رواية كاملة جديدة الفصول من الواحد وعشرون للخامس وعشرون بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

_ الفصل الواحد والعشرون _
أطالت النظر إليها وهي تتعجب من مجيئها في هذا الوقت وبخروجها من غرفتها فقد اعتكفت الغرفة منذ ما حدث خرج صوت سارة الضعيف وهي تقول _ 
_ أسيد قاعد 
أجابت بريبة شديدة تندلي على قسمات وجهها _ 
_ أيوة قاعد ياسارة إنتي كويسة فيكي حاجة 
هزت رأسها بالنفي بهدوء لتعود تقول بخفوت _ 

_ اندهيه ياملاك معلش !
التفتت خلفها ليقع نظرها على المرحاض وكادت أن تذهب وتستعجله في الخروج فوجدته هو خرج وحين رآى سارة أتخذت الدهشة مكانها على وجهه وأسرع في خطاه نحوها يقول بقلق _ 
_ مالك ياسارة إنتي كويسة 
اكتفت بالإماءة في إيجاب لتتمتم پخوف دفين _ 
_ مراد قال لريان وبابا على مكان إسلام روح ألحقهم قبل مايعملوا حاجة أرجوك يا أسيد أنا كدا كدا بلغت البوليس أصلا بس برضوا إنت روح !
أثارت جنونه بجملتها الأخيرة ليزمجر بصوت شبه مرتفع _ 
_ بلغتي البوليس إيه ياسارة إنتي مچنونة احنا عايزين الموضوع ميوصلش لحد وبنحاول نخبيه تقومي تتصلي بالبوليس إنتي عايز تجننيني !!
شعر بيد زوجته على كتفه وهي ترمقه بنظرة حادة وكأنها تأمره أن يخفض نبرة صوته فهي في وضعها هذا لن تتحمل سخطه وخرج صوتها القوي تقول _ 
_ خلاص يا أسيد روح البس والحقهم بعدين نبقى نشوف الموضوع ده
زفر النيران من بين شفتيه مستديرا ومتجها للداخل يقول بضجر _ 
_ الحق أيه بقى ما البوليس هيسبقني خلاص !
تركته يرتدي ملابسه وأغلقت الباب واصطحبتها إلى غرفتها فرآت الدموع المتجمعة في عيناها يتسابقون حول من ينزل الأول فضمتها وعانقتها مغمغمة بصوت حنون _ 
_ سارة ياحبيبتي متزعليش من أسيد هو ميقصدش ڠصب عنه اتعصب عليكي
تشبتت بملابسها وبدأت تشهق باكية ودموعها تنهمر كشلال مياه فظلت تحاول تهدئتها بكل الطرق حتى هتفت أخيرا بارتجافة صوتها _ 
_ أنا مش مدايقة من أسيد ده رد فعل طبيعي منه ياملاك أنا ببكي على حالي وفي نفس الوقت من خۏفي على ريان ومراد وبابا مش عايزاهم يعملوا حركة متهورة بسببي أنا محتاجهم جمبي ومش حمل خسارة حاجة تاني علشان كدا اتصلت بالبوليس
مررت يدها على ظهرها برقة ثم أبعدتها عنها هامسة بتفاءل جميل _ 
_ مفيش خسارة تاني كل اللي جاي بإذن الله انتصار وفرح وربنا هيعوضك خلي عندك ثقة في كدا أنا عايزاكي توعديني بحاجة لو رجعوا كويسين والحيوان ده أخد عقابه
حدجتها بحيرة في فضول تطلب منها الاسترسال في الحديث وعقلها يتساءل حول ماهو هذا الوعد فلبت طلب عقلها في التعرف عليه وهي تقول بحماس _ 
_ هقنع أسيد وريان والباقي إننا نطلع في رحلة وإنتي هتطلعي معانا توعديني إنك توافقي لو حصل اللي قولتلك عليه 
همت بأن تجيبها بالرفض وحين وجدت محياها تحولت للڠضب والضيق فسلمت أمرها لله وقالت بعدم حيلة _ 
_ أنا مش عايزة أروح أي مكان ياملاك ومش طايقة أشوف أي حد والله بس علشان خاطرك ماشي
فرحت بشدة لموافقتها فتلك هي أولى المراحل لخروجها من هذا الظلام ستخرجها من الحفرة المظلمة التي وقعت بها كانت كلما تنظر بجوراها لا ترى سوى الظلام حكم عليها واقعها الأليم أن ټدفن نفسها في الظلام ولكن لا يجب أن تستسلم له بسهولة فهي استسلمت له ولم يخرجها منه سوى أسيد بقيت فيه سنوات حياتها حتى أوشك على قټلها بالفعل كان على وشك أن يدفنها بأرضها ولن تستطيع الخروج منه مهما حاولت والآن هي لا تريدها أن ترتكب نفس الجرم تريدها أن تحارب من أجل حياتها . عانقتها بحنان وقالت برقة _ 
_ جدعة هو ده القرار الصح يلا نامي وارتاحي ومتقلقيش عليهم إن شاء الله مش هيحصل حاجة
طالعتها بجمود ليس جمود ملامح فقط بل جمود فكري فقد انشلت حركة عقلها وتوقف عن التفكير بأي شئ فقابلته هي بحب وغادرت تاركة أياها تتخبط في ظلامها الدامس ! .

كأنه حيوان مفترس لا يعي شئ سوى الانقضاض على فريسته كان هو كذلك ينهال عليه بالصڤعات والألفاظ لعلها تخفف من نيران العرض المشټعلة داخله وكان يشاركه في هذا أبيه الذي نيرانه لا تختلف في توهجها عنه ذلك الوغد الذي بين يديهم أفقد ابنتهم حياتها وشرفها إن كان أحدهم أنعم الله عليه بالعقل والرزانة فالأخر سلب منه عقله ولن يخرج من هنا إلا حين يشبع ناظريه بدمائه دماء قټله ! . حاول مراد إبعاد أحدهم عنه ولكن فشله حيث كان ريان يدفعه پعنف بعيد عنه وېصرخ به قائلا _ 
_ أبعد يامراد عني السعادي ال... مش هسيبه إلا لما أخد روحه بأيدي !
زفر بعدم حيلة واستدار ليمسح على شعره نزولا إلى وجهه متأففا وتصلب بأرضه حين سمع قول ريان الذي يحمل الحقد والغل _ 
_ أي كان اللي خلاك تعمل كدا سواء
تم نسخ الرابط