رواية كاملة 5 الفصول من الثالث وعشرون للثامن وعشرون بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
_ دماء _
_23_
حطت الطائرة علي الأراضي المصرية ليتنهد براحه غريبة ربما لأنه سيقابل والده ام تلك الارض التي عاش لعشرة سنوات من عمره عليها ارتدي نظاراته السواء التي تتماشي مع بذلته القاتمة ليخرج الي المطار بخطوات واثقة قوية وهيبته تفرض نفسها بقوة ليخرج ويبحث بعيناه عن السيارة التي من المفترض ان تقله الي وجهته ليأتيه صوتا أجش قائلا بترحاب مبالغ
رمقه باستحقار ليتابع البحث بعينيه ليردف الرجل بسماجة وهو يحاول اخذ حقيبته
تاكسي يا بيه welcome والله
لم يفهم منه شيئا سوي انه يرغب في توصيله ابتعد عنه قليلا ليقول بضيق بلغته الإنجليزية
ابتعد...أنا لم أطلب منك شيئا!
عبست ملامح الرجل من غروره رغم عدم فهمه لما قال فهو يحفظ بضع كلمات لتساعده علي التحدث مع الأجانب ليس الا ليبتعد قائلا بامتعاض
لم يستمع جيدا لما قاله لكن يبدو من ملامحه انه يسبه اقترب في نيته التشاجر ليصل صوت السائق قائلا بأسف
أعتذر عن التأخر سيد دانيال فالطريق كان مزدحم للغاية...
رمي بحقائبه ارضا ليصعد الي السيارة ببرود حملها السائق ووضعها بسيارته وانطلق في طريقه...
اللهي يسترك يا بيه حاجة لله...ربنا ما يوقعك في ضيقة...
هتف بالسائق بعدم فهم
ماذا تقول تلك الفتاة ولما تتصرف بهذا الشكل الغير مهذب
صاح بها السائق لترحل لكنها أصرت ليقول باستسلام
رفع حاجبه بتعجب قائلا
وهل يتسول شخص بهذه الطريقة
ضحك السائق قائلا
أجل تلك هي طرق التسول هنا...مرحبا بك في مصر سيدي!
فتحت الإشارة ليشير له بالتوقف جانبا لتهرع اليه الفتاة بلهفة أخرج حفنة من النقود ليعيطها للسائق قائلا بهدوء
أعطيها هذه الأموال وأطلب منها الا تتسول بتلك الطريقة مرة أخرى فهي فتاة صغيرة وقد ېؤذيها أحدا ما !
ياريته كان بإيدي يا بيه احنا عالم غلابه ومجبورين نعمل كده علشان نعيش
رغم أنه لم يفهم حديثها لكنه لمح حزن عميق بعيناها ليترجم له السائق ما قالته فأخرج ورقة صغيرة ودون عليها بضعة ارقام ليعيطها للسائق قائلا بنبرته الجادة
أخذتها الفتاة بسعادة وهي ترمقه بامتنان داعية له بالكثير رغم عدم فهمه لكنه ابتسم لها بحنو فهي صغيرة العمر تبدو أنها لم تصل الي الثانية عشر من عمرها ليأمر السائق بجمود بعد ان اعاد نظاراته
هيا فلتكمل طريقك...
بعد ان رحل ذلك الرجل الكريم رغم كونه أجنبيا هرعت الي اقرب مطعم لتشتري لرفاقها الطعام وهي تبتسم بسعادة بالغة وصلت الي ذلك الحي الفقير ذو المباني المتهالكة واتجهت نحو أحد المخازن التي تأكلها الصدأ لتدلف قائلة بلهفة وصوت عال
أنا جبت اكل تعالوا بسرعة يالا يا ياض انت وهي !
هرع جميع الأطفال اليها ليبدأ بتناول الطعام بشراهة كما لم يأكلوا منذ قرون! ليصلهم صوت زعيمهم الغاضب
ده ايه العز ده كله يا روح امك انت وهي مين جاب الأكل الأبهة ده
نهضت الفتاة بارتجاف قائلة بتقطع
أنا...أنا الي جبته يا معلم!
جذب خصلاتها پعنف هادرا بقسۏة
وجبتيه منين بقي يا روح امك ده كباب وكفته ومن الغالي كمان يا حيلتها!
