رواية نوفيلا 50 الفصول من الاول للخامس بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

الفصل_الاول
_______
في فيلة جاسر..
جلست رهف على الفراش بتعب قد بدا واضحا فوق معالم وجهها الشاحبة.
لكنه بالطبع لم يكن تعب جسدي.
بل هو تعب روح أرقها الحزن وكتمان الالم.
تعب عقل أرهقه التفكير دون أن يجد حلا او مخرجا لما هو عليه.
تعب قلب هدرت نبضاته ولن يحصل على حبيبه بعد...
أسندت مرفقيها الى ركبتيها.
ثم انحنت قليلا بظهرها كي تستطع محاوطت وجنتيها بكفيها.

اخذت تدور بعينيها في ارجاء الغرفة بشرود.
ها قد مرت ستة اشهر اخرى على زواجها من جاسر اي انه قد مرت على زواجهم سنتين كاملتين دون ان يحدث تغيرا يذكر سوى عشقها الشديد له وجفاؤه الدائم معها.
نعم صدق حين قال انها ستكون مربية لبنته فقط وهي الآن كذلك فعلا .
وبينما كانت تقلب نظراتها في أرجاء الغرفة بملل وشرود وقعت عينيها على انعكاس صورتها في المراة.
حدقت بملامح وجهها الباهتة بدهشة وسؤال واحد يتردد بداخلها..
منذ متى اصبحت هكذا...!!
تحركت من مكانها تسير نحوى المرآة بخطوات متثاقلة .
ملامحها الشاحبة تلك پصدمة حقيقية.
وبتقولي محبنيش ليه....
دا خلقتك بقات بتقطع الخميرة من البيت...
قالت جملتها الاخيرة ممازحة محاولة تخفيف الالم الذي يعصف بداخلها معذب كل خلية بجسدها وهي تنتوي على شيء ما....
في وقت لاحق...
خرجت رهف من الحمام بعد ان اخذت حماما دافء وهي تلف منشفة بيضاء حولا شعرها ورائحة العطور الجميلة والزيوت المرطبة التي ستخدمتهم في حمامها تملء الغرفة...
وقفت امام طاولة الزينة ثم ابعدت المنشفة عن راسها لي تبدء بتجفيف شعرها بها وحين إنتهت ألقت المنشفة على الكرسي الموضوع امام طاولة الزينة بإهمال ثم تناولت المشط ثم أخذت تمرره على شعرها حتى اصبح مسترسلا بنعومة لي يغطي ضهرها بالكامل...
وضعت المشط جانبا ثم فتحت احدا الادراج تعبث بمكنوناته باحثة عن شيء ما...
واخيرا قد وجدت ضالتها كريم مرطب
وضعت البعض منه على وجهها ويديها ثم اعادته الى مكانه..
بعد قليل..
وقفت رهف أمام المرآة مجددا ترمق نفسها برضا .. إرتدت بيجامة وردية جميلة.
خصلاتها اصبحت مصففة بشكل محبب.
وجنتيها وشفتيها اكتسبتا حمرة خفيفة بفضل حمامها الدافء.
ابتسمت بأمل وتوعد لذاك الجاسر الذي قد قررت الايقاع به في شباكها وهي حتما ستفعل.
لذا احذر يا عزيزي فها هي قد قررت شن الحړب عليك لكنها ب الطبع لن تحاربك ب السيوف والرماح إنما ستستخدم معك اسلحة الأنثة والتي ستصيبك بمقټل بالتأكيد..............
بالأسفل 
كان جالسا بجانب صغيرته تسنيم والتي اصبحت تبلغ من العمر سبع سنوات على الاريكة الجلدية التي تتوسط غرفة المعيشة يشاهدون فيلم وهم يتناولون الفشار...
وبينما هو مندمجا في مشاهدة الفيلم وتناول الفشار تسللت رائحة جميلة إلى انفه.
جميلة لدرجة جعلته يأخذ نفس عميق...
ابعد عينيه عن التلفاز يدور بهما في ارجاء المكان محاولا ايجاد مصدر تلك الرائحة...
وياليته لم يفعل.
فما ان رفع عيناه حتى وقعت عينيه عليها تنزل السلالم بخطوات واثقة على غير عادتها وبعينيها نظرة قوية تحمل بين طياتها وعيد خفي...
وللمرة الاولة تربكه هته النظرة...
بتاكلو فوشار من غيري يا خاينين...
قالتها بنبرة ممازحة على غير عادتها ايضا وهي تقترب لتجلس إلى جانب تسنيم على الاريكة...
مااميي قالتها تسنيم بطفولية وهي تركض نحوها...
روح مامي قالتها رهف بحب حقيقي وهي تحملها بين يديها مقبلة وجنتها فهي لطالما اعتبرت تسنيم ابنتها من قبل ان تتزوج من جاسر حتى...
راقبهم بجمودا ظاهري وسعادة داخلية فها هو الغرض من زيجته برهف قد تحقق وقد اضحت صغيرته تسنيم سعيدة للغاية...
اووف بقيتي تخينة يا سيمو ومبقيتش اقدر اشيلك...
قالتها رهف بمرح وهي تجلس على الاريكة مجلسة تسنيم بين احضانها...
تسنيم بحنق طفولي.. لاا انا مش تخينة انتي الي معصاصة اووي ومش بتقدري تشيليني...
رمقتها بعدم فهم لثوان ثم اڼفجرت ضاحكة بعد ان وصلها معنى كلمتها ثم قالت بدهشة مصطنعة وهي تشير إلى نفسها.. انا انا معصعصة يا ست تسنيم...
تسنيم بتشفي.. ايوا...
ثم عدلت من وضعية جلوسها بين احضان رهف مكملة مشاهدة الفلم وهي تتناول الفوشار ببرود طفولي يشبه برود والدها...
بدلت رهف انظارها بين جاسر وتسنيم وما لبثت حتى اڼفجرت ضاحكة حين لاحظت
تم نسخ الرابط