رواية نوفيلا جامدة الفصول من التاسع للثاني عشر بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

غير ما أقول بس أكيد هتكلمك تعرف منك العنوان
_ان شاء الله
ثم أطرق في حديثه قائلارهفلوسمحتي خدي بالك من نفسك
قالت بضعفان شاء الله
وانتهت مكالمتهمجلست رهف على الأريكة ظلت تبكي وهي كاتمة أنفاسها خوفا من أن تفيق أحدهم
ظلت مستيقظة حتى سمعت صوت فدوى من أسفل تهتف على وردة بصوت عاليالفطار يا وردة
استيقظت سلوى هي الأخرى لتجد رهف جالسة شاردة بدموعها على وجنتيها خطت نحوها وجلست بجانبهاربتت على يدها بحنان قائلةصباح الخير يا رهف
ابتسمت لها رهف وقالتصباح النور
_طمنيني حاسة بإيه دلوقتي
أومأت رهف برأسها قائلةالحمدلله
_طيب لو هتقدري تمشي تعالي ننزل عشان نفطر كلنا مع بعض
نظرت لها رهف وتكاد تقول سيبيني لوحدي أرجوكي..
ولكنها تتلاشى المشكلات فأومأت برأسهاتركت ملك نائمةقبلتها وهبطا الإثنتان لتجدا فدوى جالسة على إحدى الأرائك تشاهد التلفاز قدما نحوها وقالت رهف في خفوتصباح الخير
نظرت لها فدوى بطرف عينيها قائلة بفتورصباح النور
هتفت سلوى بمرحصباح الخير يا مامتي
ردت عليها بحب صباح الفل يا روح مامتك
جلست رهف وهي تشعر بالغربة في هذا المنزلفهي لم تحبه من قبل ولن تحبهتحسه بلا روحفالأماكن مكانتها في القلوب ليست بأثاثها الفاخر ولكن بمن يسكن فيها
ظلت مكانها وكل في عالمه الخاصفدوى مع التلفاز سلوى مع هاتفها ورهف مع نفسها حتى استيقظ إبراهيم وخرج من غرفة مكتبه ليجدهم وجه التحية لهم عامة ولم يلتفت بنظره لها حتى ذهب ليتحمم
انتهى والتفوا جميعا حول المائدة ليتناولوا فطورهم وهنا بدأ إبراهيم بالحوار موجها حديثه لرهف
_هاعاملة إيه
قالت رهف وهي تقلب في طبقها الحمدلله
هتف بحدة قدامك الأكل كتير أهوعشان ماتجبلناش الكلام من حد
قالت فدوى بتهكماه ولا لما حد ييجي يزورها من عيلتها ويلاقيها واقعة ومخبوطة في راسها يقولوا ايه
قالت رهف بأدبولا حاجة هعرفهم اني أغمى عليا إرهاق يعني
قالت فدوى بحدةانتي بتردي عليا! اتفرج يا إبراهيم لسة بنقول ياهادي
عقدت رهف حاجبيها مستغربة ماقالته دون حديث وقال إبراهيم پغضب إتكلمي بأسلوب أحسن من كدة شوية
ابتلعت ريقها وخفضت نظرها في طبقها وكانت سلوى كالعادة لايروق لها الحديث ولكنها خشيت التدخل فآثرت الصمتحتى هبطت وردة من الطابق الأعلى متجهة نحو رهف ومدت يدها إليها بالهاتف قائلة التليفون عمال يرن يا رهف هانم
أخذت رهف الهاتف وقالت لها مبتسمةماشي شكرا يا وردة
فتحت الهاتف لتجد المتصل فرحةاعتدلت وهي تقولبعد اذنكوا هتكلم في التليفون
سألها إبراهيممين
_دي أخت أستاذ مراد اللي أنا بشتغل معاه.
_ودي عايزة منك إيه
_معرفش بس ممكن بتطمن عليا عادي
وكمان أنا مارحتش الشغل النهاردة وأستاذ مراد كلمني مكانش يعرف إني رجعت هنا فقلتله هاخد أجازةفأكيد هي عرفت وبتتصل تسأل عليا
قال إبراهيم امم ماشيادخلي اتكلمي في أوضة المكتب
ذهبت رهف وجاء دور فدوى التي لن تهدأ ضغطت على يد إبراهيم قائلةهو انت هتسبها تشتغل تاني
رد قائلا بعدم اهتمام عادي براحتها مش فارقة
قالت فدوى بخبث براحتها ده إيهانت دلوقتي جوزها وكلمتك هي اللي تمشي هتسيبها راحة جاية كدة مالوش لازمة الشغل قعدها منه
نظر لها بإهتمام وأومأ برأسه قائلا اممم عندك حق فعلا
قالت سلوى ممتعضة يا ماما فيها إيه يعني ماتسيبيها تشتغل
هتفت فدوى پغضباخرسي انتي خالص
_________________
وفي غرفة المكتبمسحت دمعتها وهي تقول
عادي يا فرحة مفيش حاجة
قالت فرحة بقلقمفيش ازاي يا رهف انتي صوتك مخڼوق جدا وبتعيطيده أنا اتفاجئت لما مراد قالي ومن ساعتها وأنا مخڼوقة طب انتي ماقلتيش ليه
_والله يا فرحة أنا مكنتش عاملة حسابي خالصأنا كنت فاكرة النهاردة أو حتى أي يوم تاني لآخر الأسبوع ثم التفتت خلفها لتطمئن هل من أحد يسمعها عادت وقالت بخفوتهو اللي جالي في الفرح وأصر على اني أروح معاه
_طيب المهمهو أنا ينفع أجيلك
_اه طبعا تنوري
_طيب اوصفيلي العنوان
انتهت المكالمة بعد أن وصفت لها عنوان المنزل التفتت لتجده أمامها فانتفضت وأطلقت صړخة خفيفة
قال إبراهيم ببرودايه شفتي عفريت
قالت ونبضات قلبها تعلولا بس اټخضيت
_واضح انكوا واخدين على بعض أوي
_مين
قال بحركة مسرحية بيده في تهكم أخت الأستاذ مراد
تمتمت مرتبكةلا عادي هي بس كانت بتيجي المكتب كتير واتعرفنا على بعض وهتيجي تزورني هنا يعني بعد اذنك
قال بترحاب مبالغ فيهاه طبعا طبعا تنور
ثم أتبع قائلاوانتي بقا ناوية ترجعلي شغلك ده امتي
_يعني كمان كام يوم
_اه مع نفسك كده بتاخدي قرارات انتي ناسية انك بقيتي في عصمة رجل دلوقتي يعني
_لا مش قصدي
بس يعني عادي ما أنا كنت بشتغل قبل ماآجي ايه المشكلة
_لا بقا في مشكلة بالنسبة لي وموضوع الشغل ده تنسيه خالص مابقتيش محتاجاه
اڼصدمت وقالتليه يا إبراهيموفيها إيه
اقترب بخطواته قائلا بهدوءششش مش عايز كلام كتير في الموضوع ده
ارتجفت وفقدت النطق وأخفضت بصرهامد بيده الأخرى رفع وجهها في مقابلة وجهه وهي متجمدة حتى دخلت عليهم فدوى فجأة
يتبع..

تم نسخ الرابط