رواية كاملة روعة جدا الفصول من السادس للثامن بقلم الكاتبة فاطيما

موقع أيام نيوز

الى الاثنين مرددة بنفي لأولادها وموضحه عدم رضاها على طريقتهم في الحوار 
_بذمتكم انتم الاتنين ده طريقه حوار ما بين ولد وبنت راقيين خريجين مدارس خاصه !
وتابعت بعتاب لكلتاهما 
_شوفوا بقى انتوا الاتنين إن ما انظبطوش في طريقة الكلام مع بعض مش هنسافر خالص
ينفع لما تروحوا عند بابي وتبقوا بالمنظر ده قدامه يقول عليا ايه ما عرفتش أربي مثلا !
زمت سما شفتاها وأنزلت بصرها للأسفل بحزن ممزوج بإعتذار  وتحدثت بنبرة حزينة مفتعلة 
_بالله يا ماما ما تزعليش احنا بنهزر انا ومهاب مع بعض هو في احسن من تربيتك لينا يا ست الكل 
ثم نظرت الى أخيها وأكملت مرددة بتأكيد على حديثها 
_ صح ولا أنا غلطانه يابيبو ياأحلي أخ في الدنيا 
اجابها مهاب وهو يعدل من لياقة قميصه مرددا بنبره إطرائية مسلية 
_ايون انا فعلا احسن اخ في الدنيا بارك الله فيكي يا اخت سما 
ويا ريت تفضلي على النمط ده على طول علشان احبك واجيب لك شيكولاته وصندل بينور .
ما ان استمعتا الاثنتان الى تلك الكلمات التي خرجت من فاهه حتى انخرطا في الضحك من طريقته المسليه والمضحكه 
فردت سما قائله بابتسامه 
_مقبوله منك يا بيبو التريقه دي وكل يهون علشان خاطر ست الحبايب ترضى عننا بس وتخلينا نسافر الى دبى بسلام وأمان .
اخذتهم رندا بين احضانها الحنون وتحدثت اليهم بفخر واعتزاز على تربيتها لهم 
_شوفوا يا حبايبي انا عارفه انكم متربيين كويس جدا بس لازمن ما اعديش اي موقف كده ما بينكم الا وأصلحه وقتي حتى لو كنتم بتتكلموا على سبيل الهزار دوري كأم اني اراقب هزاركم وخناقكم وحزنكم وفرحكم لأني انا هنا اللي بقوم بدور الأب ودور الأم 
وتابعت حديثها باستجواد
_وانا عارفه كويس انكم ولاد حلوين ومطيعين بس لازم انبهكم اول باول لاني مش عايزين نحس انا وبابا ان عمرنا ضاع هو في الغربه وانا هنا في وسطكم بين الحقيقه والسراب فعايزاكم تعرفوا ان احنا بنضحي بسعادتنا علشان كلنا نبقى مرتاحين فهمتوني يا حلوين .
احتضن مهاب والدته واجابها بنبره محبة وجادة 
_عارفه يا ماما إنتي بالنسبه لي اعظم ام في الدنيا علشان انت فانيه حياتك لينا انا وسما وبابا بكل السبل وبابا كمان اعظم اب في الدنيا علشان عمره ما حسسنا ان احنا ناقصنا حاجه فبالتالي لازم انا وسما نطلع نموذج مشرف للعظماء اللي ربونا وتعبوا علينا .
تنهدت بارتياح مما استمعت اليه من حديث ولدها الذي أثلج عن صدرها ونزل على قلبها كالبرد والسلام الذي نزل على ابراهيم حين كان محاطا پالنار وتحدثت قائله بحنان نابعا من قلبها الجميل لابنائها 
_ربنا يخليكم ليا يا حبايبي ويخلي باباكم اللي تعبان وشقيان في الغربه علشان خاطر يعيشنا في المستوى اللي احنا عايشين فيه ده والحياه ما هي الا تضحيه من جميع الاطراف علشان السفينة مقاديفها ما تنكسرش ونغرق كلنا 
واسترسلت حديثها وهي تمسك هاتفها لكي تهاتف والدتها مردده 
_انا هكلم تيتا دلوقتي علشان اعرفها على كل اتفاقنا وهخليها طبعا تبلغ جدو جميل وتبلغ خالو رحيم ان الموضوع يبقى في غايه السر والكتمان وكدة يبقي تمام 
واثناء حديثها استمعت الى رد والدتها عليها قائله باطمئنان
_ازيك يا امي عامله ايه 
وحشتيني جدا يا حبيبتي .
اجابتها والدتها بحب 
_الله يسلمك يا ام مهاب انا كويسه يا حبيبتي وفي نعمه وفضل من الله .
