رواية تحفة كاملة الفصول من الاول للثامن بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

الفصل الاول
فى احد الاحياء المتوسطة بالقاهرة وفى احد الشوارع القريبة من النيل فى يوم من ايام فصل الشتاء والسماء تنذر بهطول الامطار وتحجب اشعة الشمس رغم عقارب الساعة التى تشير الى انتصاف النهار تتوقف سيارة امام صيدلية متوسطة الحال يبدو على ابوابها انها مغلقة من فترة ليست بالقليلة لتهبط سيدة فى العقد الخامس من عمرها من امام عجلة القيادة لتلتف للباب الاخر لتقوم باسناد فتاه وتقوم باقتيادها الى ابواب الصيدلية لتقوم بفتح الباب والعودة لاصطحاب الفتاة مرة اخرى وهى تدلف الى الداخل .

تقوم السيدة باجلاس الفتاة على مقعد خلف مكتب صغير ثم تتجه لاضاءة الانوار ومحاولة ازاحة الاتربة المتراكمة على المقاعد .
دادة زينب انا لمعت المكتب والكراسى ياسمية وهشوف الكافتيريا اللى ع الناصية لو ينفع يبعتولنا شاى .
سمية ماشى يادادة بس اقفلى الباب الازاز وراكى عشان لو حد دخل اعرف من صوت الرنانة اللى ع الباب اتاكدى كده انها في فى مكانها .
زينب فى مكانها يابنتى ماتقلقيش وانا مش هغيب
لتتجه زينب للخروج وهى تغلق الباب الزجاجى من خلفها وماهى الا دقيقة لينفتح الباب ويطل منه رجل فى العقد الثالث من عمره ذو وجه لطيف بملامح رجولية مريحة وهو يلقى التحية .
يحيى السلام عليكم
سمية وهى تتجه بوجهها ناحية الصوت وعليكم السلام مين
انا دكتور احمد وجاى للدكتورة سمية بخصوص الصيدلية .
سمية اتفضل يادكتور اهلا وسهلا انا دكتورة سمية
يحيى وهو ينظر اليها بنظرة اشتياق لا تراها اهلا بيكى يادكتورة الحقيقة استاذ سليمان لما قاللى ع الصيدلية عجبنى موقعها جدا ومساحتها كمان عاجبانى وحاسس ان شاء الله انه هيكون خير .
سمية باذن الله يادكتور .
يحيى بس انا محتاج اشوف المخزن والمعمل ياترى ممكن تفرجيهملى !
سمية ااه طبعا هم من هنا قالت ذلك وهى تشير بيدها الى جهة باب مغلق وتدير راسها اتجاه يحيى .
يحيى تفصدى انى ادخل اشوفهم لوحدى !
سمية اكيد عمو سليمان قاللك ع ظروفى فمعلش لو امكن تنتظر بس دقيقة تكون دادة زينب جت وهى هتورى حضرتك كل حاجة .
ولم تكد تنهى عبارتها الا ودخلت زينب ومن ورائها عامل يحمل صينية عليها ثلاث اكواب من الشاى ويضعهم العامل على المكتب بجوار سمية فى صمت ويرحل .
زينب معلش ياسمية اتاخرت عليكى اصل .........
وفجأة تحرك سمية احدى يديها لتصطدم باحد اكواب الشاى لينسكب على المكتب وعلى يديها لتصرخ من الالم ليهرع اليها يحيى وزينب وهما يبعداها عن قطرات الشاى الساخنة وسط دموعها التى لم يستطع ان يعلم اهى من الم الحړق ام من العجز ولكنه حاول ان يخرجها من تيهها ببعض المرح .
يحيى هو الظاهر ان النهاردة يوم الكبايات المكسرة انا لسه كاسر لامى ع الصبح كوبايتين بس ماكانوش شاى الصراحة كانوا سحلب والحاجة نزلتنى من غير فطار عقاپا ليا بس انا ماسكتش اخدت كيس السحلب معايا وانا نازل على امل انى الاقى حد يعمللى كوباية فى البرد ده .
كان يتحدث ويضحك وهو يعالج يديها وهى لاتدرى كيف له بمعرفة اماكن هذه الاربطة بعد ان قام برش شئ على يدها تعتقد انه نوع من انواع المضادات الحيوية ولكنها لاتدرى ولا تدرى سوى انها تركته يداوى يديها بكل ثقة لا تعلم من اين اتت اليها فى هذا الشخص المجهول الذى لا تعرف عنه الا ان اسمه احمد .
يحيى خلاص ياستى ايدك رجعت جديدة زى ماكانت بالظبط اكنها لسه طالعة من الفابريكا بس الرباط ده اعتبريه المشمع اللى بيبقى عليها عشان ماتتربش .
لتضحك زينب وهى تقول معلش يابنى انا اللى غلطانة حقكم عليا انا حقك عليا ياسمية مانبهتكيش ان الشاى جنب ايدك سامحينى .
سمية وهى تحاول الابتسام معلش يادادة حصل خير انا بس عاوزاكى تفرجى دكتور احمد على المخزن والمعمل من فضلك .
زينب وهى تنظر ليحيى من عينيا يابنتى اتفضل يادكتور .
ليذهبا معا الى الداخل وما ان دلفا من باب المعمل حتى يقف يحيى وهو يغرس اصابعه فى فروة رأسه فى حزن شديد لتنظر له زينب وهى تربت على اكتافه قائلة .
زينب ايه يايحيى ! احنا لسه بنقول ياهادى هتنخ كده من اولها .
يحيى مش قادر
تم نسخ الرابط