رواية نوفيلا جامدة الفصول من الثالث عشر للسابع عشر بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

على سلامتك يا طنط
أجابتها فدوى بصوت ضعيف يكاد يسمع وهي تعلم أنها بين يدي الله سامحيني يابنتي!
تلك كانت المرة الأولى والوحيدة التي دعتها بكلمة بنتي فدائما ما تشعر رهف بقسۏتها و غلاظتها معها رغم أنها كانت تتمنى أن تعوضها عن والدتها التي فقدتها منذ الصغر ولكن هيهات فمن يحل محل الأم نبع العطاء والحنان الإلهي
أتبعت فدويى قائلةأنا كنت وحشة معاكي دايماكان لازم أعاملك زي سلوى ومافرقش بينكوا انتوا الاتنين بناتي أنا شفت المۏت بعنيا و خلاص يابنتي أخدت عظة ودرس من الدنيا أنها ولا حاجة وكلنا ممكن نروح لربنا في ثانية
انحنت رهف إليها وجلست بجانب الفراش بكت وهي تربت على كفها النحيل وتقول
خلاص يا طنط عشان خاطري ماتتعبيش نفسك بالكلام
قالت بضعفلا سبيني أقول اللي نفسي فېهان شاء الله لما أخرج من هنا ونروحانتي وسلوى هتبقوا اخوات مش هفرق بينكم
نظرت رهف لإبراهيم وهي عاقدة حاجبيها ودموعها على وجنتيها وعينيها تسأله أومأ لها برأسه وهو مغمض العينين فصمتت وهي تربت على يد فدوى وقالت لها بحنان
اهدي دلوقتي يا طنط وبلاش تتعبي نفسك ولما تقوملنا بالسلامة ان شاءالله نبقى نتكلم
خرجت رهف من الغرفة وتبعها إبراهيم 
استدارت رهف في مقابلته وقالتهي طنط ماعرفتش عن سلوى
قال بأسى لا هي فاقت هنا ولسة ماعرفتش حاجة
ثم أطرق قائلا ولا عرفت عننا حاجة رهف احنا لازم نرجع لبعض ونبقي جمب ماما أكيد هتبقى محتجالنا أنا ماليش غيرك
نظرت له بعين دامعة وهي تقول ابراهيم احنا خلاص اتحرمنا على بعض وده مش كلامي ولا كلام حد ده كلام ربنا هو اللي بعدنا عن بعض
قال بإنكسار غير معهود عليه إحنا نسأل ونشوف ممكن نعمل إيه ونرجع لبعض تاني أكيد فيه حل أنا بحبك والله ومش هضايقك تاني وأديكي شفتي ماما اتغيرت ازاي وسلوى خلاص راحت يعني مش هنقدر نستغنى عنك وعن ملك
قالت رهف بثقة ممزوجة بالدموع أنا آسفة يا ابراهيم مفيش حاجة ممكن ترجعني ليك تاني خلاص كل اللي بيننا انتهى وانت السبب مش أنا أنا عملت اللي عليا ورجعت لكن انت اللي ضيعت آخر فرصة لينا وبعدين ملك بنتك من حقك تشوفها كل يوم لو عايز وتاخدها لطنط كمان عشان تشوفها عمري ما أقدر أمنعها عنكم بعد اذنك يا ابراهيم
قالت كلماتها وتركته يخبط بقبضة يده على الحائط في حالة من الندم على فعلته
اتجهت ناحية فرحة ومراد الذي كان يتابعها بنظره ويستشيط ڠضبا من وقفتها وحديثها مع ابراهيم
ظلوا معا جميعا يتبادلوا العبرات وقراءة القرآن حتى توسطت الشمس كبد السماء وجاء موعد إجراءات الډفن وكل ذلك دون علم فدوى التي لاتزل تمكث على فراش المړض
انتهت رحلة الډفن وانتقلت روحها إلى الرفيق الأعلي وسكن جسدها مسكن أهل الديار السابقون ما أصعبها من لحظات تتساقط فيها الدموع بطريقة هيستيرية وينعصر القلب بغصة تكاد تمزق شرايينه ما أصعب المۏت وما أصدقه يميت أقرب المقربين معه وان عاشوا فبلا روح وبلا حياة مجرد بشړ عايشين
ذهب كل إلى منزله بجسد منهك عدا رهف التي أصرت البقاء إلى جانب فدوى حتى قدمت وردة وتبادلتا الأدوار فرحلت رهف إلى والدها أخذت ابنتها وغادرت على الفور الى شقتها الجديدة أدت فريضة العصر ثم ارتمت على الفراش لتنغمس في سبات عميق
مرت الأيام على نفس الوتيرة من الملل والرتابة تشبه بعضها البعض و أصيبت فدوى بالشلل النصفي إثر معرفتها پوفاة فقيدتها
عادت رهف إلى عملها بمكتب مراد بعد أن قدمت لملك في الروضة بالقرب من مكتبها وبدأت حياتها تأخذ مسارها الطبيعي ولكنها لا تخلو من إلحاح إبراهيم بالعودة إليه تحت أي ظرف والرفض القاطع من رهف فهذا حد الله بينهم ولكن من يفهم!
كانت الأيام جميعها لا تخلو من الإتصالات الهاتفية بين رهف وفرحة كان مراد يتعامل مع رهف وكأنه مسئول عنها وعن ملك حتى استيقطت ذات يوم للذهاب إلى مكتبهاما ان دلفت لتجد
الفصل الأخير
الفصل 17 والأخير
في صباح يوم جديد استيقظت رهف وأيقظت ملك للإستعداد للروتين اليومي أبدلت ملابسها واتجهت نحو روضة ملك تركتها وذهبت إلى المكتب كالمعتاد ولكن بمجرد أنها دلفت انكسر الروتين اليومي بما رأته باقات كثيرة من أجمل الورود وأذكاها رائحة
تم نسخ الرابط