رواية نوفيلا جامدة الفصول من الثالث عشر للسابع عشر بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

تملأ جميع أركان المكتب كثير من البالونات الملونة والمعبئة بغاز الهيليوم مما يجعلها تتطاير أعلى سقف المكتب وتعطي بهجة للمكان
وأخيرا لافتة كبيرة على الحائط المقابل لمكتبها مكتوب عليه عبارة
تتجوزيني
تبلمت رهف مكانها وانتابها الخجل الشديد
وأخذ قلبها بدوره يخفق سريعا حتى خرج مراد من مكتبه وهو مبتسما خطى نحوها ووقف في مواجهتها وقال موافقة
كانت رهف لاتزل متأثرة بالمفاجأة انتبهت اليه وهي عاقدة حاجبيها في تساؤل فكرر كلمته مرة أخرى وقالها متقطعة 
م وا ف ق ة
ابتلعت ريقها في خجل وقد صبغت وجنتيها باللون الأحمر وظلت تزوغ بنظراتها يمنة ويسرة حتى قالت أخيرا والله ياأستاذ مراد مش عارفة أقولك ايهبس!
صمتت قليلا فقال وهو يومئ برأسه
متسائلا بس ايه
قالت في خجل وارتباك شديد أنا خاېفة!
عقد حاجبيه قائلا من ايه مني
هزت رأسها بالرفض قائلة بسرعة لأ طبعا يمكن حضرتك الحاجة الوحيدة اللي هتبقي مطمناني لكن أنا خاېفة من المبدأ نفسه
خاېفة آخد خطوة تانية أندم عليها في يوم من الأيام في الفترة الأخيرة حاسة اني بقيت بعتمد عليى نفسي وكل حياتي بقت بنتي وبس معرفش اذا كنت فعلا محتاجة الخطوة دي ولا لأ
قال مراد بركوز رهف انتي صغيرة وحياتك كلها ماينفعش تقف على ملك وبس ملك بكرة تكبر وتتجوز وانتي هتفضلي قاعدة لوحدك لازم يكون في حد يونسك ويسندك
_يمكن تكون عندك حق بس حتى لو أنا فكرت في الموضوع ده حاسة انه مش هيكون دلوقتي
_أمال امتي
_معرفش بس محتاجة وقت
_خدي وقتك احنا مع بعض وأنا مش مستعجل ثم زم شفتيه ورفع حاجبه في حيرة ناظرا للأعلى قائلا المشكلة دلوقتي مين اللي هينزل البلالين دي من فوق!
ضحكت رهف رغما عنها من مزاحه فقال مراد بعينين لامعتين نفسي أشوفك بتضحكي كدة دايما
خفضت بصرها في خجل وهي مبتسمة فقال مراد بمرح فيه حاجة موجودة حواليكي ماخدتيش بالك منها على فكرة
التفتت رهف حوليها وعقدت حاجبيها في تساؤل فقال مراد وهو يتجه نحو أحد الباقات على المكاتب من حولهم
السبت ده في حاجة بتحبيها أوي
خطت رهف نحوه لتجد الباقة محملة بمعشوقتها الشيكولاته فرحت كثيرا وابتسمت قائلة لأ كدة ممكن أغير رأيي
قال مراد ممازحا وأنا موافق
ابتسمت برقةثم قال مراد بجدية مصطنعة يلا بقا هزرنا كتير واتكسفنا كتير نشوف شغلنا شوية بقا
قالت رهف بنفس الجدية أيونحضرتك اللي سايب مكتبك يا أستاذ اتفضل على مكتبك حضرتك
حك رأسه بطرف اصبعه قائلا بمزح 
اه صحيح ايه الاحراج ده!
ضحكت رهف ودلف مراد إلى مكتبهجلست على مكتبها وهي تنظر لما حولها من جو مبهج و جميل فزحفت ابتسامة على ثغريها رغما عنها ولكن تلاشت تلك الإبتسامة وهي تتذكر إحدى المرات التي جاءها ابراهيم في الأيام الماضية لطلب الرجوع اليها مرة أخرى قائلا أنا مش متخيلك ممكن تبقي لحد غيري لازم يكون فيه حل
تنفست شهيقا عميقا وهي مغمضة العينين وتهز رأسها وكأنها تنفض تلك الشاردة من ذاكرتها وبدأت تغوص في عملهاأما هو فدلف إلى مكتبه في حالة من الضيق كان يتظاهر أمامها بالمرح ولكنه كان يتمنى لو وافقت وبدأ حياته معها ولكن مازال أمله يتنفس من جديد بعدما انقطعت عنه الحياة
____________
وفي منزل ابراهيم كان المنزل كئيبا يفقد روحه وشمسه كانت فدوى طوال الوقت تجلس على كرسيها المتحرك في غرفة سلوى قليلا ما تتركها تمسك بمصحفها وتقرأ فيه ودموعها تسيل بغزارة على فقدان قطعة من قلبها وعين من عينيها تبكي وتتضرع لله أن يسامحها تتمنى لو يعود بها الزمن من جديد وترى ابنتها وتستمع إليها ولا تصدها في الحوار كما كانت دوما تفعل معها
سبحان من أبدلها من أم قاسېة غليظة القلب
الي أم حنون أم بمعني الكلمة سبحانه له في خلقه شئون
دلف اليها ابراهيم انحنى على رأسها وقبلها فربتت هي على كفه بحنان فأتبع
وبعدين يا ماما هتفضلي قاعدة في الأوضة كدة تعالي أنزلك تغيري جو أخرجك في الشارع شوية
قالت بوهن معلش يا ابني أنا مرتاحة هنا
حاسة بروحها حواليا
ثم أطرقت في حديثها قائلة بحزن مفيش أمل رهف ترجع
أجابها بحزن متبادل والله يا ماما أنا عايز بس هنعمل ايه
هدهدت على كتفه وقالت ماتزعلش نفسك يا حبيبي المهم انها مش حارمانا من ملك
ووقت ما بنعوز نشوفها بتجبهلنا على
تم نسخ الرابط