رواية عن قصة حقيقية الفصل الثلاثون بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

الفصل الثلاثون .... الجزء الأول
جلس يوسف أمام أبيه وأطرق رأسه وهو يجيبه قائلا_حصل يا بابا
وقف والده فى عصبيه شديده وهو يهتف بانفعال_ازاى تعمل كده ازاى تطلقها من غير ما تقولى
تابع يوسف بحزن شديد_هى اللى أصرت يا بابا كانت حالتها صعبه ومكنش ينفع اقولها لاء
لو كنت قلت لاء كانت اڼهارت أكتر ..لكن انا اشترطت عليها ان محدش يعرف بحكاية الطلاق دى لحد ما نرجع ونقولك الاول وهى وافقت

زفر والده وهو يستعيد جلسته الاولى خلف مكتبه وهو يقول _أستغفر الله العظيم يارب ..كل ما احلها تتعقد ثم نظر الى يوسف وتابع _وهنقول ايه للناس اخواتك واخواتها هنقولهم ايه سبب الطلاق بعد كام يوم ..كده هيفتكروا انك لقيتها فيها حاجه
نهض يوسف وافقا وقال دون ان ينظر اليه_صدقنى يا بابا مكنش قدامى حل تانى
أسند والده ظهره الى المقعد وأغمض عينيه وهو يستغفر وفجأة فتح عينيه قائلا_الحمد لله ربنا الهمنى الحل
الټفت له يوسف بنظرة متسائله فأردف والده _انتوا هتعيشوا مع بعض زى ما انتوا كده فى شقتكوا عادى جدا كأنكوا لسه متجوزين ومحدش هيعرف حكاية الطلاق دى دلوقتى خالص
زادت حيرة يوسف وهو ينظر لوالده قائلا_ازاى يابابا نعيش مع بعض وانا مطلقها
قال الحاج حسين بسرعه وكأنه لم يسمعه_انت طلقتها طلاق رجعى مش كده
أومأ يوسف برأسه مؤكدا وقال_ايوا
تنهد والده فى ارتياح وقال_خلاص يبقى هتعيشوا مع بعض عادى جدا لحد فترة العده ما تخلص
قال يوسف _يا بابا لو حضرتك تقصد انى اردها من غير ما اقولها برضه مش هينفع لما تلاقينا هنعيش مع بعض فى شقه واحده هتعرف انى ردتها ومضمنش ساعتها تصرفها
أبتسم والده وهو ينهض وافقا ويشير اليه ان يتبعه ...خرج الحاج حسين من غرفة مكتبه وصعد هو ويوسف الى مريم
طرق الباب ففتحت لم تكن قد ابدلت ملابسها بعد رغم الارهاق الذى تشعر به من اثر السفر زاغت نظراتها بينهما فقال حسين مبتسما_مش هتقوليلنا اتفضلوا ولا ايه يا مريم
افسحت الطريق امامهم وهى تقول بخفوت _اتفضلوا
جلس حسين وهو يقول _انا زعلان منك اوى يا مريم ..ازاى تصممى على الطلاق كده من غير ما ترجعيلى ..فى بنت تطلب الطلاق من غير ما تاخد راى ابوها
صمتت مريم وهى تتحاشى النظر ليوسف ثم قالت_سامحنى يا عمى بس انا مش هقدر استحمل اكتر من كده
نهض وافقا امامها وقال وهو ينظر لعينيها_طب واخواتك والناس كلها هيقولوا ايه دلوقتى
اشاحت بوجهها بعيدا وهى تقول بانفعال_اللى عاوز يقول حاجه يقولها انا اصلا كده كده سمعتى متشوهه لوحدها
أطرق يوسف الى الارض فى الم فقد فهم ما ترمى اليه فتابع حسين حديثه اليها _تفتكرى ايهاب هيسكت لما يعرف ان اخته اطلقت بعد دخلتها بكام يوم..انتى يابنتى كده هتقوملنا حريقه فى البيت
صاحت وهى تستند الى اقرب مقعد امامها وهى تقول_كفايه ضغط عليا يا عمى انا مش هقدر استحمل اكتر من كده مش عاوز ابقى على ذمته يوم واحد بعد كده وعمرى ما هوافق ارجعله ابدا مهما حصل
لف حسين ذراعه حول كتفها مهدئا اياها وقال بهدوء_ومين قال انك هترجعيله انا مقلتش كده ابدا
قالت وهى تلتفت اليه_اومال حضرتك بتقولى كده ليه
ربت على كتفها وقال بحنان _بقولك كده علشان تتقبلى الحل الوحيد اللى هيرضيكى وفى نفس الوقت هيمنع المشاكل اللى ممكن تحصل لو حد عرف بالطلاق دلوقتى
مريم_حل ايه
قال الحاج حسين بهدوء_شرع ربنا يابنتى بيقول ان الست اللى بتطلق طلاق رجعى تفضل قاعده فى بيت جوزها لحد فترة العده ما تخلص
وقف يوسف قائلا_يابابا طب ماهي هي منا هنزل اعيش معاكوا تحت وبرضه الكل هيسأل ليه
الټفت اليه والده قائلا_ومين قالك انك هتعيش معانا تحت انت هتعيش فى بيتك برضه معاها لحد فترة العده ما تخلص
نظرت له مريم بزهول وهتفت_وانت يا عمى ترضى كده لفرحه
أومأ برأسه قائلا_ايوا أرضاه علشان ده شرع ربنا مش حاجه جايبها من عندى
تدخل يوسف مستفهما_ازاى يابابا
جلس الحاج حسين وبدا فى شرح الامر قائلا_الايه الكريمه فى سورة الطلاق بتقول
يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن وأحصوا العدة واتقوا الله ربكم لا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة وتلك حدود الله ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا 
يعنى يابنتى شرع ربنا اللى ناس كتير نسيته دلوقتى بيقول ان الست اللى تطلق طلاق رجعى تفضل قاعده مع جوزها فى بيتها زى ما كانت بتقعد معاه بالظبط وهما متجوزين
يعنى تقعد بلبس البيت عادى جدا وتتزين عادى وتكلمه ويكلمها وكأنه زوجها لكن بدون جماع
عرفتى بقى ليه بقولك اه ارضاه لبنتى ..لان ده شرع ربنا وأمر من ربنا انها متخرجش من بيتها بعد الطلاق الرجعى لاء دى كمان لو خرجت تأثم
صمتا يوسف ومريم وهما يستمعان لاول مره لهذا الحكم الشرعى الذى لم يكونا يعلما عنه شيئا من قبل
اردف حسين قائلا_علشان كده بقولك الحل ده هو افضل حل هيمنع الخلافات
وفى نفس الوقت هيريحك لانه هيفضل مطلقك زى ما انتى عايزة ولما العدة تقرب تخلص نبقى نشوف ساعتها هنعمل ايه بس يكون عدى وقت مش الناس تعرف انكوا اطلقتوا بعد دخلتكوا بكام يوم
قالت مريم فى شرود_بس يا عمى انا طلت الطلاق علشان مش عاوزه اعيش معاه فى مكان واحد يبقى انا كده عملت ايه
أومأ برأسه متفهما وقال_انا فاهمك يا مريم بس ده دلوقتى حكم ربنا مش حكمى انا واذا كان فى ايدك تنفذيه واذا كان فى ايدك توافقى عليه وتمنعى مشاكل ممكن تحصل يبقى انتى ممكن تيجى على نفسك شويه وبعدين دى فترة العدة يعنى بعدها هتبقى حره خلاص يعنى الوقت ده مش هيضيع عليكى كده
تدخل يوسف بشكل حاسم قائلا_متقلقيش يا مريم انتى فى كل الاحوال مش هتشوفينى تانى
انا وعدتك انى اخدلك حقك من اللى ظلمك واولهم انا وانا هوفى بوعدى ليكى والنهارده مش بكره
تركهم يوسف وفتح الباب وخرج مسرعا هبط الدرج بسرعه وهو ينوى الوفاء بوعده

