رواية مطلوبة الفصول من التاسع وثلاثون للثالث واربعون بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

 الفصل التاسع والثلاثون والاربعين
في قصر الغرباوي 
وصلا سليم وأمجد بعد بضع ساعات بالطائرة 
بعدما أقنع مليكة وأخيرا أن تأتي هي في صحبة عاصم وزوجته وطفليه .....هو لم يخبرها السبب ولكنه ېخاف...... ېخاف عليها كثيرا من عمته هو لم يغفل عن محاولاتها في أذيتها التي لا يعرف سببها لهذا قرر أن يتركها بضع أيام 

دلفا سويا لغرفة خيرية وسليم يرجوا الله أن تتحمل جدته ذلك الخبر.....هو يعلم مدي قوتها وصمودها ولكن خبر مثل ذلك يمكنه أن يؤدي بحياتها في غمضة عين 
تهللت أسارير خيرية بسعادة 
خيرية أهلا بالغالي .....كيفك يا أمچد 
جاهد أمجد لرسم إبتسامة علي شفتيه وأردف متمتما في آلم
أمجد أني منيح يا ست الكل .... إنت كيف صحتك
أومأت برأسها باسمة 
خيرية زينة الحمد لله يا ولدي 
طالعت حفيدها الذي يرمقها بنظرات لم تفهمها مشاكسة 
خيرية إيه يا سليم عاد شكلك چاي ڠضبان 
جاهد سليم ليرسم إبتسامة هادئة ما إن تذكر مليكة 
سليم مليكة دي نسمة والله يا خوخا.....لا يا ستي متقلقيش مش جاي ڠضبان ولا حاجة 
جلسا سويا وساد صمت خانق في الغرفة بينما خيرية تطالعهما في توجس تنتظر أن يبدأ إحدهما الحديث فبالتأكيد قدومهما سويا ينبأ عن أمر ما 
وهي ليست بالحمقاء فمنذ دخولها تشعر بتوتر مشحون يسود الجو حتي قاطعه سليم بصوته القوي
سليم تيتا أنا عاوز أقولك حاجة 
لم تعلم لما نشب القلق أظفاره في قلبها بتلك القوة ولكنها أردفت باسمة 
خيرية مبتجوليش يا تيتا إلا لو فيه مصېبة جول يا ولدي 
قص عليها سليم ما أخبره به أمجد بالحرف دون زيادة أو نقصان 
برقت عينا خيرية پصدمة....وكيف لا وهي تسمع أن طفلتها.....ابنتها الوحيدة قد تعدت ما يفعله المجرومون .......قد تركت ابنتها دون أي ذرة رحمة 
تركتها لمجرد أنها لم تعجبها .....ضحكت بسخرية إمتزجت بالقهر........نعم هي أم تركت طفلتها لأنها لم تعجبها......وكأنها دمية..... قطعة ملابس تستطيع تبديلها إن أرادت....... تستطيع التخلي عنها متي شائت...... العاړ وكل العاړ علي تلك أم 
كيف تمكنت بعدمها حملتها في بطنها تسعة أشهر..... زرعت فيها جوار قلبها إستمعت لدقات قلبها...... لعبت معها..... تحملت بسببها الكثير والكثير..... كيف لها بعد كل ذلك أن تتركها هكذا 
دلف ياسر ومهران في تلك اللحظة بعدما علما وجود أمجد وسليم 
طالعته خيرية بنظرات تقطر آلما.....خذلانا وإنكسارا
فسأل هو مطأطأ رأسه 
مهران عرفتي !
أردفت هي بعدما ضحكت بسخرية 
خيرية عرفت.........أه عرفت 
أزاحت أغطية فراشها ونهضت غاضبة فأمسكها سليم بيده يتوسلها في هدوء 
سليم لا يا تيتا علشان فاطمة علي الأقل مش دلوقتي ......مذنبهاش حاجة 
تمتم ياسر بخفوت 
ياسر بكرة فاطمة عنديها چامعة بدري نوبجي نتحدت وهي في چامعتها ونشوف هنعمل إيه 
خرج الجميع بينما بقي سليم وياسر مع جدتهما 
ربت سليم علي يدها في حنو بالغ 
سليم أني خابر إن الموضوع واعر عليكي
ومش عليكي إنت بس ديه علينا كلاتنا.... بس إحنا لازم نوبجي چامدين علشان فاطمة ....ملهاش أيتها ذنب 
أومأت براسها في وجوم ثم تمتمت في هدوء 
خيرية هملوني لحالي يا ولاد 
هم ياسر بالحديث مهدئا إياها فربت سليم علي كتفه وأخذه وخرجا سويا 
تمتم ياسر بقلق 
ياسر أني جلجان علي ستك جوي يا سليم
هي أه جوية وياما شالت بس المرة دية واعرة جوي جوي.....
أومأ سليم برأسه بعدما تنهد بعمق متمتما بأسي 
سليم أني عارف بس المرة دي لازم ستك هي اللي تجرر..... المرة دي المصېبة شينة جوي 
تمتم ياسر في وجوم 
ياسر ربك يسترها 
صعد ياسر لغرفته بينما توجه سليم للخارج محدثا مليكة كي يطمأن عليها هي ومراد .....إطمئن عليهما وطمئنها وحدث مراد وظل يتحدث لبضع دقائق مع مليكة بعدها أغلق هاتفه متنهدا بعمق.....نعم لم تمر إلا بضع ساعات وها هو يفتقدها.... نعم إشتاق لكرزتيها وجنتيها تلك البحة المميزة بصوتها.....فيروزتيها......رائحتها.....إشتاق لرؤيتها 
لم ېكذب القلب حينما قال أنه يمكننا إمتلاك كافة وسائل الأتصال في العالم إلا أن لا شيء يا صغيري .....لا شيء أبدا يعادل نظرة الإنسان

