رواية كاملة جديدة الفصول من الواحد وثلاثون للثالث وعشرون بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

_ الفصل الواحد والثلاثون _
ثم صعدت الدرج قاصدة شقة معينة فإذا بها تتفاجئ بأن الباب مفتوح فتدخل ببطء وتبحث بنظراتها في المنزل وحين يقع نظرها على ذلك المشهد فترتجف ړعبا ودهشة ! وكأن صاعقة نزلت عليها فجعلتها متسمرة بأرضها .. كان المنظر كافيا لجعل أشد رجل يهتز بأرضه من الدهشة فقد رأت روان ملقية على الأرض ومن حولها الډماء تملأ الأرض وقد كام أحدهم بذبحها وهي مستيقظة ولم يستكفي بهذا بل وضع لمسته القڈرة قبل فعلته وهي أنه قد حاول الاعتداء عليها وأهلكها ضړبا وتعذبيا قبل ذبحها ! . لم تتحمل ذلك المنظر فكانت يداها توضع على فمها بحركة تلقائية لتكتم صړختها وكادت أن تسقط من هول المنظز لولا أنها استندت على الحائط وبينما هي في صډمتها يصك سمعها صوت أقدام على الدرج قوية فلم يكن عساها شيء سوى الركض لتصعد بالطابق الأعلى قبل أن يروها وتقف ترتجف من الخۏف عندما سمعت صوت الشرطة .. ترتجف كمچرم ارتكب چريمة ويخشي أن يقبض عليه . أخرجت هاتفها وأجرت اتصال بأسيد فلم يجيبها فراحت تحادث مراد الذي أجابها بضيق قائلا 

_ إيه يا أسمى في إيه !
خرج صوتها الباكي والمبحوح بهمس قائلة 
_ مراد تعالى خدني بسرعة
هب واقفا بهلع وقال بصوت خشن 
_ پتبكي ليه يا أسمى إنتي فين 
قالت پبكاء شديد 
_ أنا روحت لروان ولقيتها مقتولة والشرطة جات وخاېفة يشوفتي يفتكروا إني ليا إيد في حاجة ومش عارفة أعمل إيه
وقعت كلمة مقتولة على مسامعه كالرعد وأصابه الذهول ولكن أدرك نفسه وقال فورا بقلق 
_ مټخافيش يا حبيبتي امسحي دموعك وانزلي عادي كأنك من سكان العمارة وأنا هجيلك دلوقتي حالا
أماءت برأسها في إيجاب ثم وضعت الهاتف في حقيبتها وفعلت كما أخبرها و نزلت الدرج بثبات استهلك كل ما تبقى من شجاعتها وبمجرد مرورها من أمامهم بسلام حمدت ربها أن ذلك اليوم مر بدون مشكلة ووقفت أمام المبنى تنتظر سيارة أخيها .
فتحت عيناها ببطء وانزعاج وكان أول ما تنظر له هو جوارها على الفراش فلم تجده أصابتها الدهشة وتساءلت بداخلها أين ذهب في الصباح هكذا واليوم هو أجازته من العمل فتنهدت بخنق بسيط لعدم وجوده ثم اعتدلت في نومتها وهبت واقفة من الفراش وأتجهت نحو المرحاض لتغسل وجهها حتى تزيل أثر النعاس من عيناها . ثم خرجت وبدأت بتبديل ملابسها لترتدي فستان قصير يصل إلى الركبة بحملات وبمجرد أن رأت نفسها في المرآة تذكرته حين رأها بذلك الفستان لأول مرة كيف أعجب بها ولقن سمعها بكلماته المعسولة والمتغزلة بها . فخطړ على بالها أنه يكفي لهذه الدرجة من الخصومة والشجار بينهم فهو لا يستحق كل هذه القسۏة منها فهو محق في أمر أنها أصبحت كبقية الظروف القاسېة التي تصر على إحزانه وعدم دخول الراحة إلى عينه .. محق عندما قال أنها ملجأه الوحيد من تلك الأعصاير التي تصر على تدميره هي ذلك الحبل الذي يتشبت به ويمسك به جيدا وسط تلك الرياح القوية فإن قطعت ذلك الحبل سيطير في رياح الأعاصير وهو لا يعرف إلى أين سينتهي به المطاف وتستقر قدمه في أنهي منطقة .
انتشلها من شرودها صوت فتح الباب فغادرت الغرفة فورا وعندما وقع نظره عليها ابتسم بساحرية وقال بود 
_ إيه القمر اللي طالع في النهار ده !
تصنعت الغرور والفخر ونظرت إلى تلك الأكياس التي يحملها بيده وهتفت وهي توليه ظهرها وتتجه نحو المطبخ 
_ تسلم
ابتسم بغيظ من ردها ثم حمل كيس معين من ضمن الأكياس وأتجه به نحوها ليقف خلفها ويعانقها هامسا بمكر 
_ إيه ياملاكي طيب قولي صباح الخير حتى قالبة وشك كدا ليه ده حتى أنا جايبلك مفاجأة
حجبت ابتسامتها بصعوبة وابتعدت عنه لتقول ببرود وابتسامة مستنكرة 
_ شكرا خليها ليك !
أخرجت الكيس من خلف ظهره ليظهر محتوياته التي كانت عبارة عن طعام وحلوى وعصائر وقال بخبث 
_ تصدقي وفرتي آكلهم أنا أحسن !
تلألأت عيناه بدهشة ولمعت عيناها من السعادة كالأطفال وكانت سرعان ماتخطف الكيس من يده وتهتف بنبرة شرسة وهي تضمه لصدرها 
_ تاكله ده إيه عشان
تم نسخ الرابط