ابتسمت الأخرى وتحدثت باستفاضه شارحه ما تريده من والدتها 
_بصي يا ماما احنا قررنا ان احنا نسافر انا والأولاد لإيهاب علشان نلحق نقضي شهر الاجازه بتاع الترم الاول ونرجع تاني على طول 
بس احنا حابين نعملها له مفاجأة مش هنقول له ان احنا مسافرين له علشان نشوف رد فعله هيبقى عامل ازاي لما يلاقينا قدامه مره واحده 
وتابعت حديثها وهي تتخيل شكل زوجها عندما يراهم فجاه قائله بنبره حماسيه 
_بجد يا امي مش عايزاكي تجيبي سيره خالص لو ايهاب كلمك في اي وقت وتنبهي على بابا ما يجيبلوش سيره عشان عارفاه قلبه طيب وممكن يبوظ لنا المفاجأه وكمان تنبهي على رحيم باشا لا يقع بلسانه وبرده يبوظ لنا الدنيا.
ابتسمت فريده من حديث ابنتها وعلى چنونها في الفكر واجابتها باستفسار 
_طب ليه يا بنتي ما تعرفيهوش علشان يستقبلكم في المطار علشان ما تتبهدليش إنتي والأولاد سيبيكي من الافكار المجنونه بتاعتك دي انا كده هبقى خاېفه عليكم وطول الطريق مش هبقى مطمنه لحد ما توصلوا
المره اللي فاتت كنت حاطه ايدي على قلبي وكل شويه اكلمكم .
أخذت نفسا عميقا ثم زفرته بهدوء وأجابتها بتوضيح
_بجد يا امي انا نفسي اعملها له مفاجأه وبعدين المره دي الأولاد كبار ومش هيتعبوني ولا تخافي علينا زي المره اللي فاتت وبعدين بسم الله ما شاء الله حفيدك مهاب بقى راجل في الثانويه اهو وما تقلقيش علينا احنا متعودين على السفر وتقريبا حفظنا الطريق بس امانه عليكي يا امي تنبهي على بابا ومش عايزه إيهاب يحس خالص ان احنا رايحين له .
واستمرت في الحديث مع والدتها تسألان كل منهن عن الأخرى باطمئنان على حالهما ثم اغلقا الهاتف ونظرت الى ابنائها وهي تتحدث بنبره سعيدة 
_خلاص يا ابنائي الأعزاء تيته اخذت الفرمان وهتنفذه ونتوكل على الله نجهز الشنط ونحجز التذاكر كمان عايزاكم بقى تبقوا نحله كده وانتم بتجهزوا حاجتكم ومش عايزه اي غلطات انتوا عارفيني مش بحب المفاجآت الصادمه وقت الساعات الأخيرة في السفر .
قفز ابنائها من السعادة العارمه وطمئنوها انهم لن ينسوا شيئا وانهم سيستعدون للسفر على قدم وساق وأن لا تقلق روحها .
وهكذا حال المسافر حين يشتاق لأحضان الغائب بل يبات ويصبح بلحظة اللقاء ويمني قلبه ببهاها وعينه برؤياها ويستشعر مذاقها قبل أن يصل إليها ببضع أوقات .
_______________________________
في منزل زاهر الجمال تجلس تلك الشمطاء التي خططت كيف توقع بريم وان تتغذى بهم جميعا ولن تنتظر حتى ينفوها او يجعلوها كأي قطعه أثاث لا قيمه لها  
انتظرت تلك الأسبوعان الماضيان وهي تعيد وترتب وتنظم كيف ومن اين تبدا المعركه والتي حتما ستفوز بها كما في مخيلتها 
وحدثت نفسها بانتشاء 
_دلوقتي انا اديتها فرصه اسبوعين انها تاخد بعضها وتمشي وهي بجحه وعيونها قويه ولا كأني قلت لها اي حاجه ولا اتهزت حتى لما عرفتها اني عارفه بخناقتها هي وجوزها ولا فكرت تغور وتمشي من هنا 
واستطردت حديثها وهي تضع المشروب البارد كبرود اعصابها على فمها قائله بنبره مفعمه بالشړ 
_كده بقى نضرب على الحديد وهو سخن وانزل للكباره اللي تحت واقول لها وافضي لها كل حاجه وأهو نعيش عيشه فل يا تخرب على الكل .
كان ذلك تفكير تلك التافهه التي لم يكن يشغلها شيئا طيله حياتها غير المكائد لريم فحتما هي تكرهها 
فقد قالوا في المثل ان العين لا تكره الا من هو احسن وافضل منها فلنرى اذا كان صادقا ذلك المثل مع تلك البغضاء 
ارتدت ثيابها وانتوت النزول الى
تم نسخ الرابط