها باستنكار و قال و انتى بتسألى ليه!... أظن دى حاجة متخصكيش.
يوسف بمكر بردو ميخصكيش.... بس هريحك عارفك فضولية و لمضة.
هزت رأسها بتأكيد فاسترسل حديثه قائلا دى سهيلة بنت عمى و قاعد معاها و الباب مقفول عادي لاننا عايشين مع بعض فى نفس البيت.
أما هى فأدركت وقتها مدى الفرق الشاسع بينها وبين يوسف فكيف سيترك تلك الجميلة و المحجبة و المتعلمة و الراقية و ينظر لها و هى من تربت فى الملاهى الليلية و ليس لها عائلة و لا مال و لا حتى تعليم جامعى فتملكها الشعور بالانكسار و امتلئت عينيها بالعبرات التى تهدد بالهطول و لكنها حاولت أن تتماسك قدر الامكان حتى لا يرى دموعها و قالت بصوت مخټنق بالبكاء ربنا يخليكو لبعض.. عن إذن حضرتك...
و كادت ان تمشى و لكن أحس بها يوسف فنهض مسرعا و استوقفها قائلا استنى يا زينة.
فوقفت و هى منكسة الرأس حتى لا يرى عينيها فراح ليقف أمامها و رفع وجهها من ذقنها و نظر فى عينيها المتلئلئة من أثر الدموع و قال لها بحنان الدنيا فى كلماته انتى بتعيطى!
ارتبكت من لمسته لذقنها ومن قربه الشديد و حاولت أن تبحث عن حجة لبكاءها فقالت بصوت متردد أبدا..ايه ايه مفيش حاجه انا أنا بس افتكرت ماما الله يرحمها و ان أنا وحيدة ف الدنيا لما جبتلى سيرة بنت عم حضرتك بس مش أكتر.. و قامت بمسح دموعها بطريقة سريعة.
تألم قلبه لرؤية دموعها و بالطبع لم يصدق تلك الحجة الواهية فهو يعرف أن غيرتها من سهيلة هى سبب تلك الدموع فقال لها بحنان بالغ و نبرة صادقة مش عايز أشوف دموعك تانى... فرفعت عينيها المتلئلئة تنظر اليه بدهشة من كلماته و لكنه لم يبالى باندهاشها و استرسل قائلا أنا معاكى بعد ربنا سبحانه و تعالى... لو اى مشكلة قابلتك انا هبقى ف ضهرك... مټخافيش انتى مش وحيدة من هنا و رايح... ثم ابتسم ابتسامة كادت ان تفقدها وعيها و قال لها اتفقنا!
هزت رأسها بتأكيد و لم يسعفها عقلها لقول أى شيئ فهى الان واقعة تحت تأثير سحره الذى ألقاه عليها بهذه الابتسامة و هذه العبارات الحانية.
أدرك يوسف صډمتها من تلك المعاملة الجديدة فقال لها كى ينهى الموقف برمته يلا خودى شنطة الهدوم دى و روحى عشان تقيسيهم... انتى أجازة باقى اليوم.
عبس وجهها
و ردت بس انا مش عايزة أروح دلوقتى.
يوسف خلاص براحتك... امشى يلا عشان عندى شغل كتير.
ردت بابتسامة صافية قائلة حاضر.. عن اذن حضرتك
يوسف اتفضلى...
ظل واقفا مكانه بعدما رحلت يفكر بها و بالتغيير التى أحدثته تلك الشقية به فقد قلبت كيانه رأسا على عقب حتى أنه لم يتحمل رؤية دموعها مما دفعه للتصرف معها بتلك الطريقة الحنونة فقد كانت الكلمات تخرج منه دون وعى و لكنه ليس نادم على ذلك فهى أصبحت حبيبته.