رواية جديدة جامدة الفصول من الرابع وعشرون للسادس وعشرون بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
الفصل الرابع و العشرون
وصل يزيد و زايد إلى الحارة التى تسكن بها ليلى و ما إن وصلا أمام البيت حتى سمعا صړاخها و تأوهاتها و أكثر الجيران يتطلعون عليها بفضول من نوافذ منازلهم و شرفها فصعد مسرعا حتى أنه تعثر فى درجة السلم المکسورة و لكنه نهض سريعا و أخذ الدرج فى خطوتين و طرق الباب پعنف حتى فتحت له أم ليلى و هى تبكى لم ينتظر حتى يسألها أين هما و إنما اندفع الى الغرفة التى يصدر منها صوت صړاخها فوجد فتحى ينهال عليها بالضربات و يسبها و يوبخها فأقبل عليه و قيد ذراعيه و هو يصيح به بحدة
أخذ فتحى يلهث من فرط المجهود الذى بذله فى ضربها بينما هى فرت للخارج حتى لا يراها زايد بهذه الحالة من الذل و الضعف فرمقه زايد پغضب و هو يقول
عاجبك كدا.. اديك أحرجتها و صغرتها قدامى و قدام نفسها.
أصلك متعرفش هى عملت ايه يا أستاذ زايد..دى طيرت عريس لقطة من ايديها...هو الأستاذ محمد دا هيتعوض!..مصدقنا واحدة هتنزاح من غير ما تغرمنا مطبخ و عفش...دى لسة وراها اتنين يا أستاذ زايد...و زى ما انت شايف أهو يادوب بناكل اللقمة بالعافية...
فى تلك اللحظة دلف يزيد و قال له بجدية
رد زايد عندما وجده ينظر ليزيد باستغراب
لامؤاخذة يا فتحى..دا أخويا يزيد ظابط فى المباحث.
طالعه بإعجاب و تقدير فاستطرد يزيد قائلا
انت ازاى أصلا هتآمن عليها مع واحد ضربها قدام الناس و أهانها و هما لسة مخطوبين...أومال لما يتجوزها هيعمل فيها إيه!
رد فتحى پقهر واضح
رد يزيد بترغيب
يا سيدى أختك ألف واحد يتمناها...و أنا عندى عريس ليها بالمواصفات اللى انت عايزها و مش هيكلفك أى حاجة...ها قولت ايه!
ح حضرتك فاجئتنى يا باشا...طاب هو مين العريس دا!
العريس واقف وراك أهو..
استدار بجسده و نظر لزايد بذهول فأومأ زايد له بموافقة و هو يبتسم...
عقد حاجبيه بتفكير ثم قال بجدية
لا يا أستاذ زايد...أنا مش هجوز أختى لحد شفقة..انت ذنبك ايه فى الموضوع دا!
ذنب ايه و شفقة ايه يا فتحى...اللى انت متعرفهوش بقى إنى كنت ناوى أتقدم ل ليلى من زمان..من قبل حتى ما أعرفها على محمد...بس كنت مستنى لما أخلص السنة دى و انزل البلد و أكلم أهلى...بس للأسف محمد سبق و سلمت أمرى لله و قولت يمكن ماليش نصيب فيها...بس اهو زى ما انت شايف للقدر رأى آخر..
رمقه بذهول و عدم تصديق
معقول!!..سبحان الله.
رد يزيد
شوفت بقى النصيب...ها يا عم قولت ايه!..نقول مبروك!
انا طبعا معنديش أى اعتراض على الأستاذ زايد...دا انسان محترم و طيب و بيحب يخدم...بس الناس هتقول ايه بس...هيفتكروا ان فى حاجة بينكم لو عملنا خطوبة بعد فسخ الخطوبة الأولى كدا علطول.
رد يزيد بعقلانية
خلاص..تاهت و لقيناها..نستنى شهر كدا و نجيب أخونا الكبير و الحاجة و نيجى نتقدم رسمى...حلو الكلام!
ان كان كدا ماشي..مفيش مانع..
ابتسم الشقيقان بارتياح و جلسا قليلا ينصحانه بحسن معاملتها و الإعتذار لها و طلب منه زايد بألا بخبرها بطلبه التقدم لخطبتها الآن حتى لا تأخذ الأمر بحزازية زائدة.
