رواية كاملة روعة جدا الفصول من الثامن عشر للعشرين بقلم الكاتبة فاطيما
المحتويات
وانت مش واخد بالك أنا لايمكن أسيب ولادي وأعيش وأبني حياتي مع حد تاني وأجيب لهم جوز أم
وتابعت حديثها وهي تنهي ذاك الحوار
_ وبعدين ده وقت نتكلم فيه في الموضوع ده بذمتك !
إنت عريس ورايحين نتفق علي خطوبتك وكتب كتابك ياقلبي افرح ومتشغلش بالك بيا.
تنهد بحزن لأجلها وراعى شعورها المخټنق حينما فتح ذاك الموضوع وفضل السكوت لئلا يضغط عليها
_فيه واحدة رايحة تخطب لابنها وهي لسه صغيره كدة بالله اللي يشوفك يفتكرك أخت العريس مش والدته .
ابتسمت على دعابته التي يخصها بها دائما فهو محب بل عاشق لها ودوما يغازلها ويجعل روحها هائمة في سماء أخلاقه
تنهدت بسعادة وأردفت بحب
_ لحد امتي هتفضل تشوفني حلوة وصغيرة ياجميل
_ لحد علامات الشيب ماتسيبش حاجة من ملامحنا خالص وبردو مش هبطل أشوفك غير فريدة بنت العشرين اللي جمالها وجمال روحها يغطي علي الكل .
كان يجيبها بصدق نابع من قلبه ولكن المغزى من وراء لطفه معها كي ينعش مزاجها ويجعلها تدخل علي تلك اليتيمة مبتسمة
بعد نصف ساعة استقلت السيارتان أسفل البناية وصعدوا إلي ذاك الطابق
كانت تقف أمام المرآة تتفحص شكلها بتوتر بالغ وأثناء وقوفها شردت بحزن عميق حيث أنها كانت وحيدة لا أم ولا أب ولا أخ يقف بجانبها في أهم يوم بعمرها ولكن دعت الحزن وولته جانبا فكفاها أحزان طيلة العمر
استمعت إلي وصولهم وفتحت لهم الباب بابتسامة بشوشة جعلتها كالحوريات من رقتها
_ أهلا وسهلا بيكم نورتي بيتي المتواضع.
تبادلوا السلامات جميعا وجلسوا في غرفة الاستقبال
كانت فريدة تنظر إلي المكان بانبهار فنظافته ورائحته العطرة اخترقت أنفاسها كانت متعجبة كيف لمريم ومن أين أتت بتلك الشقة ذات الأساس العصري المنمق فالبطبع ثمنها غاليا ولكن نفضت التفكير عن رأسها حينما استمعت إلي جميل يردد
واسترسل مبتسما بحنو
تمام يابنوتي القمر
رعشة خفيفة اجتازت جسدها داخليا فكيف لذاك الخلوق أن يخطف روحها بحنانه البالغ وأقسمت بداخلها أنه أب لم تلده الأيام لها
_ شكرا ياعموا أنا والله مش عارفه أودي جمايل حضرتك دي كلها فين .
اتسع بؤبؤ عينيه وأردف بنبرة تحذيرية مصطنعة
_ بنت عيب في بنوتة تشكر باباها علي واجبه تجاهها متقوليش كدة تاني .
كان رحيم وريم وفريدة ينظران إليه بفخر لكون ذاك الرائع الذي لم يوجد أمثاله كثيرا أبا لهم وبالتحديد رحيم الذي ود أن يحتضنه ويقبله بنهم شديد لحنانه علي حبيبته
وأردف بنبرة سعيده
_ أنا جاي النهاردة يابابا وحابب أطلب منك مريم علي سنة الله ورسوله .
أماء جميل برأسه مرددا بحكمة
_ وعندك استعداد تدفع مهر بنتنا الغالية ولا لا
ابتسم رحيم بعشق وأجابه وهو ينظر داخل عيناها بهيام
_ ده إللي تطلبه البرنسيسة مريم أفحت في الصخر علشان أجيبه لها لحد عندها وزيادة كمان .
أعجبه رد رحيم بشدة وتسائل بجدية
_ عندك استعداد تواجه أي صعوبات تقابلك علشان خاطر بنتي ولا هتقع وتتخلي عنها في نص الطريق
تنهد رحيم بحب وأجابه بثقة
_ الطريق لو كله شوك همشيه معاها وأشيلها علي راسي وأتحمل ألمه ولا إنها تتوجع لحظة .
كانت دقات قلب تلك المريم تسبقها ويكاد الجميع أن يسمعها كانت تنظر إليه بعشق بالغ ولو كان الأمر متاحا لارتمت في أحضانه وسكنت أمانها
أشاد جميل بتنبيه
_ خلي بالك مش هيحصل كويس لو زعلتها في يوم من الأيام أو جيت عليها أو عملت لها أي حاجة أو جرحت شعورها قولا أو فعلا ساعتها هقف صفها ومش هسمي عليك .
ابتسم رحيم بخفة وأردف بدعابة
_ مين إللي يعمل كدة ده أنا غلباااان .
ابتسم الجميع علي دعابته وهتف جميل ناهيا استجوابه بأخر
_ طيب خطوة الخطوبة وكتب الكتاب بالنسبة لي ميثاق مفيش رجوع فيه انت واثق من نفسك ومن اختيارك وانك مش هيجي يوم وټندم .
شبك كلتا يداه وتحدث وهو قاصدا النظر داخل عيناها مرددا بعشق
_ أندم !
وتابع وهو ينظر لها بعشق
_لو الزمن رجع بيا ألف عمر لاختارتها في الألف ألفا
ولفتحت لها بابا ثانيا من أبواب قلبي وعززته بثالث واجلستها ف ثنايا القلب ثانيا فعسى المقام بالمقيم يليق فمرحبا بها أولا وثانيا وعمرا وأخيرا فلا الخصام طبعنا ولا الفراق طريقنا .
كانوا ينظرون إليه بعيون منبهرة من عشقه اللامتناهي لتلك اليتيمة وكأن الله وضعها في طريقها كي يعوضها حنان الأم فكفاها بحنانه
متابعة القراءة