رواية جديدة مختلفة الفصول من التاسع عشر للثالث وعشرون بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
الفصل ال 192021
بعد مرور سبع سنوات
تقف طفلة قصيرة القامة أمام نافذة عملاقة يهب فيها النسيم و تملأه رائحة الياسمين العذبة ..
تقف ممسكة بتلابيب قميصها الطفولي الوردي القصير بيد و الأيد الأخرى تطبعها على النافذة بحزن متطلعة للأشجار و النهر الصغير الذي يمر قريبا من منزلها ..
تنهدت بهدوء مكتوم و طأطأت برأسها أرضا و دمعة شفافة انسابت من مقلتيها السودوين المحفوفين بالبراءة و الجمال ..
سمعت صوت طرقات حذاء هادئة يقترب نظرت للباب لتجد ذلك الشخص صاحب النظارة الطبية يقترب منها بابتسامته البشوشة لم تعبأ به بتاتا فقط رمته بنظرات عابرة و اشاحت وجهها للنافذة مرة ثانية ..
جنة الجميلة عاملة ايه دلوقتي .
هتف بها بلهجة طفولية حتى صار جانبها ..
مش عايزة تردي علي . خلاص هلعب انا بالعروسة دي لوحدي ..
النتيجة صفر لم تتأثر جنة بل و كأنها في عالم آخر لا تسمعه حتى ..
جلس الرجل على ركبتيه يحدق بها انحنى برأسه يترجى إياها
لم يحدث اي تغيير ملامحها كما هى ..
أخفض رأسه بيأس و سحب حقيبته معه و سار لخارج الغرفة ..
خرج ليجد صاحب المنزل ينتظره طأطأ رأسه بحرج لتتحول ملامح اللهفة لصاحب المنزل الي حزن فورا
انا مش قادر احدد هى عندها ايه بالظبط بس الي شاكك فيه بنسبة كبيرة هو اشتياقها لأمها حضرتك بتقول ان وهى صغيرة كانت طبيعية تماما زي اي طفلة و ان أعراض الصمت و الاكتئاب دى ظهرت بعد ما تمت الخمس سنين يعني بدأت تكبر و تعرف يعني ايه ماما اكيد بتشوف كل الأطفال في سنها معاهم أمهاتهم وهى لأ فاتأثرت بكدة ..
عارف يا دكتور انا بجيبلها كل يوم دادة شكل على امل انها تقرب من واحدة منهم و تعتبرها امها بس مفيش ميل من ناحيتها ابدا بتتصرف معاهم بعدوانية مش طبيعية .!
قطع حديثهم باب غرفة جنة وهو يفتح لتظهر منه تلك القصيرة التي بالكاد ظاهرة من خلفه وضعت تلك اللعبة التي أحضرها الطبيب النفساني الخاص بها على الارض خارج الغرفة و أغلقت الباب بهدوء تام دون حرف ..
حركك الطبيب رأسه بيأس و أمسك باللعبة و رحل ..
تحرك كريم بضعة خطوات لينزل درجة من السلم أمامه و يجلس عليها واضعا رأسه بين كفيه يتذكر آخر ثمان سنين من عمره عندما ترك حياه وحيدة داخل المشفى لم ترى طفلتها ولو لمرة واحدة حتى و أخذ طفلته و هرب لتركيا بوسطة والده ..
من بعدها انقطعت الأخبار لم يعرف اي شئ عن حياه .. تولي رعاية ابنته و قد أحضر لها العديد من المربيات و لكن من بعد الثلاث السنوات لم تتقبل ابنته واحدة فقط فأصبح لها الام و الاب ..
أصبحت لا تتحدث مع أحد إلا والدها فهو كل ما تملك تقريبا حتى جدها لم تراه كثيرا منذ خمس سنوات تقريبا عندما هجره كريم ..
هجره كريم عندما خداعه له كل ذلك الوقت و ان امرأته التي هجرها بسببه بريئة لم تكن بمظهر الشيطانة الذي يصوره دائما أيضا ۏفاة والدها صديق ترك تركيا وقتها و ترك والده و عاد الي مصر باحثا عن حياه لكن لم يجدها .. انشقت الأرض و ابتلعتها فعلا.!
بحث عنها في كل مكان و سأل عنها الكثير ولا حياه لمن تنادي ..
و ها هو يندم اشد الندم على تسرعه و غبائه و اول من دفع الثمن ابنته ..
و لكن ثمة أسئلة تقف في عقله تمنع الأفكار من العبور لماذا أعطته حبوب الهلوسة لماذا كانت تصور له و تدس كاميرات المراقبة لماذا كتبت كل ذلك في الورق .!
شعر كريم بطفلته تقف على الدرج فاستدار لها وجدها تقف بوجهها الأبيض و
متابعة القراءة