وفى الصباح وأثناء متابعته لاعماله فى انهماك شديد جاء اتصال داخلى من مديرة مكتب الحاج حسين الذى أجابها فقالت _فى واحد على التليفون عاوز حضرتك بيقول انه من النيابه اوصله بحضرتك
قطب جبينه وقال_وصلينى بيه
وبعد دقائق خرج حسين ملهوفا من مكتبه وهو يقول للسكرتيرة أجلى اى شغل دلوقتى لحد ما ارجع
جلس امام يوسف بلوعه شديده وقال_ايه يابنى اللى خلاك تعمل كده
تدخل وكيل النيابه فى الحديث قائلا_والله يا حاج حسين لولا سمعتك الطيبه وسمعت شركاتك اللى مفيش عليها غبار مكنتش ابدا اتدخلت فى الموضوع بشكل ودى وكنت مشيت فى المحضر بشكل رسمى لكن انا قلت اديك خبر الاول.. لعل وعسى نعرف نلم الموضوع هنا من غير شوشره
الټفت اليه الحاج حسين فى امتنان قائلا_متشكر اوى جميلك فوق راسى
نهض يوسف فى انفعال قائلا_وانا مش عاوز الجميل ده انا عاوز المحضر يمشى بشكل رسمى وانا معترف على نفسى والټفت الى وكيل النيابه قائلا_ولو سمحت يا فندم والدى شاهد أثبات فى القضيه دى
حاول
تم نسخ الرابط