رواية نوفيلا جامدة الفصول من الثالث عشر للسابع عشر بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

أي شئ كانت لاتزل بفستانها الذي حضرت به خطبة سارة أبدلته وهي تتجشأ من شدة البكاء والآهات بملابس قاتمة تقرب للسواد فهذا ما وجدته عند والدها خرجت سريعا ومعها ملك ذهبت بها إلى والدهاتركتها معه وأخذت عنوان المشفى واتجهت اليه وهي في حالة من الصدمة والبكاء
دلفت الى المشفى لتسأل عن هذا الحاډث المروع حتى وصلت لحجرة العناية الفائقة التى تمكث فيها فدوى فاقدة للوعي لتجد إبراهيم يجلس أرضا أمامها هذا الرجل العتي انكسر لتوه طعن پسكين بارد ليجزل من قلبه قساوة الزمن وجدته يبكي ېصرخ يتألم وينوح على فقيدتهكانت لهم الشمس التي تملأ البيت دفئا بحنانها المعهود والآن أين هيجسدها مازال معه يمكن أن يراه الآنفقط الآن ولكن أين الضحكة أين الروح!
خطت نحوه بخطوات واهنة وهي ترأف بحاله رغم ما فعلهولكن ما أفجع الفقد ما أفجع المۏت والفراق
جلست على ركبتيها أمامه ودموعها تفيض على وجههاقالت بخفوت
_ابراهيم
رفع رأسه ببطء تبدل وجهه ذو الملامح المنحوته القاسېة إلى ملامح طفل باكي ما أن تقابلت الأعين تعالت صرخاته وشهقاته وهو يهتف سلوي ماټت يارهف أطيب مافينا ماټ يارهف
سالت دموعها وهي تقولالبقاء لله ياابراهيمشد حيلك عشان طنط مش تشوفك كدة
قال بأسى ماما كمان بين الحياة والمۏت
أكيد ربنا بيعاقبني بيهم عشانكبس ليه ليه هم كنت عاقبتني أنا يارب
_حرام عليك تقول الكلام ده يا ابراهيموحد الله
رفع نظره إليها وقال بضعفسامحيني يارهفأنا أذيتك كتيرعايزك تسامحيني 
نظرت رهف للأسفل وهي تبكي بحړقةلم تستطع الرد فقد غلظ قلبها تجاههتجاه مافعلهلا يمكنها مسامحته فعلى ماذا أو ماذا تسامحهما فعله جعل منها امرأة قاسېة لا يمكنها العفو بسهولةكادت أن تقول له أنا لست ملاكا ولكنها امتنعت عن البوح بما تشعر به فآثرت الصمت حتى سمعت رنين هاتفها اعتدلت وخطت بعيدا نسبيا عنه لتجيب
_السلام عليكم
_وعليكم السلام ازيك دلوقتي يارهف
أجابت باكيةمش كويسة خالص يافرحة
سلوى أخت ابراهيم اټوفت
أصيبت فرحة بالصدمة على الرغم أنها لا تعلم سلوى عن قرب فقالت بحزن إنا لله وإنا اليه راجعون البقاء لله ياحبيبتي
قالت رهف وهي تبكي دي كانت أطيب واحدة فيهم ومامته كمان في العناية المركزة
_ليه حصلهم إيه
_كانوا مسافرين وعملوا حاډثة وهما راجعين
_لاحول ولاقوة الا بالله طيب اهدي يارهف وقوليلي انتي فين كدة مراد قالي انك أجرتي شقة جديدة ووصلك عندها
_اه بس أنا دلوقتي في المستشفى مع ابراهيم
_طيب قوليلي اسم المستشفى عشان نجيلك
_مفيش داعي يافرحة بلاش تتعبوا نفسكوا
_لأ طبعا تعب ايهلازم نكون معاكيقولي بقا
وبالفعل أملت رهف عليها اسم المشفى أجرت فرحة اتصالها بمراد سريعا والذي أبدى قلقه على رهف ولم يتردد لحظة في الذهاب إليها
كانت رهف تقف بإحدى جوانب المشفى متكئة بجسدها على احدى جدرانهتبكي وينعصر قلبها من شدةالحزن وكان ابراهيم يجلس أرضا في حالة يرثى لها حتى وصل مراد وفرحة إلى القسم الموجودين به ودلفا إليه ليجدوا رهف وابراهيم على حالهم هذا اتجهوا ناحيتها فاعتدلت فور رؤيتهم
احتضنتها فرحة بعمق لتبكي رهف بقوة وهي في أحضانهاثم بعدت رهف عن حضنها لتلقي السلام على مراد الذي بدا عليه القلق الشديد حيث قال وعيناه تحوطها بحب شدي حيلك كدة يارهف 
قالت بخفوت وصوت يتخلله البكاء الحمدلله يا أستاذ مراد
سألتها فرحة هما ډفنوها ولا لسة
هزت رهف رأسها بالرفض لسة موجودة تحت وزادت شهقاتها وهي تقول كل شوية أقول هنزل أشوفها ألاقي رجلي وقفت كأني جالي شلل مفاجئ مش مستوعبة اللي حصل
ربتت فرحة على كتفها بقوة قائلة بعد الشړ عليكي ياحبيبتي انتي مؤمنة ماتقوليش كده
قال مراد محاولا تغيير مجرى الحوارأمال ملك فين
_سيباها مع بابا
اعتدل ابراهيم على خروج الطبيب من غرفة الإفاقة التي تمكث فيها فدوى وهو يقول مين فيكوا ابراهيم
انتبهوا جميعا إلى الطبيب و هرول ابراهيم اليه وهو يقولأنا يادكتور
_والدتك فاقت وعايزاك بس حاول ماتجهدهاش في الكلام
دلف إليها إبراهيم فسألته فدوى عن حال سلوى في قلق أجابها بنظرات زائغة سلوى كويسة يا ماما الحمدلله بس هي في أوضة تانية ولم يظل معها كثيرا حتى خرج وهو يهتف على رهف
خطت إليه فقال لها ماما عايزاكي
ابتلعت ريقها وهي تخطو بوهن إلى داخل الغرفة ويتبعها إبراهيم حتى وقفت إلى جانب جسدها الممدد على فراش العناية
قالت رهف بصوت خاڤت حمدلله
تم نسخ الرابط