رواية نوفيلا جامدة الفصول من الاول للرابع بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

العائلة الذين تهافتوا على الصغيرة فهي محبوبة الجميعبينما ظل مروان عالقا نظره برهف وبلمعة الحزن بعينيها فهي فتاة في الخامسة والعشرون ذات البشرة الخمرية و الملامح الجميلة الهادئة ومتوسطة القامة وحجابها يزيدها بساطة وأناقة و حياتها المليئة بالمشاحنات تركت في أعينها بصمة حزن لا يمكن أن يمحيها الزمان بسهولة فها هو الزمن يحفر ذكرياته بملامحنا و لا يعطينا فرصة للنسيان
انتهت جلستهم واتجه الجميع في طريق واحد إلى منزل العائلة حيث الطابق الأرضي و ما به من محال إحداهما محل لبيع وصيانة المحمول والذي يمتلكه شريف ابن خال رهف والآخر محل ملابس والذي تمتلكه عبير أختهفألقوا عليهم السلام وصعد كل إلى طابقه كانت رهف أول من وصل فهي في الطابق الأول العلوي حيث كان والدها يجلس على جهاز الحاسوب الخاص به فمنذ ۏفاة زوجته و هو يجلس هكذا
دلفت رهف إلى الشقة وهي تلقي السلام على والدها فرد عليها السلام وتهافتت الصغيرة وهي تجري نحو جدها
_جدو ازيك يا جدو
احتضنها جدها وهو لا يزال على كرسيه قائلا
_أهلاموكاعملتي ايه عند بابا
_حو جابلي سيبسي وحاجة حوة
قال عبد المنعم والد رهف بنفاذ صبر وهو يتنهد
_طيب ربنا يهدي أمك
سمعته رهف فتذمرت وقالتوبعدين يا بابا مالوش لازمة الكلام ده
_يا بنتي البنت لازم تتربي وسط أبوها و أمها
وجهت رهف حديثها لملكخشي يا حبيبتي العبي جوة في الأوضةدخلت الصغيرة وأكملت رهف حديثها مع والدها
_والله يابابا ما ينفع كدة مش كل شوية تقطمني بالكلام وانت عارف كويس اني مش هرجعله
ارتفعت نبرة والدها وتشابهت بالصړاخ
_يابنتي الواحدة بتتنازل عن كل حاجة عشان خاطر عيالها وانتي كل همك مصلحتك وبس
سقطت دموعها وهي تقول
_أنا يا باباوانت فاكر اني كدة مبسوطة لما بنتي تشوف أبوها مرة ولا مرتين في الأسبوع يبقى ايه مصلحتي في كدة ولا لما أرجعله و تعيش وسط أب و أم كل يوم بينهم خناق وضړب و كرامة في الأرض وفي الآخر تقوللي مصلحتي
_خلاص انتي حرة اللي عايزة تعمليه اعمليه
_ماانت كل مرة تقولي كدة وترجع تتكلم تاني
_غصب عني بتصعب عليا البنتخلاص خلاص قومي غيري هدومك دي
سحبت نفسها ودخلت غرفتها فتفاجئت بملك قد انغمست في سباتها على الأرضحملتها على الفراش و اتجهت نحو الشرفةجلست على مقعدها المفضل لها فيها ولم تستطع أن تتمالك نفسها حتى تعالت أصوات أنينها وشهقاتهالم تدري أن هناك من هو فوقها في شرفة الطابق الذي يعلوها استمع لكل ما دار بينها وبين والدها ليس عن عمد ولكن كان صوتهم يعلو بلا دراية و تمنى لو حدثها من بين الشرفات و هون عليها ولكنه تلجم و ظل يراقبها في صمت وهو يتذكر مشهدها مع ذاك الرجل على الشاطئ و حوارها مع والدها فاستدرك من كل هذا انها مطلقة
ظل يفكر مليا ماذا يفعل لتهدئتها و هل يتركها تنفطر من البكاء حتى طرأ على فكرهسارةفقد أحس انهم مقربين لبعضهن البعض فاستدعاها إليه
أشار مروان إلى أسفل وهو يقول
_قريبتك عمالة ټعيط في البلكونة ماتنزلي تشوفي مالها
زفرت سارة
_رهفاستغفر الله العظيمياترى حصل إيه
وتوجهت سريعا إليها حتى فتحت لها الباب بوجه مغسول بدموعها
_إيه يا رهف مالك يا حبيبتي
رهف بنبرة ضعيفة
_ادخلي يا سارة
وتوجها إلى الشرفة
_في ايه بقا طمنيني
بدأت رهف بالبكاء
_بابا يا سارة كل شوية يقطمني بالكلام وأنا تعبت والله ومبقتش قادرة أستحمل
_على موضوع ابراهيم بردو
_أيوة
_طيب معلش روحي اغسلي وشك كدة وروقي وتعالي نطلع فوق شوية
_لا ماينفعشموكا نايمة
_طيب ماهي فرصة نرغي مع بعض شوية يلا بقا مش كفاية ماتمشتيش معانا عالبحر وبعدين عمر راح يوصل إيمان و طنط و ماما و بابا قاعدين مع بعض ومفيش غيري أنا و مروان فوق
_طيب ما احنا قاعدين هنا أهو
_لا ما هو حضرتك أنا اللي بخدم عليهم فوق فماينفعش أسيبهميلا قومي بقا ده أنا عاملة المهلبية بالشيكولاته اللي بتحبيها
ابتسمت رهف و صعدت معها فهي لا تستطيع مقاومة الشيكولاتةدلفت سارة إلى المطبخ وألقت رهف السلام على الجميع ودخلت الشرفة حيث تبعها مروان وألقى عليها السلام
ابتسم وهو يقدم نفسه
_أنا مروان قريب سارة
بادلته رهف بإبتسامة
_اه طبعا عارفاكأهلا بيك
_أهلا بيكي
وعم الصمت قليلا ثم قالأمال فين البنوتة الصغيرةهي أختك
ابتسمت رهف ببساطة و رقةموكا بنتي
ابتسم مروان
_ماشاء الله ربنا يخليهالك شكلكوا
تم نسخ الرابط