رواية نوفيلا جامدة الفصول من التاسع للثاني عشر بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

الدموع تسبح من مقلتيها حتى راحت في سباتها لا تعلم كيف ولكنه أشبه بالإغماء
لم تشعر بحالها إلا وقت آذان الفجر استيقظت توضأت ارتدت اسدالها وشرعت في الصلاةسجدت ويالها من سجدة تكون فيها وحدك مع اللهبكت وهي تتضرع إليهتستغفرتدعو الله بما يفطر قلبها وما يرهق عقلها حتى انتهت أمسكت بمصحفها الصغير وقرأت بعض من آياته لتنزل السکينة على قلبها حتى غفت دون أن تشعرفاقت على ميعاد العملقبلت صغيرتها النائمة لا تعلم كيف ومتى جاءت إليها ارتدت ثيابها حتى ذهبت
وفي المكتب كان مراد يجلس تارة ويعتدل تارة أخرى وقد أصابه التوتر والقلق حتى قدمتألقت السلام على طارق دون النظر إليهوما ان جلست على مكتبها حتى شعر بها مراد فخرج إليها سريعا قائلا
_أستاذة رهف تعالي بعد اذنك
دلفت خلفه إلى المكتب فقال لها
_اتفضلي اقعديازيك دلوقتي
قالت رهف وهي تجلسالحمدلله
جلس مراد على كرسي مكتبه وقال بجديةأنا دلوقتي المحامي بتاعكتحبي نبدأ منين
ردت رهف وتزوغ عينيها في أرجاء المكتب كلهبص يا أستاذ مرادصدقني الموضوع منتهي ومفيش أي لزوم نتكلم فيهلأني معنديش أي استعداد اني أدخل معاه في محاكم وقواضي
قال مراديا رهف افهمياحنا هنبدأ ودي وهنكلمه الأول من غير ما نذكر سيرة قواضيانتي لازم تاخدي خطوة أخيرة
_المشكلة اني عارفة نتيجتها آخدها ليهوكمان عارفة نتيجة فشلها هتبقى أسوأ من الأول فليه أحط نفسي في مشاكل مش قدها
وظل الحديث بينهم لساعات ما بين شد وجذب ويحاول مراد إقناعها ولكنها رافضة تماما حتى استئذن طارق منهم بالدخول وقال
_في واحد عايز مدام رهف برة
قال مرادمين
رد طارقمقالش يا أستاذ مراد
اعتدلت رهف واستئذنته حتى خرجت من مكتبه لتجد إبراهيمعقدت حاجبيها وقالتإيه اللي جابك هنا
رد إبراهيم مبتسما ابتسامة باهتة وقالمش الأول تقوليلي اتفضل منور المكتبأي حاجة من دي
ردت بحنقأصل ده مكتب شغل يعني ماينفعش تبقى هنا
_طيب المهم أنا جاي آخدك عشان عايز أشتري شوية حاجات
عقدت حاجبيها قائلةحاجات إيه وبعدين وأنا مالي أصلا
قال بإبتسامة خبيثةلا ازاي مالك طبعا ماهي الحاجات دي ليكي انتي
ردت رهف وقد أصبح حلقها ممتلئ لم يعد يطيق أحد وأصبحت روحها داخل أنفها ومين قالك يا إبراهيم اني عايزة حاجة
قال بنفس نبرته وابتسامته السخيفةدي حاجات ليكي بس عشاني أناافهمي بقا يا فوفوانتي عروسة ولازمك حاجات جديدة
فهمت رهف ما يقصده وارتفع ضغطها وهي تقول في حنق شديدإبراهيم على فكرة أنا هنا في شغل وانت معطلني ومش وقته كلام خالص في الحوارات دي
كان مراد في مكتبه قد زاده الفضول فخرج منه بحجة طلب ماخرج ووجه كلامه لطارقانزل صورلي الورقة دي
وكان ېختلس النظرات إليهم حتى دخل مكتبه مرة أخرى
فقالت رهفروح دلوقتي يا إبراهيم ونتكلم بعدين
قال وهو يمسح على شعره بيدهماشيبس 
هعدي عليكي بالليل عشان نجيب طلباتنا
زفرت رهف قائلةان شاء الله
رحل إبراهيم وظلت رهف واقفة وهي شاردة فخرج مراد قائلامين ده يا رهف
انتفضت رهف واستدارت لإتجاهه قالت بتلعثمده إبراهيم بابا ملك
عقد مراد حاجبيه قائلانعم وجايلك ليه هنا
ارتبكت رهف وزاغت نظراتها وهي تبحث عن إجابة جاي عشان عايزنا نروح نشتري شوية طلبات يعني عشان لما أرجع يعني وكدة
تنهد مراد بحنق وقالطيب مش هنكمل كلامنا
قالت رهف بصرامةأستاذ مراد أرجوك تنسى الموضوع دهإبراهيم خلاص عمل حسابه على رجوعي ولو فكرت أفتح الموضوع ده تاني معرفش ممكن يعمل ايه
صاح مراد فيها پغضبأنا مش فاهم انتي خاېفة منه كده ليهضعفك ده هو اللي هيضيعك ويضيع بنتك وحقك
اڼصدمت رهف من صراخه بوجهها فهذه المرة الأولى التي يحدث فيها ذلكانتبه مراد لنفسه فقال معتذرا
أنا آسف جدا بس انفعلت شوية..
ثم أطرق قائلا يعني قرارك إيه يا رهف
قالت بحسم حضرتك عارف قراري بعد إذن حضرتك
تكته ودلفت غرفة مكتب مجاورة لهم جلست وهي تطبق على شفتيها لتحبس دمعة أوشكت على الخروج من مقلتيهاشعرت بأن دمعتها ستفارق جفنيها بالفعل فوضعت كفيها على وجهها محاولة الهدوء وإخفاء عبراتها
انتهى وقت دوامها فخرجت مسرعة ويلاحقها مراد الذي شعر بغباؤه حين صړخ بوجههاأراد الإعتذار مرة أخرى ولكنها استقلت سيارة أجرة بسرعة ولم يستطع هو ملاحقتها
دلفت رهف إلى المنزل لتستكمل مسيرة الإحباط و الحزن حيث وجدت ملك وهي منفطرة من البكاءفاحتضنتها على الفور وهي تقولفي إيه مالك يا حبيبتي
حتى خرج عبدالمنعم ومعه زوجته والذي قال
تم نسخ الرابط