رواية كاملة روعة جدا الفصول من الخامس عشر للسابع عشر بقلم الكاتبة فاطيما
المحتويات
في أمان تام
واثناء انشغالها في تجهيز حقيبتها جاءتها رساله على الواتساب محتواها
_قابليني في المطعم اللي بنتقابل فيه على طول حالا وعلى الله تتأخري يا مريم هتلاقيني بخبط عليكي الباب ومش بعيد أكسره وانتي حره بقى لو ما جيتيش وطنشتي .
زفرت بملل وألقت الهاتف من يدها ولوهله قررت ان لا تذهب لمقابلته ولكن اصبح معها كالمچنون فخاڤت ان ينفذ تهديده وتنال من بطش فريدة وهي ليس لها ذنب فأجابته باختصار
وبالفعل اخذت حماما سريعا وارتدت ملابسها على عجالة وذهبت الى المطعم وجدته منتظرا لها والنيران تشتعل من وجهه تدل على غضبه الشديد
وصلت الى مكانه وألقت السلام بحدة
اما هو فور ان رآها أمامه تبدلت معالم الڠضب الشديد البادية علي وجهه الى معالم الحب والۏحشة الشديدة في نفس اللحظة كيف ذلك هو لا يفهم !
_ وعليكم السلام ورحمة الله هلا وغلا فيكي ياحبيبة الروح والقلب .
اهتزت وتيرتها من حديثه وأردفت وهي تتهرب من عيناه قائلة بلوم
_ من امتي كنت همجي كدة يارحيم !
مش متعودة منك علي كدة .
تبدلت معالم وجهه وعادت إلى ڠضبها مرددا باستنكار
رفعت حاجبيها باستنكار قائلة
_هو انا لسه اخدت القرار اصلا علشان خاطر تقول لي لو ما جيتيش هكسر عليكي الباب !
انت مش متخيل اصلا ان انت لو عملت كده والدتك هتشوفني ازاي اكتر ما هي شايفاني!
_لو سمحتي سيبك من الموضوع ده دلوقتي وردي علي حالا انت حقيقي هتوافقي على عرض بابا ومش هتقبلي وظيفة معيدة في الجامعة وانتي طالعة الأولى
نظرت له بعيون تخفي ضعف يستكين بداخلها وقلب يخفق ألما وعشقا معا ورددت بتوضيح
_هجاوبك بكل اللي انا فكرت فيه انا بعتبر عمي جميل في منزله والدي بالظبط اللي لو كان موجود وعايش كنت طبعا هاخد رايه
واسترسلت وهي تنظر له بتمني
_ارجوك فكر زي ما انا وهو بنفكر بالظبط وانت هتلاقي ان انسب حل ليا علشان خاطر طنط فريدة ما تفكرش اني بعارضها او اني بعند معاها مش هتلاقي حل غير اني أبعد فعلا وتعرف ان انا مش طمعانة فيك .
نظر لها بحزن وهتف باحتياج
_ بس أنا محتاج وجودك جمبي ومش قادر أتصور انك تبقي في مكان بعيد عني
باختصار اتعودت علي وجود ريحتك في نفس المكان إللي أنا موجود فيه حتي لو مش شايفك كفاية نفسك فيه .
زفرت بتعب وأوضحت له وجهة نظرها
_ متفكرش إني لما أبعد هبقي مرتاحة يارحيم
أنا زيك بالظبط ويمكن أكتر وأظن وضحت لك السبب قبل كدة
وتابعت بشجن
_ أنا محتاجة أثبت لنفسي أولا وللمجتمع إللي جني عليا ثانيا إن بنت الملجأ عافرت واجتهدت وكملت لآخر نفس فيها بدون ماتغضب ربها إنها تبقي حاجة ومش هرضي بأي حاجة لازم أكمل للأخر علشان أوصل لأني أبقي أبقي حاجة متخجلش منها أبدا في يوم من الأيام.
ضيق نظرة عينيه ثم رمقها بنبرة هادئة
بس أنا هتعب أووي يامريم أرجوكي ثقي فيا إني مش هتخلي عنك وسيبي لي أنا المعافرة أنا أطول منك في النفس .
نظرت بعيد عن عينيه تحاول كبت عبراتها لكنها إستعادت قواها وأخفت كل مشاعرها التي تملكت منها كلماته بكل قوة وأردفت بتمني
_ أرجوك يارحيم أنا مش عايزه أخسرك إنت تعافر من مكانك وأنا أثبت نفسي في مكاني وصدقني هنتقابل بإذن الله وظروفنا محدش هيقدر يمنعها ومحدش هيقدر يفرق بينا لأن الأسباب ساعتها هتكون بطلت أو علي الأقل اتحسنت شوية .
بعد حديث طويل ونقاش دام لأكثر من ساعتين وافق رحيم علي رأيها وهو علي مضض ولكن أخذ وعد منها أن تحادثه دوما وأن ترد على مكالماته وإلا سيجن جنونه ويفعل ما لا يحمد عقباه
بعد يومان أبلغت مريم جميل بالموافقة علي طلبه وغادرت منزلهم واستلمت شقتها ذو الإيجار البسيط في منطقة شعبية هادئة قد وفرتها لها شريفة مديرة الدار وساعدتها في ذلك وشكرتها مريم بامتنان ومنذ خروجها ورحيم يشعر بالاختناق الشديد والاكتئاب الذي بدا علي معالمه بغزارة شديدة لاحظها كل من جميل وفريدة وبدأت تشعر بالذنب إلا أنها تقنع حالها بأنها فتره ستمضي وسيتعود علي بعادها كما تعود علي حضورها ولكن هل سيكن اعتقادها صحيحا وأن مايشعر به
متابعة القراءة