رواية روعة قوية الفصول من السابع وعشرون لثلاثون بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
الفصل السابع والعشرون
أ
تحركت صوبه وهي ترمقه بنفور ممتزج بتشف منبعث من قلبها الذي كن له الكراهية وقفت قسمت أمامه وهو جالس بالصالون تخفي بسمة لئيمة خاطبته متصنعة الجهل
بقالك كتير قاعد كده ممكن أفهم السبب
وجه نظراته نحوها بعينيه المنكسرة وطلعته الباهتة ونبات شعر ذقنه وشاربه منحاه لمسة من اليأس والحزن فما حدث معه أخمد شراسة وحقد ملأ قلبه تجاه الجميع رد بنبرة هادئة
لم تعلق فهو محق فتابع بخيبة أمل
قد كده شمتانة فيا!
قررت التحدث معه بشكل تساير به حالته قالت وهي تجلس
هو إنت أول واحد يحصل معاه كده قوم شوف هتعمل أيه وتعوض خسارتك دي إزاي
التوى ثغره ببسمة غامضة قال
خاېف تكوني إنتي اللي عملتيها عاوزة ټنتقمي مني علشان اللي عملته معاكي
شكلك إبتديت تخرف من اللي حصل روح دور أحسن على اللي عمل فيك كده ما إنت اعداءك ياما وياما عملت بلاوي
أظلم عينيه نحوها قال بخبث
مش أكتر من بلاويكي وخليني ساكت
ضحكت بخفوت من حديثه الماكر قالت
إثبت إني عملت حاجة!
تابعت بتنهيدة وطلعة واثقة
أنا قسمت يا منتصر ولا نسيتني أنا بنت رشدي الخياط الكل كان بيحفى ورايا علشان بس أبصلهم يعني جوازك مني شرف ليك حتى لو كنت ابن عمي!!
أخرتك سودة ومتعصبنيش علشان ممكن أقلب كل حاجة على دماغك لو اتكلمت!
ابتسمت بلا مبالاة معربة أنها لا تهتم قالت
اعمل كده مستني أيه!
ثم تحركت تاركة إياه يحدق في ظهرها بغلول واضح قال بأنفاس مزعوجة
ما أنا علشان باحبك ساكت طول عمرك قلبك جاحد ومبتحبيش حد
تقدمت منه الخادمة تقول له مطرقة رأسها
تفهمت أنها بدأت لا تثق بها وتقتضب في كلامها معها چثت زينب على ركبتيها أمامها لأول مرة دون أن تخشاها قالت بصدق
أنا مش باكدب عليكي أنا باجولك الحجيجة جعفر بيضحك عليكي علشان ياخد فلوسك وبعدها يخلص منك أوعي تسمعيله
جابت عزيزة هيئتها ككل بابهام وتر زينب وزاد من حيرتها ردت عزيزة بحذر
اغتمت زينب من ردها البائس قالت بتنبيه
هيجتلك دا راجل لئيم كيف التعلب عاوز ياخد إفلوسك علشان سمعته بيجول داخل مشروع كبير جوي مع ناس فوج
لم تجد منها رد فعبست تابعت بنصح
طيب جوليلي آني هما فين وهتصرف إمعاه ولو طلع بېكذب عليكي هيكونوا في آمان
صدجيني أنا جلبي طيب ومهضحكش عليكي
صلبت عزيزة نظراتها عليها قالت
أيه يضمنلي إنك إنتي كمان مهتكذبيش عليا
ردت وهي تبحث عن جواب مقنع
أ. أ. زي ما لساتك جايلة إنك زي الغريج اللي بيتعلج في جشاية يعني مبجاش فيه حاجة اتهمك دلوق
بطريقة مفاجئة حدقت عزيزة ببطنها المنتفخ إلى حد ما سألتها بنبرة مريبة
العيل بيكبر في بطنك أنا ممكن أعرف إذا كان واد ولا بت
عفويا انكمشت زينب مرتبكة قالت
دا واد آني عرفت خلاص
زمت عزيزة ثغرها للجانب ومن هيئتها ونظرتها الغامضة اتضح أنها ربما على علم بكذب الأخيرة ردت متنهدة
هجولك هما فين
اتسعت بسمة زينب وقالت بحماس
وهيكونوا في الحفظ والصون............!!
__________________________________
زفرت بضيق وهي جالسة أمام المرآة من علامات القيود الحديدية التي كانت تحاوط يديها عاودت غزل التطلع على شعرها الموضوع أمامها جمعته في كومة واحدة
متحسرة عليه انتبهت له يحدثها باستفزاز
هيكبر تاني وعادي أنا باحبك في كل الحالات!
