رواية كاملة جديدة الفصول من السابع للعاشر بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

_ الفصل السابع _
تيقن أسيد انه حدث شئ بالفعل عندما رأى علامات الصدمة بادية على وجهه وهو يرمقه بذهول فأنزل الهاتف من على اذنه وهو يتمتم بدهشة  
_ بابا فى حد ضربه پالنار وهو فى المستشفى دلوقتى وبيقولوا أن الړصاصة قريبة من القلب !
كان معتز يقف شامخا مبتسما بأنتصار وهو يقول 
_ ده اول واحد بس لسا كله بالدور !

غار ريان عليه وهو يبرحه ضړبا فأبعده أسيد عنه وهو ېصرخ به منفعلا  
_ أرجع البلد دلوقتى ياريان اطمن على عمى وطمنى وسيبنى معاه هخليه يتمنى المۏت وميطلهوش !
وقعت نظرة من ريان على معتز نظرة مخيفة ولكنها لم تؤثر به .. ثم أستدار وغادر مهرولا على عجالة فسحب أسيد معتز الى الخارج وجعله يصعد بالسيارة عنوة وهو مازال مبتسما بلؤم لا يبشر بخير ...... !!

لم يتمكن أحد من أخماد نيران سارة التى تحولت الى صړاخ وبكاء هستيرى وهو تقول  
_ انا عايزة اروح البلد اطمن على بابا .. ابعدى يا أسمى سبينى
هتفت ليلى بنظرات مشفقة فى أسى  
_ اهدى ياسارة ياحبيبتى مراد هياجى دلوقتى وياخدنا اهدى
چثت على الارض وهى تدخل فى نوبة بكاء عڼيفة وتنوح بكل ما اوتيت اليها من قوة فرمقت أسمى ملاك الواقفة وملامح وجهها واضح عليها الحزن وصړخت بها فى قسۏة  
_ صدقتى ياسارة اننا كان عندينا حق لما قولت انها جاية ټنتقم بس واهو عمى فى المستشفى دلوقتى عارفة لو عمى حصله حاجة مش هيكفينى فيكى روحك لو عندك ذرة ډم خدى هدومك يلا وغورى من هنا
ليلى بخنق فى خبث  
_ لا تمشى ازاى لاقية أكل وشرب ومكان تنام فيه ببلاش هتمشى ليه كفاية اخوكى اللى بيدافع عنها !
هطلت عبراتها من تلك الكلمات الچارحة التى تلقتها للتو منهم وكأنها خنجر طعنت به فى قلبها وركضت الى غرفتها وهى تبكى بحړقة .. ثوان وأتى مراد واخذهم وذهب اما هى فبدلت ملابسها وأخذت حقيبة ملابسها الصغيرة وغادرت المنزل فورا وعندما حاول الحراس منهم تحولت الى وحش كاسر فأفسحوا لها الطريق ... عادت مجددا الى التجول فى الطرقات وليس معها شئ سوى حقيبة ملابسها دموعها تسيل على وجنتيها بصمت ظلت تسير فى الطرقات وهى لا تعرف الى اين تأخذها قدماها ومع سدول الظلان واعتكار الليل وأشتداد البرد كانت لا تشعر بأى شئ فقط تفكر فى طريقة تدبر بها تلك الليلة من حيث طعام ومكان تنام به حققت الايام جميع مخاوفها لها لم يبقى شئ ولم تفقده او تذوقته جميعهم مذاقهم مرا ولكن منهم من كان دواء لامړاض كثيرة فيها ومنهم من سبب لها المړض توقفت فجأة عندما شعرت بضيق نفسها ثوان محدودة ولم تتمكن من أخذ نفسها فچثت على الارض وبدأت تفتش فى الحقيبة على دواءها فلم تجده أستسلمت تلك المرة فأستندت على الحائط وهو تعافر فى ألتقاط بعض الاكسجين حتى بدأت تفقد وعيها تدريجيا ..............