في صباح اليوم التالي... قصر الغرباوي 
خرجت خيرية لصحن القصر خلفها مهران بجوارها سليم وياسر 
أجلساها الشابان علي المقعد الكبير .....بينما ذهب مهران لإستدعاء شقيقته وزوجها وحضرا وداد وقمر
جائت عبير تسأل مضطربة تحاول جاهدة أن تبدو طبيعية 
عبير في إيه يا أماي عاد.... خير مجماعنا كلاتنا إكده ليه 
رمقتها خيرية بشذر إمتزج بالقهر ولم تعقب 
حضر أمجد بعد قليل 
أردفت خيرية بوجوم 
خيرية إكده الكل هنيه ....أسمعوني زين ....أمچد ولدي ليه أمانة عندينا ولازم نردها
تمتم شاهين بنزق 
شاهين أمانة إيه اللي ليه عندينا يا حاچة 
تمتمت خيرية بثبات
خيرية بته 
تنفست عبير الصعداء فهي قد ظنت أن المقصودة هي مليكة 
شاهين وابننا اللي عنديهم......أكيد مش هنسيبلهم مراد يربوه 
هم ياسر بالإعتراض فأشار له سليم 
سليم لا يا عمي الحجيجة ستي مش جصدها مليكة 
هنا وقع قلب عبير في أخمص قدميها..... إربد وجهها وتعالي رجيفها هلعا......تري إنكشف سرها نهضت خيرية بثبات تتلائم خطواتها مع طرقات عصاها علي الأرض في وقار وشموخ علي الرغم مما تشعر به من ألم تلك الأم ولكن الحق حق هذا ما نشأت عليه 
توجهت ناحية ابنتها ووقفت أمامها تطالعها پقهر 
متمتمة بحرد 
خيرية تفتكري يا عبير لو كنت سبتك في الشارع بعد ما ولدتك علشان إنت معچبتينيش كان إيه حوصل 
إزدردت عبير ريقها بينما شحب وجهها وإنهمرت قطرات العرق علي جبينها هلعا وجابت ببصرها في وجهه أمها تحاول جاهدة أن تستشف ماذا تعني 
ضړبت خيرية علي بطنها في قهر وحسر 
واااااه يا جلبي علي البطن اللي شالتك وچابتك..... وااااه 
ثم أردفت بثبات بعدما أظلمت عيناها پقهر وإرتسم الألم جلي تماما علي محياها 
فاطمة توبجي بت أمچد الراوي 
صړخ شاهين بحرد وهو يطالع خيرية بذهول 
شاهين إيه الحديت الماسخ اللي بتجولوه ديه 
تمتم مهران پألم بعدما أخفض رأسه أرضا 
مهران الحاچة كلامها صح يا شاهين ....
فاطمة .....فاطمة مش بتك 
صړخ بعدم إقتناع 
شاهين وأني عويل عاد علشان أصدج الحديت الماسخ اللي بتجولوه ديه...... فاطمة بتي.... بتي أنا من صلبي أنا ومش بت حد تاني واصل 
جاب ببصره ناحية الجميع فوجدهم يطأطون رأسهم بأسي ......أخبره قلبه بالبحث عن إجابته في وجه زوجته..... محبوبته عبير التي سرعان ما زاغت ببصرها بعيدا عنه 
تهالك شاهين علي المقعد پألم......فعلي الرغم من كل طباعه السيئة إلا أن فاطمة طفلته المدللة
يعشقها أكثر من روحه حتي ......كيف له أن يصدق أنها ليست طفلته .....كيف له أن ينسي تلك الايام التي سهر بجوارها من أجل الحمي.......تلك الأيام التي أطعمها بيده..... كيف له أن ينسي تعليمها ركوب الخيل..... كيف له أن يصدق تلك التراهات..... بأن تلك الفتاة التي ترعرعرت علي يداه وبين أحضانه ليست طفلته .....نهض من مقعده مترنحا ېصرخ غاضبا كالخيل الجريح يسير في كبرياء
شاهين وأنا إيه اللي يخليني أصدج اللي بتجولوه ديه..... ما يمكن أي كلام 
أردف
تم نسخ الرابط