رواية روعة الفصول من العاشر للثاني عشر بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

من الغرفة ولكن الباب كان مقفلا فقالت بتذمر الواطي قافلو علشان مخرجش !
فتنهدت بتذمر ثم نظرت الى باب كبير كان مصنوعا من الزجاج الفاخر وينبعث من ضوء ساطع ناتج عن اشعة الشمس الذهبية فتقدمت نحوه ثم فتحته وخرجت الى الشرفة الكبيرة التي كانت تطل على الحديقة وكان عليها ارجوحة مصنوعه من خشب الماهوجني وطاوله وبعض الكراسي الخشبية المصنوعة من نفس نوعية الخشب كما كان هنالك احواض ترابيها مليئة بأزهار التوليب السوداء.
زهرة التوليب التي ذاع صيتها لأنها ذات طابع رومانسي شديد لما تتمتع به من أناقة وجمال كما ترمز إلى العزة والتفاخر وهي تتواجد بعدة ألوان ولكل لون منها رمز خاص به ف التوليب السوداء ترمز إلى حب يتعذب 
فنظرت جوليا الى هذه الازهار الشامخة والتي ترمز الى الكبرياء الحزين ثم شعرت بشيء من الحنين الى امها الدكتورة حنان والتي كانت طبيبة نفسية واخبرتها عن معاني كل الزهور فهي تعرف ان هذه الزهرة السوداء تعبر عن حزن دفين يكمن بداخل قلب الشخص الذي يمتلكها وان ليس كل شخص يستطيع ان يعرف المعنى الحقيقي لهذه الزهرة الراقية سوى من ذاق عڈاب الحب والفراق.
فنزلت دمعتها لمجرد انها رأت هذه الزهور الحزينة التي ذكرتها بأمها الراحلة ثم استدارت ودخلت الى الغرفة ووقفت تحدق بكنان الذي كان نائما بهدوء ولكنها امعنت النظر فيه هذه المرة ليس على انه الشخص القاسې الذي خدعها واغتصبها بل نظرت على شابا عاديا ورأت الحزن الدفين في ملامح وجهه الهادئة فقالت ايه هو السبب اللي خلاك تعمل فيا كدا يا كنان يا ترى عمي وعزيز عملولك ايه علشان ټنتقم مني انا بالشكل دا 
اما كنان فتحرك اثناء نومه وقال بصوت ضعيف يغلبه الخۏف لاء....سيبها ارجوك... متعملش كدا !!
ثم استيقظ فجأة وهو يتنفس بصعوبة فأمسك كأس الماء الذي كان على الكوميدينو التي بجانب السرير وشربه دفعة واحدة وبعدها امسك رأسه بكلتا يدي وصدره كان يعلو ويهبط جراء ضيق التنفس الذي تعرض له.
كل ذلك حدث امام جوليا التي كانت واقفة بالقرب من باب الشرفة وتحدق به بدون ان تتفوه بأي كلمة... فقط كانت تنظر اليه بنظرة خوف ممزوجة بالغرابة لأنها رأته خائڤا ويرتجف.
وبعد ان هدأ قليلا ادرك ان جوليا ليست نائمة بجانبه فرفع رأسه لكي يبحث عنها فوجدها واقفة وتحدق به مما جعله يبتلع ريقه وينهض عن السرير قائلا بأنزعاج بتبصي على ايه 
فقالت بتوتر ا.. انت بخير من شوية كنت مش قادر تتنفس !
فصاح بها قائلا ملكيش دعوة بيا... جالك القرف.
قال ذلك ثم دخل إلى الحمام واغلق الباب خلفه... وما ان نظر إلى انعكاس صورته في المرآة حتى نزلت دموعه كما لو انها زخات مطر فأمسك المغسلة بكلتا يديه ثم ضغط عليها واحنى رأسها واخذ يبكي بصمت لكي لا تسمعه جوليا.
اما هي فتقدمت بخطواتها نحو باب الحمام ووقفت تحدق به مترددة هل تطرقة ام لا... واخيرا تجرأت وطرقت الباب قائله انت... انت كويس 
اما هو فرفع رأسه عندما سمع صوتها ومسح دموعه ثم فتح الباب ليجدها امامه فنظر اليها بعيونه الغاضبة وقال عايزه ايه 
فأرتبكت جوليا وقالت م.. مش عايزه حاجة.
كنان يبقى تخرسي لاني مش عايز اسمع صوتك المعفن دا.
قال ذلك ثم دفعها وعاد الى داخل الحمام لكي يستحم.
اما هي فشعرت بالدوار لأنه دفعها وكادت ان تقع لولا انها استندت على الحائط حتى وصلت الى السرير فجلست عليه وهي تبكي بصمت.
وبعد مدة وجيزة... خرج كنان من الحمام وهو يلف المنشفة حول خصره ويحمل بيده واحدة اخرى ينشف شعره بها... فنظر الى جوليا بطرف عينه ووجدها منكمشة على نفسها وجالسة على السرير بصمت.
فتابع طريقة الى حجرة الملابس ثم ارتى ثيابه والتي كانت عباره عن بنطال جينز وتيشرت بيضاء تبرز صدره ثم ارتدى فوقها جاكيت لونها رملي وحذاء جلدي بنفس لون الجاكيت وبعدها سرح شعره الكثيف كما يفعل دائما ووضع عطرة الساحر ثم فتح درج الطاولة الزجاجية واخرج منه ساعة جلدية ارتداها بيده اليمنى ومن ثم خرج من حجرة الملابس واتجه نحو السرير قائلا قومي اتحممي .
فنظرت جوليا اليه ثم رأت البرود يسيطر على ملامح وجهه مما جعلها تشعر بالخۏف فنهضت من مكانها بدون ان تقول اي شيء ثم دخلت إلى الحمام لكي تستحم.
اما هو فخرج من الغرفة ونزل على الدرج فوجد الخادمات سوسن وندى يجهزن طاولة الفطور فأنتبهت عليه سوسن عندما نزل وقالت صباح الخير يا بيه.
كنان صباح النور... الكل رجع 
سوسن ايوا يا بيه... زينات في المطبخ وحسين وزياد عماله يشتغلوا في الجنينية .
كنان كويس... ندى اعمليلي فنجان قهوة وطلعيه على الجنينة وانا هحصلك.
ندى تحت امرك يا بيه.
سوسن انت مش عايز تفطر يا كنان بيه 
كنان لاء مليش نفس.
سوسن طيب.. طيب والهانم مش هتفطر برضو 
كنان لا هتفطر... بس مش
تم نسخ الرابط