رواية عن قصة حقيقية الفصول من السادس والعشرين للتاسع والعشرون بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
الفصل السادس والعشرون
تملكت الدهشة من يوسف عندما سمع مريم تناديه وتقول له بارتباك لو سمحت يا يوسف عاوزاك لحظه
خرج اليها ووقف امامها متسائلافقالت فى خفوت وبملامح هادئه انا بعفيك من جوازك مني
تفحص ملامحها الهادئه فى سكون يحاول ان يستشف ما خلفها وقال مش فاهمك
احتفظت بملامحها الهادئه وهى تقول له زى ما سمعت انت عملت اللى عليك وكتبت كتابى مش مطلوب منك اكتر من كده انا خلاص بقى معايا قسيمة جواز ولما تطلقنى هيبقى معايا قسيمة طلاق وكل واحد فينا يبدأ حياته صح اعتقد انك فهمتنى
نظرت له فى سرعه وتسائل فأردف فى سرعه قصدى يعنى مش هطلق دلوقتى المفروض اننا نعمل فرح ونعيش مع بعض قدام الناس وبعدين نبقى نطلقوبعدين فى حاجه مهمه عرفتها عن صاحبتك سلمى والبيت اللى قلتى انه بيتها لازم اقولك عليها
قاطعته رافضة لحديث لو سمحت ده مش موضوعنا دلوقتىومن فضلك توافق علشان
ايهاب معلش كنت مع واحد صاحبى انت هنا من امتى
قالت مريم بسرعه عمى حسين هنا وقاعد جوه مع ماما
طرق الباب المفتوح ودخل اليهم رحب به عمه وعانقه وعاتبه قائلا انا زعلان منك اوى يا ايهاب كده برضه متعمليش اعتبار وتاخد اخواتك وتمشى
ربت حسين على كتفه قائلا انا عاذرك يابنى بس مراتك ملهاش ذنب دى برضه لسه صغيره واتفجأت زى ما يوسف قالك كان لازم تديها فرصه تتكلم مش تمشى كده وتسيبها
توتر ايهاب قليلا فهو مخطأ فعلا ولكن هذا لا يغير شىء فى الامر فقال ياعمى انا غلطان لكن ده مش معناه انها مش غلطانه ازاى تصدق كده عليا دى عاشت معايا وعرفتنى كويس
نظر لها حسين متعجبا منها لقد كان يتوقع ان تدافع عن هذه الزيجه بكل ما تملك ولكن طريقة حديثها هى التى ادهشته كانت تتكلم كما لو كانت أمرأه عاقله تريد ان تحافظ على بيت ولدها لا لشىء الا لرأب صدع حياته الزوجيه فقط
قالت والدته لا يابنى اذا كنت انا كنت كبيره وواعيه وعندى خبره كفايه فى الدنيا وصدقت فاطمه من اكتر من عشرين سنه واشارت للحاج حسين وقالت وأسأل عمك
نظر لها ايهاب بدهشه قائلا انتى مقلتلناش حاجه عن الموضوع ده
نظر لها حسين بحدة قائلا من فضلك يا ام ايهاب مش عاوز كلام فى اى حاجه فاتت ده لا من صالحك ولا من صالح اى حد فينا ولا هيحقق اى نتيجه
التفتت الى ايهاب وقالت بحسم من غير دخول فى تفاصيل مالهاش لازمه فاطمة حطت السم فى ودن مراتك وخلتها متلخبطه زى ما حطت السم فى ودانى من سنين وخلتنى اخدكوا واهرب
قال فى حيرة مش فاهم
كادت نظرات حسين ان تخترقها محذرة اياها من الدخول فى تفاصيل فقالت ولا حاجه فهمتنى ان اعمامك هيخدوا ولادى منى ومش هيخلونى اشوفكم مدى الحياه وادتنى فلوس اهرب بيها منهم وانا صدقتها بمنتهى الغباء
ربت حسين على كتفه بحنان قائلا مراتك بتحبك يا ايهاب حتى يا سيدى لو غلطت سامحها ده ربنا بيسامح مش من اول غلطه كده تسيب البيت وتمشى