بكت الفتاة پخوف ليفتشها بوقاحة حتي اخرج حفنة من النقود ليزمجر بصوته الخشن
ده ايه ده بقي انطقي يا بت هببتي ايه علشان تاخدي الفلوس دي كلها
رددت بارتجاف
واحد بيه ربنا يكرمه ادهوملي...
مال ثغره بسخرية قائلا
وهو في حد يدي شحات فلوس كتير كده انتي هتستعبطي يا بت يكونش قضي معاكي ليله قوليلي علشان اشغلك في السكة دي طالما بتجيبي منها فلوس عنب كده ... !!! ما انتي معدتيش صغيرة!
بكت بړعب فالتسول أفضل بكثير من بيع جسدها لتردف پبكاء متوسل
أبوس أيدك يا معلم متعملش كده والله زي ما بقولك كده أصل البيه شكله اجنبي ومش بيتكلم عربي انا صعبت عليه فاداني الفلوس دي ورحمة اهلي ده الي حصل!
تفحص جسدها الذي بدأت تظهر عليه إمارات الانوثة بوقاحة قائلا بخبث وهو يترك خصلاتها
والله كبرتي وادورتي يا بت يا زهرة وانا مش واخد بالي!
هوي قلبها ارضا من كلماته التي لا تعني سوي شئ واحد لترتعد اوصالها حين تسمع لأمره لأحد صبيانه
اسمع يالا من بكره تأخد البت دي لستك نعيمة تظبطها علشان عندها طلعة جديدة! وانتي غوري لمي هدومك ولا بلاش نعيمة هتجبلك لبس يليق بشغلانتك الجديدة بدل لبس الشحاتين ده!
جلست واجمة امام النافذة وهي تستمع لصياح شقيقتها الباكية لتقلب عينيها بملل وهي ترفع هاتفها وتتطلع الي صورته باشتياق قاطعها تلك الصياحات بالخارج لتنهض پغضب وتفتح الباب ولم تكد تتحدث حتي اندفعت سارة ټحتضنها پبكاء قائلة
وحشتيني يا ليلي...وحشتني اوي...هنت عليكي كل السنين دي متكلمنيش!
ابتعدت پصدمة حين استشعرت جمودها وانها لم تبادل ضمھا لترفع رأسها قائلة ببرود
خلصتي الفيلم الهندي والتمثيل الرخيص بتاعك ده ... انا محتاجة شوية هدوء ممكن !
وأغلقت الباب بوجهها بهذه البساطة لتشعر بذراعي يوسف يضمها من الخلف قائلا بلطف
متزعليش يا سارة انا قولتلك من الأول انها مش قابلة تشوف حد...
دمعت عيناها لتهمس پقهر
دي كانت بتعتبرني أمها يا يوسف! أنا نسيت بنتي في وسط مشاكلي لحد ما كرهتني!
مط شفتيه بأسف ليديرها ويمسح دموعها التي انهمرت بغزارة قائلا برفق
هي مكرهتكيش يا سارة...ليلي بتحبك بس محتاجة شوية وقت...خلينا نعتبر ان الي عملته ده طيش شباب لان كلنا غلطنا بس خلاص دلوقتي احنا سوا ومتجمعين تاني وكل حاجة هتبقي تمام!
شبح ابتسامة ارتسم علي وجهها لترد بتعب
طب يا يوسف أنا هروح علشان سايبة العيال لوحدها وهبقي أجي تاني انشاء الله...خلي بالك من ليلي ومتقساش عليها احنا لسه منعرفش ايه الي خلاها تعمل كده!
تنهد ليردف بهدوء نسبي
حاضر يا سارة مټخافيش مش هأذيها هي في الأخر بردو هتفضل أختي الصغيرة مهما عملت !
وانصرفت مغادرة ليتنهد بتعب ويجلس علي الأريكة بجوار ميرا الشاردة قطب جبينه من صمتها وشرودها ليضربه الادراك انه أغلق باب غرفتهم ونام بمفرده وجعلها تنام بغرفة أخرى ولم ينتبه من شدة غضبه من وقاحة ليلي اقترب ليحاوط كتفيها بذراعيه هامسا بعبث متعب
الجميل سرحان في ايه لو فيا فانا جمبك أهو مش محتاجة تسرحي في وسامتي !
لم ترد فقط
متابعة القراءة