رواية كاملة روعة جدا الفصول من الثامن عشر للعشرين بقلم الكاتبة فاطيما

موقع أيام نيوز

اللي في وسعه علشان ميسبناش وخلي بالك مش أنا لوحدي اللي ضعت مهاب كمان دخل طريق الضياع اللي أي حد بيدخل فيه مبيطلعش إلا وهو علي نقالة .
تتوالى الصدمات على قلبها كالرياح التي سكنت مدة طويلة وبدون سابق انذار هبت واقتلعت في طريقها أشد الجبال الراسخة 
وهتفت بعدم تصديق
_ إنتي بتقولي ايه ! مهاب ماله 
اهتز فكها بسخرية وأجابتها بنفس القسۏة ولم ترعى حالها الذي تنشق له القلوب
_ مهاب بقى سهر وشرب مخډرات وكباريهات يوميا وبيرجع نص الليل وانتي نايمة ومصدقاه وهو بيقول لك إنه جه بدري ومبتابعيش وراه .
لم تصدقها وصڤعتها علي وجنتيها الأخري مرددة باستنكار
_ إنتي كدابة مهاب لايمكن يعمل كدة أبدا!
مهاب متربي إنتي بتفتري عليه علشان تداري علي عملتك السودا.
الأن تبدل وجه البنت القاسېة التي رسمته ببراعة على وجهها وكشفت وجه الطفلة البريئة التي دنستها قسۏة الحياة بعدما كانت مدللة أبيها وأمها ورددت باڼهيار
_ أنا عمري ماكنت كذابة ياماما بس بقيت كذابه أنا مبقتش سما الطفلة البريئة إللي إنتي خلفتيها وربتيها 
انا بقيت مشوهه من جوه ومن بره واټدمرت وحياتي القديمة الجميلة اندفنت ومش هعرف ارجع لها تاني .
مسحت راندا دموع عينيها بحدة ونظرت اليها بأعين دامية وهي تحاوطها من كتفيها ورددت بحيره
_ليه كده يا سما ليه عملتي فينا وفي نفسك كده
واسترسلت بتساؤل مغلف بنفس الحيرة
_ليه عملتي لي حظر انطقي 
أجابتها باستفاضة وهي تجلس على التخت بإهمال وتضع وجهها بين كفيها
_ومش بس إنتي يا ماما اللي عملت لك حظر انا عملت لجدو ولتيتي ولخالو ولخالتو ولمهاب ولبابا وكله مفكر ان انا قفلت صفحتي علشان خاطر حالتي النفسيه بسبب اللي حصل لنا 
لكن أنا خدعت الكل .
وضعت رندا يدها على صدرها وهي تحاول ان تهدئ من ضربات قلبها السريعة التي تنتابها كلما استمعت الى كلمات ابنتها البشعة 
وأكملت استفساراتها والتي من الواضح أنها لن تنتهي 
_ اتعلمتي ده كله من مين وامته 
سما بلا مبالاة
_ ياه ياماما دي الدنيا إللي حوالينا مسرح كبير اتعلمت منه وإنتي بعيدة عننا وعايشة جوة دوامة الشوبينح وصالونات التجميل والخروج والفسح وبعدتي أووي .
أحست بأن الكون يدور حولها مما علمته عن أبنائها وصارت ټضرب وجهيها كالجهلاء من شدة الصدمة وجلست أرضا وهي تنتحب 
_ يامرارك ياراندا ومصيبتك إللي وقعت فوق دماغك 
وأكملت نحيبها
_ ليه يارب يجرالي أنا كدة دونا عن الخلق كلهم!
ليه يكون اللي باقي من عمري كله قهر وۏجع واللي فات عشته أم وأب ودفنتي نفسي سنين في الدوامة وملحقتش نصيبي من الفرح .
جلست سما بجانبها كالقرفصاء تضم ساقيها وتضع رأسها بينهم وهي تنتحب كوالدتها بشدة
كيف ټموت المرأة حية 
قال 
غابرييل_غارسيا_ماركيز  
رأيت امرأة مېتة يوم أمس وكانت تتنفس مثلنا
ولكن كيف ټموت المرأة وكيف تراها تحتضر 
ټموت إذا فارقت وجهها الابتسامة إذا لم تعد تهتم بجمالها إذا لم تتمسك بأيدي أحد ما بقوة وإن لم تعد تنتظر عناق أحد وإن أعتلت وجهها ابتسامة ساخرة إذا مر عليها حديث الحب نعم هكذا ټموت المرأة !!
نعم ټموت المرأة وهي حية ترزق تعلن الحداد داخلها تعيش مراسم ډفنها لوحدها ثم تنهض ترتب شكلها تمسح الكحل السائل تحت عينيها تعيد وضعه ثم تخرج للعالم واقفة بكامل أناقتها تتنفس وربما مبتسمة وتضحك لكنها مېتة ولا أحد يعلم !
فكم من امرأة تعيش بيننا تتنفس لكنها ماټت منذ زمن 
انطفاء بريق الأمل والقوة في عينيها هو أولى علامات المۏت .
_______________________________
والله أنا دماغي محتاجها فعلا بسبب دوشة الطلبة في الجامعة واتصالات ريما اللي داوشاني بيها من الصبح .
نظر مالك وعلي إلي بعضهما باندهاش مرددين بصوت واحد 
_ ريما !
تحدثت بابتسامة هادئة
_ أيوة يامستر مالك ريما ستور .
نطق الاثنان بذهول 
_ إزاي ده ! معقولة !
ابتسمت علي ذهولهم الغير مفهوم لها وهتفت باندهاش 
_ الله هو في ايه غير معقول في إللي أنا بقوله 
أجابها علي مبتسما
_ معلش اعذرينا أصل إحنا كنا مفكرين ريما ستور امرأة أربعينية محنكة .
أنهي كلامه وهو يضع يده علي فمه مبتسما 
وأكمل مالك باندهاش
_ والله أنا مش مصدق إن إللي بتبعت لنا التصاميم اللي بالدقة والروعة دي طول الخمس سنين إللي فاتو تطلع سنها صغير كدة .
ابتسم رحيم عليهم ونظر إلى ريما مرددا بتفاخر مغلف بالمداعبة
_ الله دي إنتي طلعتي هيرو بقي وليكي صيت ومحدش قدك ومش هنعرف نكلمك بعد كدة .
لكزته بقدميها بخفة وهي تنظر له بحدة وتحدثت إليهم باعتذار 
_ معلش يامستر مالك رحيم أخويا بيحب الهزار والضحك 
واسترسلت بتأني
_انا جيت لحضرتك النهارده علشان ما كانش ينفع اقبل عرض الشغل على الواتس فلازم كنت اجي علشان ابلغكم اني موافقة انضم لمجموعة مالك الجوهري .
ابتسم ذلك العلي علي موافقتها وأردف بترحيب هائل
_ياه اخيرا ريما ستور هتنضم رسميا لمجموعة مالك الجوهري من زمان واحنا نفسنا
تم نسخ الرابط