أطرق برأسه متفهما نعم هو يعلم انها تحبه بل تعشقه لاحظت أحلام بوادر الاقتناع على وجهه فقالت بسرعه مراتك فى اوضتك جوه ادخلها عاوزه تتكلم معاك اديها فرصه تتكلم براحتها
خرج ايهاب ونظر الى يوسف ومريم يقفان امام بعضهما وكأن على رؤوسهما الطير صمت مطبق
تركهما وتوجه الى غرفته وقف مترددا بعض الشىء ثم فتح الباب ودخل تعلق بصره بفرحه وهى نائمه على فراشه وفجأة انطلقت ضحكاته وهو يحاول كتمانها ولكنه لم يستطع
كانت فرحه نائمه على فراشه ولكنترتدى ملابس نومه فوق ملابسها وتلف ذراعيها حول نفسها وكأنها تتخيله يعانقها
كانت تبدو كمهرجين السرك بالملابس الكبيرة التى تدلى منها لفرق الطول بينهم ووجنتها حمراء جدا كان محياها يحرك مشاعر المرح بداخل اى انسان
حاول كتم ضحكاته حتى لا يسمعه احد فى الخارج واعتدلت هى فى فراشه وعقدت ذراعيها امام صدرها بطفوله كانت تبدو كالاطفال بوجنتها المتوردتين وملابسه التى ترتديها وهى تقول بعينين لامعتين من اثر الدموع طب اعمل ايه كنت واحشنى اوى ملقتش غير هدومك قدامى
تماسك ايهاب وهو يحاول ان يرسم ملامح الجديه ولكنه لم ينجح بشكل كبير بل لم ينجح من الاصل فأبتسم لها وفتح ذراعيه لها وهو يقول بحب وانتى كمان وحشتينى اوى
هرولت اليه لټدفن نفسها بين احضانه وبكت من شدة انفعالها واشتياقها لحنان زوجها واحتياجها اليه
وجعلت تضربه فى صدره بقبضتها الصغيره وهى تقول بطفوليه زعلانه منك اوى زعلانه زعلانه زعلانه وهو يضحك ويضمها اليه اكثر واكثر
وهنا كان الحاج حسين يقول لأحلام بثقه عارفه لو كنتى كلمتينى وقولتيلى على مكانهم وقولتيلى جوزهم لولادى كنت هقولك وانا كمان ناوى على كده من غير ما تتعبى نفسى وتدفعى فلوس لهند وتقعد تتجسى علينا عن طريقها
اشاحت احلام بوجهها وقالت معلش يا حاج تفكيرى كان مختلف ساعتها مكنتش اعرف انك هتستقبلهم كده ولا هتعاملهم المعامله دى
ضړب حسين الاريكه بجواره بخفه وهو يقول بسخريه ومخفتيش بقى لما تقوليلى على مكانهم انى اقتلهم ولا قلتى الراجل كبر وعجز
قالت فى شرود لا يا حاج انا متابعه اخبارك كويس متنساش انى كنت عايشه فى مصر لحد ما ايهاب وايمان خلصوا ثانوى
وكنت متابعه كل اخبارك من بعيد بس مكنتش عارفه اوصل للى كنت بتفكر فيه من ناحية ولادىحتى لما اتأكدت انك مش هتفكر تأذيهم مقدرتش اقولك على مكانهم
ولما جوزى جاتله سفريه واضطرينا نسافر والولاد مرضيوش يسافروا معايا كنت مطمنه انك حتى لو لقيتهم مش هتأذيهم كل اللى كنت خاېفه منه ساعتها انك تشوه سمعتى قدامهم وتحكيلهم على عصام
لكن عرفت بقى عن طريق ناس اتعاملوا معاك عن قرب انك بتعرف ربنا وكلهم قالوا عنك راجل صالحساعتها قلت اكيد مش هيهون عليه يشوه سمعتى قدام ولادى ومش هيسمح لحد انه يعمل كده
تابع هو بتهكم لا وكنتى عامله حسابك ساعتها انى حتى لو شوهت صورتك انتى من قبليها وانتى مشوها صورتنا وقايله علينا اننا سرقنا ميراث ابوهم يعنى شىء طبيعى اننا نقول عليكى كده مش كده
متابعة القراءة