رواية نوفيلا جامدة الفصول من التاسع للثاني عشر بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
التاسع
آه!! ما أوجعها حين تقال في دواخلنا ولا يحسها أقرب من حولنافما أغباهم!!
فتحت رهف الباب لتجد سارة وهي في قمة سعادتهااحتضنتها وهي تدور بها وتقول
_باركيلي يا رهف باركيلي
قالت رهف وقد نسيب مابها من حزن
_مبروك يا سارة بس في إيه فرحيني معاكي
هتفت سارة بفرحة عارمةجالي عريس
صړخت رهف من فرحتها واحتضنت سارة بقوة بجدألف مبروووك
ردت رهف بفرحة أنستها همهابجد فرحتيني أوي
قالت سارة وهي تضحكعارفة يا رهف مروان كان بالنسبة لي زي عمر بالظبط والله وماكنش في قلبي حاجة من ناحيته خالصبس بعد ما طنط اتصلت دلوقتي وطلبت ايدي لمروان حسيت اني بحبه أوي معرفش ليه
تجمدت ملامح رهف بمجرد سماع اسم مروان ولكن سرعان ما فاقت من صډمتها ابتلعت ريقها بصعوبة وابتسمت قليلا وهي تقولربنا يسعدك ياسارة
تركتها سارة وصعدت ومن فرحتها لم تشعر بدمعة رهف الممسوحة للتو تاركة أثرا بجفنيها وتحت عينيها ولكن ربما بعض من السعادة يعمينا عن رؤية حزن الآخرين ودمعتهم المحپوسةظلت رهف متجمدة مكانها اختلطت مشاعرهاهل هي قبيحة كل هذا القبح من الداخل لتنصدم بهذا الخبر أم هي فقط صدمة المفاجأة! هل هي قررت العودة لزوجها ولكنها تريد مروان أيضا!! ولكن مروان لايعلم قرارها بالرجوع إلى إبراهيمهل هو خائڼ لها أم كان يتلاعب بمشاعرها!! ظلت الأسئلة تتصارع داخل فكرها حتى اتجهت ناحية غرفتها كالتائههتدثرت في فراشها مرة أخرى وهي لا تشعر بأطراف جسدهاظلت هكذا حتى تسللت أشعة الشمس إلى غرفتها لتغزو عينيها الحزينتين و توجعهالم تستطع الذهاب إلى عملها ولم تستطع البقاء في هذا المنزل الكئيب فهي تراه كئيبا منذ زمنلم تشعر فيه أبدا بالحنان منذ ۏفاة والدتها وهي صغيرة وازداد كئبا منذ زواج والدهاولكنها آثرت البقاء في غرفتها وظلت على فراشهاحتى رن هاتفها وكان المتصل مراد فأجابت بصوت يكاد يسمع
_وعليكم السلامازيك يا رهف
_الحمدلله يا أستاذ مراد
_إيه مجيتيش ليهانتي كويسة
قالت ويبدو على صوتها الشجن
_أنا آسفة أصلي تعبانة شوية
اضطرب مراد قائلا خير مالك
_لا عادي بس مانمتش خالص فحاسة اني مصدعة ومش هقدر أشتغلأنا آسفة
_لا طبعا متتأسفيش ألف سلامة عليكي أنا بس قلقت عليكي فقلت أطمن
_طيب لو عايزة أي حاجة اطلبيها ولو عايزة أجازة قولي
صمتت قليلا ثم قالتبصراحة أنا محتاجة أجازة كام يوم لو ممكن
_اه طبعا ممكن
_وبعد اذن حضرتك ممكن رقم فرحة
أعطاها مراد رقم فرحة وهو يتمنى لو يعلم فيما تريدها جلست رهف على فراشها قليلا مستندة على ظهرها وهي شاردة لساعات تغفو دقيقة وتستيقظ ساعة حتى أجرت اتصالها بفرحة
_السلام عليكمازيك يا فرحة
ردت فرحة بإستغرابالحمدلله مين
_أنا رهف
تفاجئت فرحة وفرحت كثيرا بإتصالها وقالترهف حبيبتي ازيكايه المفاجأة الحلوة دي
_الحمدلله يافرحة ربنا يخليكيأصلي مارحتش المكتب النهاردة وخدت رقمك من أستاذ مراد علشان عايزاكي ضروري
_خير يا رهفقولي يا حبيبتيولا إيه رأيك تيجي عندي أنا قاعدة لوحدي والله
قالت فرحة بترحيببجد طيب هاتيها بقا وتعاليلي عشان خاطري عايزة أشوفها وأتعرف عليها
استسلمت رهف وقالتخلاص حاضر بس اوصفيلي العنوان
وفي منزل مروانلم يذهب هو الآخر إلى عمله فكان يشعر بالذنب تجاه رهف ولكنه فقط مجرد شعور بالذنب!
دلفت إليه والدته فوجدته شاردا في الشاشة المضيئة أمامه
قالت لهمارحتش الشغل ليه يا مروان
رد بفتور قائلاماليش نفس
أتبعت بفرحةهو في عريس يبقي مكشر كدة
اتجه بنظره لها وقال بحنقأنا مش عارف يا ماما استعجلتي واتصلتي بيهم ليه ما كنتي تصبري لما نروحلهم في فرح عمر وكنا نتكلم ساعتها
قالت مبتسمةيا حبيبي خير البر عاجلهوأنا بصراحة ما صدقت لقيتك موافق وقلتلي اللي تشوفيه يا ماما
_ماشي بس بردو كنت عايز وقت شوية
ضحكت قائلةلأ كده أحسن في حموتهاأنا هقوم بقا أحضر الأكل
قبلته من جبهته واتجهت إلى المطبخ بينما هو إتجه بنظره إلى شاشة حاسوبه مرة أخرى
وفي مكتبه لم يصبر مراد فأجرى اتصاله بفرحة التي أخبرته عن قدوم رهف وابنتها إليها مما جعله يرتبك ويتمنى الذهاب إليهم
ذهبت رهف إلى العنوان الذي أعطته لها فرحة بسهولة ومعها ملك حيث رنت جرس الباب وفتحت لها فرحة بترحاب شديد وهي ټحتضنها ثم انحتت للصغيرة
متابعة القراءة