فى خلال ذلك الشهر كان زايد قد أنهى إختبارات عامه الدراسى الأخير بالجامعة و التحق بأحد مكاتب المحاماة لقضاء فترة التدريب و كان قد ترك السكن الجامعى و انتقل للعيش بشقة شقيقه يزيد.
إمتنع يزيد عن البحث عن أثير و قرر أن يتركها و شأنها و أنه لن يهتم لأمرها طالما هى من أرادت الفراق و رضيت به دون أن تلتفت له أو تضع اعتبارات لمشاعره تجاهها أو قلقه عليها و عاد تدريجيا لسابق عهده من اهتمام بذاته و بعمله و كأنه يحاول إقناع ذاته بأنه يستطيع العيش بدونها كما فعلت هى.
عندما حانت إجازته الشهرية عاد بصحبة أخيه إلى بلدتهما لإخبار العائلة بأمر خطبة زايد ل ليلى.
فى بادئ الأمر اعترض زيدان فهو يريد أخاه أن يتزوج من البلدة و ألا يكون له إرتباط بالقاهرة حتى يستقر ببلدته و ينشيئ له مكتب هناك و يشق مستقبله وسط أهله و عشيرته و لكن استطاع يزيد بعد كثير من الجدال أن يقنعه بالموافقة على وعد بتنفيذ خططه المستقبلية التى قد رسمها له بالبلدة و عدم العودة للقاهرة مرة أخرى إلا لزيارة ليلى لعائلتها.
سافرت العائلة إلى القاهرة و تمت الخطبة فى جو من السعادة العارمة من قبل زايد و ليلى و تم الإتفاق على إقامة حفل الزفاف بعد عامين من يوم الخطبة لحين حصول زايد على وظيفة دائمة و تأهله لتحمل أعباء الزواج و مسؤلياته..
تم نقل يزيد من ادارة البحث الجنائى إلى إدارة الجوازات بعدما عاد من إجازته الشهرية ضمن حركة التنقلات السنوية لضباط الشرطة فانتقل للعمل بمطار القاهرة.
مر عام كامل على تلك الأحداث كل هائم فى حياته و الأمور تسير على خير ما يرام...إلا قلبان...يتحرقان شوقا لرؤية بعضهما البعض...تمر بهما الأيام ببطئ شديد و كل منهما ينتظر اللقاء على أحر من الجمر...و كل منهما يكابر و يعاند...و كل منهما يظن أنه يعاقب الآخر.. و لكنهما أحمقان..إنهما لا يعاقبان سوى نفسيهما و قلبيهما العاشقين.
فى بلدة يزيد....
اليوم سبوع المولود الأول بالعائلة...إنه ابن زيدان و زينب و الذى أسماه أبيه يزيد على اسم عمه...
الزينة منتشرة بكل أرجاء المنزل النساء مجتمعون و ملتمون حول زينب يطلقون الزغاريد و ينشدون الأناشيد التراثية الخاصة بتلك المناسبة و الأشقاء الثلاثة فى جانب آخر من المنزل يستقبلون الرجال و الولدان و يضعون أمامهم وليمة العقيقة.
دلف يزيد إلى مجلس النساء لكى يرى المولود و يقبله و يودع والدته قبل رحيله إلى القاهرة ف لسوء حظه أن يوم السبوع كان آخر يوم فى إجازته الشهرية.
ما إن دلف بهيئته التى ټخطف الأنفاس حتى اخترقته أعين النساء و الفتيات بنظرات معجبة من فرط وسامته الملفتة خاصة تلك الفتاة الحسناء التى لم تحيد بنظرها عنه و هى هائمة به و بطلته البهية.
لاحظتها الحاجة بهية فابتسمت عندما أقرت بنفسها أمرا ما و قررت ألا تنتظر أكثر من ذلك فيكفى ما مضى.
أخذته أمه و خرجت من الغرفة و وقفا بجانب الباب من الخارج و قالت له بنبرة حانية
و بعدهالك يا ولدى...مآنيش الأوان بجى أفرح بيك انت قمان و أشوف اولادك جبل ما أجابل وچه كريم!
أسرع يقبل كفها و هو يقول بلهفة
بعيد الشړ عنيكى يا أماى...متجوليش اكديه عاد...ربنا يعطيكى
متابعة القراءة