رواية نوفيلا جامدة الفصول من الاول للرابع بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
الفصل الأول
تستمر الصراعات و المشاحنات بين الأزواج كل يوم و ليلة ليتبقى الأطفال هم الثمن المدفوع لتلك الهراءات بينهمفيفقد الطفل الأمان والشعور بالإستقرار وينتج عنه جيل فاقد للهوية نتاج لزواج فاشل إما يحكمه المصالح أو الحب الأعمى أو سوء الإختيار أو أنه أولا وأخيرا ابتلاء من الله سبحانه وتعالى
في منزل من منازل العائلات المتوسطة في مدينة الإسكندرية والذي تتعدد طوابقه ليحمل كل طابق به أسرة كل منها لها حياتها المليئة بالأحداث المتكررة يوميا وعلى إحدى شواطئ تلك المدينة المعشوقة إجتمع بعض أطراف هذه العائلة ليهونوا على أنفسهم حرارة الجو ويستمتعوا بنسمات العليل المنعشة
_إيه يا رهف اثبتي بقا روشتيني
أجابتها رهف بنظرات زائغة يمنة ويسرة
_حاضر ما أنا قاعدة أهوعايزة إيه
أراحت ذقنها بين يديها مستندة على مرفقها وهي تقول
_عايزاكي تقومي تتمشي معانا شوية مش هسيبك قاعدة لوحدك كدة
إلتفتت رهف بالنظر عمن حولها وقالت بتهكم
_فعلا!كل البشر دي وهبقى لوحدي
_بطلي غتاتة بقا وقومي
أجابتها بعدم تركيز
_معلش ياسارة انتي عارفة أني ماينفعش أتحرك من هنا دلوقتي
قالت والدة سارةالحاجة نادية
_ ماتقومي يا حبييتي معاهم وأنا هاخد بالي
ابتسمت رهف قائلة
_معلش يا طنط مش هينفع
استسلمت سارة لرفضها واعتدلت متجهة نحو أخوها عمر و خطيبته إيمان و ابن خالها مروان الذي طال غيابه عن زيارة عمته وأسرتها الصغيرة بعد ۏفاة والده منذ عدة سنوات
قال عمر وهو يسحب مروان من ذراعه
_ما نيلا بقا
فأتبع مروان وهو مازال نظره معلق بها
_هي قريبتك مش هتيجي تتمشى معانا
زفرت سارة وهي تقوللأ مش راضية
وانطلق الشباب بينما جلست رهف على أعصابها منتظرة ما تنتظره على أحر من الجمر
وبدأ الحوار بين أمهات العائلة
_والله ليكي وحشة يا أم مروان
ابتسمت سامية بحزن
_والله وانتوا كمان يا أم عمر و القاعدة عالبحر دي كانت وحشاني أوي
_ياما اتحايلنا عليكوا تيجوا تقضوا الصيف معانا
ردت سامية بعين دامعة
_ما انتي عارفة يا أم عمر من ساعة ما الحاج سليم اتوفى وأنا زاهدة الدنيا و مش عايزة أتحرك من البيت
تنهدت نادية بعمق
_اه والله ده الواد مانع نفسه من أي سفرية مع صحابه عشان خاطري مش عايز يسبني لوحدي وكمان بعد ما سافرت سماح مع جوزها.
ابتسمت نادية بحنان
_ربنا يخليهولك ويرجعهالك بالسلامة
رفعت يدها لأعلى قائلة
_آمين يارب
ومر الوقت طويلا على رهف حتى جاء الشباب بمرحهم و ألقوا السلام على الجميع وجلسوا
_ايه يارهف لسة ماجوش
أومأت رهف رأسها بالرفض
رفعت سارة حاجبها بتحدي
_شفتي كان زمانك جيتي معانا ده احنا ضحكنا ضحك
وضحك الشباب معا
وفجأة اعتدلت رهف فجأة و هرولت على الرمال لتستقبل طفلة ذات الأربع أعوام بين أحضانها فجلست رهف على ركبتيها وسط الرمال وظلت تقبل وجه الصغيرة بكل ما به في اشتياق
وقالت بعيون تملأها الدموع
_وحشتيني أوي يا موكا
احتضنتها الصغيرة وقالت
_وتي كمان يا ماما
حتى سمعت صوته يأتيها من أعلى
_في ايه يارهفده كلها كام ساعة بس أمال لو باتت معايا هتعملي ايه
اعتدلت رهف و قالت بكلمات مرتجفة
_لأ طبعا ملك ماتنفعش تبات بعيد عن حضڼي
رد قائلا بتحدي
_انتي اللي عملتي كدةممكن أوي تبات في حضڼي أنا وانتي
احمر وجهها من التوتر وقالت بحنق
_ابراهيمأظن الموضوع ده اتقفل من زمان و انت كل شوية تفتحه
_براحتك يا رهف أنا كل همي مصلحة بنتنا!!
نظرت اليه رهف في وجوم وكأن هي من لا تريد مصلحة ابنتهم و كأنه هو ليس من دمر هذه الزيجة بأفعاله
ثم مسكت بيد الصغيرة وقالت وهي تستدير
_طيب بعد اذنك
وما ان التفتت حتى أوقفها ممسكا بذراعها قائلا
_على فكرة أنا لسة مخلصتش كلامي
سحبت رهف ذراعها من بين يديه بقوة وقالت بحنق
_نعم يا ابراهيمعايز ايه
_عايزك تفكري في مصلحة بنتك و لو بتحبيها صحيح ومش عايزاها تبعد عنك
زفرت رهف
_ياربي هو انت مابتزهقش من الكلام بتهيألي كده أحسن عالأقل بنتك ماتكرهكشممكن أمشي بقا
ابتسم بخبث وهو يقول
_طبعا ممكن وأكيد هنتقابل تاني وانحنى لصغيرته ليقبلها وهو ينظرلرهف وكأنه موجه اليها فأدارت وجهها بعيدا عنه حتى مضى و عادت رهف إلى باقي
متابعة القراءة