كزت أسنانها بقوة ثم أدارت رأسها له حدجته بنظرات مغتاظة ثم نهضت حين ابتسم بسخرية هتفت پغضب
إنت معندكش ډم إزاي هظهر كده قدام الناس
ثم وقفت أمامه ترمقه بشراسة على عكسه فقد كان باردا رد بجدية
ومين جالك إن إنتي هتبينيه أومال قصيته ليه
اعتزمت عدم مجادلته كي تخرج من هنا فقط خطفت نظرة سريعة حولها ثم استفهمت
طيب إحنا فين
قال بنبرة جديدة عليها
الشقة بتاعتي وباسمي
ابتسمت بسخط وقالت
بقى معاك يا يوسف تشتري شقق
أيوة معايا
قالت بنبرة ملأها القلق
أنا هنا من إمبارح زمان بابا قالب الدنيا عليا
هتف بتلهف واضح وهو يمسك بيدها
هتسيبيني!
ارتبكت ودق قلبها تعرف ما يريده منها كونها زوجته لكنها بالطبع لن تتأقلم بهذه السهولة ردت مبتلعة ريقها
ما أنا هجيلك تاني أنا بس مش عاوزة حد يعرف إني معاك خصوصا جاسم حاطك في دماغه من أول مرة شافك فيها
لامس بأنامله أسفل ذقنها وهو يقول
خاېفة عليا
رمشت بتوتر ثم أزاحت يده بهدوء قالت
أيوة طبعا من إمتى مش بخاف عليك
ثم ابتعدت عنه لتتحاشى نظراته قال ناظرا بمحبة لها
أنا هخليكي ترجعي علشان محدش يجلج عليكي وكمان هنتجابل هنا على ما كلهم يعرفوا بجوازنا
وجدت أن طاعتها له في ذلك الوقت ضرورية فهي لا تريد تعنيفا أو الدخول في مشادة معه قالت مبتسمة بزيف
أكيد
تنفس براحة جمة حين امتثلت لحديثه تذكرت غزل أمر خالتها سألته باهتمام شديد
هي خالتي فعلا رجعت
انتبه للأمر المحير هذا ثم رد
مش عارف ليه اتأخرت كده يمكن عجبتها الجعدة مع أبويا وأمي
قالت بغرابة
على الأقل ترجع تطمنا قصدي تطمنك على أهلك
تضايق من طريقتها تلك وقال
بطلي تقوليلها يا خالتي وتعملي نفسك مشغولة بينا أنا أهلي وأعرف أهتم بيهم
تابع بغرور وهو يقترب أكثر منها
وأديكي شوفتي في تلت شهور بجيت أيه!
حقا لم يعجبها طريقة وصوله السريع هذا قالت بتلميح
كنت دايما تلومني إني اتغيرت بسبب الفلوس بص لنفسك دلوقتي بتعمل أيه أكيد كل دا من الحړام
ثم نظرت لما حولها بسخط أخذ يوسف نفسا عميقا ثم قال
مبروك
لم تتفهم مغزى كلمته حتى تابع
هتدخلي جامعة أيه
نظرت له شزرا ثم ردت وهي تتحرك مجددا للمرآة
بابا اختارلي حقوق وأنا وافقت!
ابتسم فها هي الصغيرة تصل لمراتب عليا لم يبغضها مطلقا متمنيا لها الخير بينما هو يحدق فيها بعشق جمعت هي خصلات شعرها داخل قماشة صغيرة عقدتها جيدا ثم توجهت ناحيته قائلة
أنا همشي بقى
ثم أسرعت لتخرج فأمرها بعبوس
استني!!
توقفت مضطربة خوفا من رجوعه عن حديثه وهي تلتفت له وجدته يلقي عليها وشاح كبير ويقول
استغطي بيه ولو شعرت ظهر يا غزل هشيلهولك كله!
وجدت في حديثه الټهديد الصريح بالفعل كانت محقة لتتوجس من ردة فعله تجاهها قالت بطاعة
قولت طيب!....... أمشي بقى
هز رأسه بموافقة فدلفت من الغرفة مسرعة نحو باب الشقة وقف يوسف موضعه مرتابا في أمرها يدرك عنادها وأنها لن ترتضي بتلك السهولة لتفعل أوامر أحد ارتاح حين تزوج بها ولكن بقى شاغل آخر بداخله وهو ضرورة الاطمئنان على والديه فغياب خالته يقلقه..............!!
__________________________________
فتحت الباب حاملة بعض الخضروات في أوراق الجرائد ثم اغلقته پعنف حتى أصدر صوت مزعج تنبه ضرغام لحضورها فسألها بجهامة
بالراحة شوية!
تدرجت للداخل مكشرة وعلامات وجهها معلنة امتعاض ظاهر وضعت ما بيدها على الأريكة ثم استدارت له قائلة باغتياظ
الست حسنية كانت واقفة معايا تحت وقالتلي كلام يضايق
زوى بين حاجبيه مستفهما
وهي هتجولك كلام يزعل ليه دا إنتوا حتى بجيتوا صحاب
ردت موضحة بسبب اختلقته
بتقولي أنا زعلانة عليكي قوي حظك إنك اتجوزتي راجل قد أبوكي يعني عمره ما هيخلف ولا.......
ثم صمتت لتعض على شفتيها السفلية بحرج مزيف
متابعة القراءة