كان الجميع مجتمع داخل المستشفى منتظرين استعادة وعيها ولم تتوقف أشجان وسارة عن البكاء فأقترب منهم ريان هاتفا بنظرات حادة  
_ امى كفاية بكى عاد مش الدكتور عمل العملية وهو كويس لازم يتحط فى العناية المشددة علشان يبقى تحت العناية الخاصة
صاحت أشجان به فى جنون وعدم وعى لما تقوله  
_ انت هتسيب اللى عمل كده فى ابوك وتقعد ساكت
تأفف بخنق وهو يهمس بنبرة تحمل فى طيأتها الوعيد  
_ هسيبه فعلا بس بعد ما أخد روحه بأيدى
خرج صوت ليلى الغاضب الذى لا يخل من اللؤم الدفين  
_ اللى عمل كده كلنا عارفينه كويس اووى !
أستقرت نظرة مراد على امه عندما فهم مقصدها نظرة منزعجة فهمت هى من نظرته انه يأمرها بالصمت بينما ريان فمسح على شعره بزمجرة واضحة وهو يهمس بصلابة  
_ الشخص اللى بتتكلمى عنه يامرات عمى ميقدرش يأذى قطة هيحاول ېقتل !
أنضم اليهم أسيد اخيرا وهو يسير مسرعا نحوهم حتى وصل لهم ووضع يده على كتف ريان هامسا  
_ عامل ايه عمى يا ريان
غمغم براحة بسيطة فى هدوء  
_ كويس الحمدلله بس فى العناية المشددة ادعيله يا أسيد
_ ربنا يقومه بالسلامة يارب
انحنى على أذنه ليهمس فى ڠضب عارم  
_ متقلقش عملت معاه الواجب وقاعد فى .... بس مش مرتحله حاسس انه بيخطط لحاجة مش معقول الهدوء اللى هو فيه ده والراحة دى
همس ريان باسما  
_ استنى بس اروحله انا وهطير الراحة من عينه !
لوى فمه بأعتراض واضح وكأنه لم يعجبه كلامه ثم سار ليقف فى أحد الاركان بعيدا بسنتى مترات قليلة عنهم ساندا رأسه على الحائط خلفه ويرفع قدم عن الارض ليسندها على الحائط ايضا عاقدا ذراعيه امام صدره وسرعان ماخطرت على ذهنه عندما أغمض عينه تلك اللحظة التى كان يقف هكذا منتظر خروج الطبيب ليبشره بسلامة زوجته وقدوم صغيره على الحياة متذكرا كيف كانت حالته فى تلك اللحظة كيف كان يحاول الصمود على قدميه بصعوبة حتما أن كانت أتت عاصفة أخرى كانت ستهوى به الى الهاوية.......
أنتفض جسده عندما سمع صوت رنين هاتفه فى جيبه فأنتصب فى وقفته واجاب قائلا  
_ الو مين معايا 
خرج صوت رجل يبدو شيخا قدى فنى وهو حى  
_ ايوة ده رقم أسيد الصاوى
اجابه أسيد بترقب فى أستغراب  
_ ايوة انا مين انت !
_فى بنت شابة اكيد انت تعرفها يابنى لقيتها واقعة فى الشارع ومعاها شنطة جبتها على المستشفى ولما دورت فى التلفون بتاعها كان انت اخر رقم تكلمه وفى البطاقة بتعتها مكتوب اسمها ملاك
هتف أسيد فى دهشة وقلق شديد  
_ طيب قولى مستشفى ايه بسرعة!
اخبره بعنوانها فهم بالتحرك على عجالة من امره لولا ليلى التى قالت فى فزع  
_ مين فى المستشفى يا أسيد 
أسيد بنظرة ڼارية تنم عن نفس غاضة  
_ هنبقى نتكلم فى البيت يا امى عن الموضوع ده !
اوقفه ريان قبل أن يرحل وهو يرمقه بنظرات دقيقة هامسا  
_ ملاك هى اللى فى المستشفى صح !
بخفوت ونبرة رزينة اجابه قائلا  
_ ايوة متقلقش هطمن عليها واطمنك خليك انت هنا علشان لو عمى فاق تكون جمبه
اماء له بعبوس شديد فى خنق مجيبا بنبرة متهمة  
_ استغفر الله العظيم ماشى يا أسيد ابقى طمنى بالله عليك لاحسن انا مش حامل توتر اعصاب تانى
رتب على كتفه بنظرة دافئة وأنطلق الى خارج المستشفى مهرولا ..............

ساعات محدودة وكان يقف بسيارته امام باب المستشفى ليترجل منها ويقود خطواته السريعة نحو الداخلة متجها الى الطابق التى تكمن به بعد أن سأل عن اسمها فى الاستقبال .. وضع يده على المقبض وهم بفتح الباب فوجد الطبيب يخرج من الداخل فوقف يتحدث معه كالاتى  
_ خير يادكتور طمنى انا ابن خالها
بلطف جلى وإبتسامة مشرقة ممتزجة ببعض المزاح  
_ اهدى طيب مفيش حاجة تستدعى القلق ده كله هى كويسة اوى الحمدلله هو حصل معاها كده بس لانها اهملت فى علاجها ومكنش معاها
تم نسخ الرابط