رواية روعة الفصول من الواحد وعشرون للثامن وعشرون بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
وعلى حاله!
توقفت حور بذاك الممر الكبير أمامها لتجد الظلام بات يغمس المكان من حولها..
حاولت أن تجد أي ثغرة لمحاولة الهرب لكنها لم تجدي أي ينفع! لم تجد أمامها شيء سوى الصړاخ بإسم فهد الذي كان يسير معها وللتو اختفى من أمامها مع اختفاء النور من حولها..
ممر يغرقه الظلام..
تقف وحدها بعدما كان هو بقربها.
تشعر بالدهشة والخۏف ينهش قلبها.
كانت الأرض واسعة مليئة بالانوار وكان يقف بجانبها..ثابت ساكن لا يتحرك!
لكنها كانت تشعر بالأمان..ذاك الذي لم تشعر به يوما في حياتها!
لم اختفى الآن
باتت تختنق! الأرض تضيق حولها.
الظلام يغرق المكان لدرجة أنها لم تعد ترى كفي يديها!
هوت على قدميها وجسدها يتصبب منه العرق وهي تصرخ باسمه..لكن تشعر بأن حلقها جاف الكلمات تصرخ داخل عقلها لكنها لا تستمع لصوتها!
وجدت الذئب يهرول نحوها لينقض عليها..حينما تركه كريم من يده وفاجئة!
الذي دلف للغرفة حتى يخبرها بأن والدتها قد أفاقت ليجدها تنتفض على الفراش وجسدها يتصبب عرقا وكأنها تحلم بكابوس مرعب! لم يجد نفسه سوى وهو يأخذها بين أحضانه يحاول تهدئتها..
نبضات قلبه تزداد كلما تشبثت به أكثر تحرك جميع مشاعره دون رحمة! تثير تلك العواطف بداخله التي لم يظن يوما أن هناك شيء مثلها يشعر به المرء!
شششش ده كان كابوس بس ! أهدي أنا جمبك اهو.
بأعين دامعة ظلت تتشبث به أكثر
كان مخيف يا فهد! كان هياكلني خلاص أنت ليه سيبتني ومشيت هو جه لما أنت مشيت! كان مستنيك يمشي.. وأنت مشيت !
رفع وجهها إليه وهو يحتضنه بين يديه ثم اردف بحنو
تشبثت به أكثر بذراعيها لتردف بتلك الكلمة..التي تفقده آخر ذرة ثبات داخله.
أنا بحبك صدقني متمشيش.
لم يشعر بنفسه سوى وهو يرفع رأسها إليه ليطبع شفتيه على خاصتها..ليقول لها كم يحبها..لكن على طريقته هو.
في وقت الظهيرة..تحديدا داخل غرفة وفاء.
ابتعدت ليان عن أحضان والدتها واردفت بدموع
عادت مرة أخرى لأحضان والدتها ثم ابتعدت على يد حور القائلة
كفاية بقى! كل دي أحضان.. سبيها ترتاح شوية!
ماما و وحشاني يا رخمة! وبعدين هي اشتكتلك!
وفاء بنبرة متعبة
بس انتوا الاتنين! خناق هنا كمان
يا ماما هي!
قالتها حور وليان معا بنبرة واحدة وكلتاهما تشير نحو الأخرى ف يضحك الجميع معا..ف ذلك هو الجانب الخفي لحقيقة علاقة حور وليان وهو القط والفأر.
مر ثلاثة أسابيع على الجميع عادت وفاء للمنزل وطفلها معها..
دلفت حور لغرفة والدتها وجدت ليان تجلس أمامها على الفراش افتربت منهم واردفت
مش اتصالحت أنت وجوزك قاعدة هنا ليه
ابتسمت ليان ابتسامة صفراء ثم اجابتها ببرود
قاعدة مع ماما.
ثم أكملت بحماس وهي تعتدل إليها
حور..
هتعملي إيه مع فهد هتتجوزوا سيف بيقولي..
صمتت ليان وهي تكتشف ما كادت أن تقوله لشقيقتها لتحاول تغيير مجرى الحديث..بينما نظرت لها حور بحاجببن مرفوعين
سيف قالك إيه
تراجعت ليان قائلة بتردد
إن.. إن آه إن فهد يعني هيتجنن ويعرف بتفكري ف إيه
صمتت حور وهي تشعر بأن هناك شيء غير مريح بالأمر بينما التفتت الفتاتان على صوت وفاء
اخرجوا انتوا الاتنين عايزة أنام شوية.
طالعتها حور قائلة بمكر
نوم إيه يا ست الكل ده اللوا كمال بذات نفسه جاي يطمن عليك.. قصدي على مصطفى اللي لسة خارج من الحضانة من يومين.
تورد وجه وفاء بخجل ف مهما كان الأمر..تلك ابنتها! شعرت بالخجل لمجرد أنها فهمت ما تلمح به حور..بينما كانت ليان تنظر لهم كالبلهاء بالأمر! على الرغم من أنها كانت قريبة أكثر من حور..لكن حور هي من قدرت على فهم ما يدور داخل كمال من أول حوار حدث بينهم حينما جاء للمشفى مرة وهو يدعي أنه يوصل شقيقته مشيرة للإطمئنان على وفاء.
مر الوقت وجاءت عائلة اللواء كمال مشيرة چيدا ياسين فهد وابنه.. فقد أحضرت حور وليان سبوعا كما يطلق بالمصرية وهو عبارة عن إحتفال بقدوم المولود الجديد للعائلة فقد اقترحت حور بتلك الفكرة وافتعلتها ك إحتفال مفاجيء لوالدتها وايضا لمرور كل تلك الأحداث عليهم واجتماعهم مرة أخرى سالمين.
وقفت وفاء أمامهم بخجل لا تدري كيف عليها أن تنسجم بينهم الآن! كيف لا تشعر بالخجل وابنتيها احدهن متزوجة وعلى وشك الولادة والأخرى على وشك الزواج!
اقتربت منها حور وهي تتفهم ما تشعر به
متابعة القراءة