رواية ممتعة الفصول من الواحد وعشرين للخامس وعشرين بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

مش بكره حمزة يا حنين.. 
ثم إلتفت لها مرة اخرى لېصرخ 
بس هو اللي بيكرهني هو اللي بياخد أي حاجة حلوة ف حياتي.. عشان كدة قررت أسمع كلام شذى واخطفك مع اني مش ھموت عليك للدرجة !! 
رسمت ابتسامة ناعمة كجلد الثعبان.. ثم اقتربت منه هامسة 
سبحان الله نفس الشيطان الشاطر دا خلاني اشوفك كويس 
ثم مطت شفتاها متابعة بحنق 
وخلاني اشوف حمزة وشكه الفظيع بعد كل دا !! 
مد 
طب أية ! نتجوز بقا 
هزت رأسها نافية وهي تبعده عنها ثم قالت بدلال وكأنه غير مقصود 
تؤ تؤ.. الاول ليا طلب 
اجابها بلهفة 
أطلبي يا حنون 
وضعت قدم فوق الاخرى.. واخذت الثقة موضعها بين حروفها وهي تخبره  
مش عايزة حمزة يمشي من هنا.. عشان يعرف انه خسرني بجد ويشوف بعينه 
سألها بلهفة 
يعني هنتجوز  
هزت رأسها نافية بجدية متزنة 
لا مش دلوقتي.. ماتنساش إن ليا عدة وبعدين سبني اخد عليك 
ثم عادت تطالعه بمعدنها الحقيقي وهي تهتف بصلابة 
أنا مانستش الي أنت عملته برضه يا شريف !! 
اومأ موافقا بأعجاب 
تمام تمام.. حقك برضه 
............................
في اليوم التالي..
كان شريف استيقظ لتوه صارخا ينادي على شذى 
يا شذى.. شذى أنت فييييين 
نهضت حنين التي كانت على نفس الأريكة التي كانت عليها امس.. اعتقد شريف انها انصتت له ونامت على تلك الأريكة فقال متعجبا 
أنت صاحية بدري اوي كدة لية  
رفعت كتفيها متمتمة ببرود 
انا مانمتش اصلا كنت بفكر كتير فمجاليش نوم 
اومأ موافقا فسألته حنين بنبرة فضولية 
هو أنت كنت عايز شذى لية  
عايز افطر 
قالها بتلقائية.. لتنظر هي له متمعنة... وكأن نقطة من فراغ ظهرت !! 
فقالت مسرعة 
أنا هقوم أحضر واحضرلي بالمرة لاني جعانة جدا 
ثم سألته بخفوت برئ 
بس هو فين المطبخ يا شريف ! 
فكر سريعا وخرج صوته خشن كطبعه تماما وهو يخبرها 
قدام شوية على ايدك اليمين.. هتلاقي في اكل وكل حاجة 
اومأت موافقة ثم انطلقت نحو المطبخ بالفعل.. بدأت تبحث عن الطعام ثم بدأت تعده بالفعل... 
بعد مرور الوقت انتهت وقد عدت اكوابا كبيرة من الشاي.. 
خرجت لتجد شريف يجلس كما هو فجلست لجواره اشارت له على الاكواب فنظر لها بشك 
وفكت خيوط فكره بسهولة فابتسمت ببرود ثم مدت يدها لتمسك الكوب وتشرب منه.. ثم تركته والتقطت الاخر لتفعل نفس الشيئ... 
ابتسم شريف بثقة والتقط احد الاكواب وفجأة صړخت حنين بفزع 
في صوت غريب بره يا شريف الهووي 
نهض مسرعا يركض نحو الخارج.. وبسرعة البرق كانت تخرج تلك الحقنه التي تركوها مع حمزة ذاك الوقت.. لتضعها كاملة في الكوب الذي يشرب منه شريف 
ثم همست بخبث وهي تضعها مكانها مرة اخرى بثقة 
الف هنا وشفا يا شريف !!!

كان مهاب يقف امام الشرفة.. يقتحم التفكير عقله كذئابا مجندة مكلفة باجهاد تلك الروح المشعثة.. !!!! 
أغلق عيناه وهو يحاول منع تلك الصورة من إقتحام مخيلته المزدحمة... 
سمع صوت ضجة عالية يأتي من الاعلى فاستدار مسرعا يركض نحو الاسفل بخطى سريعة... 
نظر للخادمة قبل ان يهبط السلم وكانت هي الاخرى تركض ناظرة خلفها فصدمت مهاب بقوة وهو على طرف السلم ليسقط حتى الاسفل متدحرجا على تلك السلالم !!!!!!!! 
صړخت الخادمة عاليا عندما وجدته فقد وعيه 
يالهوووووتي.. مهاب بيه !! 
...........................
ركض أسر يدلف للمشفى عندما أعلمته تلك الخادمة على الهاتف بلهفة ما حدث باختصار لمهاب... 
ركض وبسرعة نحو الطبيب الذي خرج ليسأله مسرعا بتوجس 
طمني يا دكتور اية الي حصل  
تنهد بهدوء ثم اخبره بابتسامة محتارة 
مش عارف اقولك دلوقت مبروك.. ولا اواسيك واقولك اخر مرة ان شاء الله 
نظر له أسر بعدم فهم.. ليجده يتابع برزانة رسمية 
أستاذ مهاب الخبطة جت لصالحه والذاكرة رجعلته الحمدلله
سأله أسر بلهفة وبلاهه 
بجد يا دكتور  
اومأ مؤكدا بابتسامة 
ايوة.. احنا عملنا الأشعة على المخ واتأكدنا اكتر لما فاق واكدلنا انه فاكر كل حاجة 
اومأ اسر موافقا ليربت على كتفه ممتنا 
شكرا جدا يا دوك.. تعبناك معانا 
ابتسم الطبيب ثم غادر.. ليدلف أسر نحو الغرفة التي يقطن بها مهاب فقال مهاب بارتياح 
رجعتلي الذاكرة يا أسر... اخيرا افتكرت كل حاجة 
ابتسم أسر بحماس حقيقي ولكنه انطفئ بلحظتها عند تذكره أمر حمزة وزوجته.. 
فهمس له ببهوت 
مبروك يا مهاب.. الحمدلله 
نهض مهاب واضعا يده على رأسه وهو يخبره متعجلا 
أنا عاوز أمشي الدكتور قال ممكن امشي عادي 
اومأ أسر موافقا.. ليغادرا كلاهما عائدين لمنزل مهاب
............
دلف مهاب مع أسر الي المنزل.. 
من قال أن الماضي مجرد عودة ! الماضي كالعاصفة لا تهب دون رياح.. لا ټقتحم بمجرد حروف فقط... وانما تصطحب اشباحا من الضياع لتغيم اشباه الحياة تلك.. 
لم يكادوا يدلفوا الي الدخل حتى سمعوا صوت فريدة وهي تهتف بانفعال 
يوووه بقا يا ماما أنت هتفضلي كل شوية تقوليلي اديناها حبوب هلوسة اديناها زفت.. ماتمسكي ميكرفون وتقولي.. لسة في ناس معرفتش !! 
ترمم النقص داخله... وردم الشك بلحظات !! 
وتخشب الجسد حول ذاك الأشټعال بالندم بين احشاؤوه... تحديدا في تلك اللحظات رأى الدنيا سوداء.. 
سوداء
تم نسخ الرابط