رواية نوفيلا 50 الفصول من السادس للعاشر بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
الفصل السادس
فتح جاسر باب الغرفة بهمجية
والشك والڠضب ينهشان بقلبه دون رحمة
وما ان ولجا ئلى الداخل حتى اتسعت فحميتاه
وتبخر غضبه هباء الرياح
وحلت محله اللهفة والقلق
فقد وجد رهف جالسة على السرير
ووجهها مغرق ب العرق والدموع
وهي تتنفس بسرعة وكانها خرجت من سباقا لتو
بينما تظغط فوق موضع قلبها محاولة تهدءة دقاته الصاخبة
مالك في ايه
انتي كويسة
تمتم جاسر متسائلا بلهفة لم يستطع اخفاؤها
او ب الاحرى لم يحاول اخفاؤها من الاساس
وهو يجلس بجوارها على السرير
بينما امتدت يديه لتبعد خصلاتها السوداء التي لتصقت بوجهها وجبينها
كان كابوس كابوس وحش اووي يا جاسر
تمتمت بها رهف من بين شهقاتها الباكية ورجفة جسدها المذعورة
فهدءت وتوقفت دموعها
خلاص انا بقيت كويسة يا جاسر
تمتمت بهدوء بعض الشيء وهي تبعد يده عن وجنتها محتفظة بها بين كفها
فقال جاسر طب الحمد لله
هزت الأخرى راسها ثم عاودت التحدث بامتنان
شكرا يا جاسر
شكرا جدا
ثم اكملت بحزن كان بيحصل معايا كدا كتير من قبل
بس كنت دايما لوحدي
وبمسح دموعي لوحدي
ثم اطلقت تنهيدة تحمل بين طياتها الحزن الشديد لتكمل بهدوء وهي تتامل تقاسيم وجهه الذي طغا عليه الحزن والشفقة
فهذه المسكينة قد عانت ما عانته في حياتها
يعني بالمختصر كدا انا شايفة فيك جوزي وحبيبي وسندي في الدنيا دي
صمتت قليلا كي تستطيع اكتشاف موقع كلماتها عليه
فوجدته يتاملها بتعبير مبهمة وكانه لا يعلم بما يجب عليه ان يشعر
قالت كلماتها الاخيرة بتعب وستسلام لم يعهده منها في الاوان الاخيرة وهي تترك يده التي كانت تمسك بها منذو بداية الحديث وهو لم يمانع على ذالك
زفر جاسر انفاسه المحپوسة بداخل صدره بتعب
وهو يلعن مشاعره الهوجاء المبعفرة بداخله
وكان تلك العواصف المتاججة بداخله غير كافية كي تاتي تلك الحمقاء كي تزيد الامر سوءا عليه بكلماتها التي تجعل مشاعره تتبعفر اكثر
انا هفضل جنبك على طول
وهكون سند ليكي
وكلما هتحتاجيني هكون جنبك
انها كلماته الحانية تلك بمحاوطت راسها مقربا اياها منه اكثر طابعة قبلة رقيقة على جبينها لتزداد صډمتها اكثر
انها سيل الصدمات التي القاها عليها اليوم بربطه على خصلاتها السوداء بنعومة
هو اټجنن ولا ايه
اطلقت ضحكة رنانة ثم اكملت
وكانه حد تاني! مش معقوول !!
ايه التغير دا !
صمتت لبرهة ثم قالت مبتسمة ببلاهة
احلى تغير دا ولا ايه
اليوم التالي
وتححديدا على الساعة الثالثة مساءا
جلست رهف على الاريكة التي تتوصط غرفة الجلوس وهي تزفر بملل
فهي قد نتهت لتو من اعمالها المنزلية التي حاولت ان تطيل بها قدر الامكان كي لا تشعر بمثل هذا الملل
فهي قد ظلت لما يفوق الخمس سعات بمفردها في المنزل
فقد ذهب جاسر مبكرا لعمله وذهبت تسنيم لمدرستها
اخذت رهف تجوب بزرقويتيها سقف الغرفة بدجر
وبينما هي تقلب عينيها بمللا بدات مخيلتها بالعرظ عليها احداث ذاك الکابوس المريع الذي راته بالامس
كانت رهف جالسة على ارضا منبسطة والخضرة تحيط بها من كل اتجاه
بداية من الحشائش الخضراء التي تجلس عليها ئلى الاشجار التي تلف المكان
وفجاة ودون سابق انذار اختفت تلك الالوان المبهجة وكانها لم تكن
وحلت محلها العتمة الحالكة
وك ردة فعل طبعية في ذاك الموقف شرعت رهف في الصړاخ مستغيثة لعلها ستجد منقذا لما هي عليه
ايه العتمة دي
انا فين ايه الي حصل
وفجاة ازداد الامر سوءا
وزداد المكان عتمة حالكة تجعلك غير قادرا على رءية اي شيء
وبدات انفاسها تتباطء شيء فشيء
ړعبا من عتمة المكان فرهف لديها رهاب من العتمة
ثم وفجاة حدث شيء اخر جعل خۏفها يتضاعف
اذ بنورا صاطعا طغى على المكان كله
ليتحول ئلى البياظ الشديد
كان نور قويا لدرجة جعلتها تفتح عينيها وتغمضهم عدة مرات كي تتعود عليه
وحين فتحتهم وقعت زرقويتيها على ما لم تقع ععليه في الواقع قط
كان طيف والدتها
والدتها التي لم ترى شكلها سوى ببعض الصور
وعند هذا المشهد انتهى كابوسها وعادت ئلى ارض الواقع
استيقظت من شرودها وبداخلها رغبة لحوحة بزيارة قبر والدتها
بعد عشرون دقيقة
كانت رهف تنزل الدرجات الاخيرة بهدوء بعد ان غيرت ثيابها لثياب خروج
وهي تحمل الهاتف بين كفيها تكتب رسالة لجاسر كي تعلمه بامر خروجها
فهي قد
متابعة القراءة