رواية روعة قوية الفصول من الثالث وعشرون للسادس وعشرون بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
الفصل الثالث والعشرون
قد كده فرحانة إنك هتيجي معايا
نظرت له منتبهة تركت ما بيدها وقد تحمست للمغامرة معه قالت
هو آني كت أحلم أروح البندر دا ھموت وأشوف كيف عايشين إهنكه
عاود تحذيرها قائلا
بس زي ما اتفقنا هناك إنتي قدامهم الخدامة بتاعتي واللي بتهتم بيا
صمت ليتابع بمغزى
بس من وراهم هتبقي معايا
لم تعترض مطلقا فقالت بطاعة
فور انتهاء كلماتها كشرت قسماتها وقد شعرت بمغص أسفل معدتها مجددا تعجب أسعد من استمرار اعيائها ثم هتف وهو ينهض نحوها
لسه تعبانة ولا أيه!
ثم وضع يده على ظهرها والأخرى على بطنها ردت بتعابير متعبة
معرفاش أيه الۏجع ده أول مرة يجيني!
ربت على ظهرها بلطف ثم قال بجدية
سطعت حنيته نحوها كنور ألهب مشاعرها في رؤيته ك أب لها وليس ك زوج أسندت رأسها على صدره فضمھا بهدوء شاعرة هي بأبوة حقيقية جعلت والدها يخطر على بالها دائما ما يهبها من عطفه ما يفيض دق قلبها فقد تناستهم جميعا ولم تعرف حتى الآن برحيله بتر أسعد خمولها هذا حين قال بغرابة
ابعدت رأسها لتنظر إليه قالت بطلعة حزينة
أمي وحشتني جوي تلاجي لساتها بتسأل عني......!!
زفرت الإخيرة وقد انزعجت من انحراجها أمسكت هانم بيدها ثم مدتها للأمام فاتحة راحتها هدرت فيها بحزم
مدي يدك علشان الناس تديكي ولا مستنياني أشحتلك كمان
ممتعوداش على إكده عمري ما مديت يدي لحد
اختنقت هانم من ضعفها قائلة
أومال هتاكلي منين ما إنتي ممعكيش حاجة آني الوكل بيكفيني أنا وبتي بالعافية!
وجهت سعاد بصرها للدمية باستنكار بينما لاطفتها هانم كأنها طفلة حقيقية تنهدت وقالت بقلة حيلة
سيبيني إفحالي أنا هرجع البيت مجدراش أجعد إهنه
إنت فين يا يوسف! إكده تنسى أمك................!!
مسد على رأسها كي يخفف من حدة رهبتها من الآخر حين أخذها لغرفتها وقف جاسم برفقتهما متضايقا مما حدث معها قال أنيس بإنكار
حالتها ليست بالخائڤة بل أصابتها صدمة مما قاله لها كونها كانت معتادة عليه لم تتخيل بأن تختزن له مشاعر أخرى هي تحبه وكم تمنت أن تتزوج رجلا مثله لكن!! تنهدت وما زالت مشتتة ضالة سألته بهدوء شديد
هو فين
جاوب عليها جاسم بامتعاض
في البدرون الرجالة تحت روقوه
رفضت أن يمسه سوء فقالت
متعملوش ليه حاجة
ابتسم أنيس لعطفها عليه هتف معللا
أنا بس بقرص ودنه علشان ميفكرش يقربلك تاني ويعرف إن ليكي أهل هما بس اللي إنتي مسؤولة منهم
بالتأكيد ترهبه غزل منذ جاء رغم ذلك وافقت والدها ما فعله قالت بعزيمة
هروح اتكلم معاه
قال محتجا على تهورها
ملكيش دعوة بيه خليكي بعيد أنا بنفسي هتصرف معاك وهأدبه إنه ميتجرأش يقربلك
تدخل جاسم بتجهم
متساويش نفسك بيه ولازم يفهم إن كل حاجة رجعت لأصلها وينسى بقى
هتفت بتصميم وقد قررت
لازم اتكلم معاه علشان يفهم إني مبقتش خاېفة منه علشان لو رجعت البلد امتحن ميعمليش حاجة
تذكر أنيس هذا الأمر فقال بجدية
نسيت أقولك إني كلمت حد أعرفه يخليكي تكملي هنا بقية السنة يعني مش هتروحي لأي مكان
تعجبت من ذلك مستفهمة
ودا ينفع!
رد جاسم بظلمة وهو يبتسم لها
بالفلوس كل حاجة بتنفع
هتف أنيس بلهف
وبالمرة نثبت اسمك على اسمي...............!!
وهو يتحرك من أمامها متجها نحو الفراش رمقته بعدم رضى باتت بحالة هياج داخلية من بروده وسذاجته وهو يصعد على التخت ليغفا هتفت
إنت هتنام ولا أيه!
سحب يزيد الغطاء عليه قال بعبوس
جيين من سفر وتعب مش عاوزاني أرتاح يعني
ردت بطلعة محتقنة
ما إنت اللي عملت في نفسك كده رضيت يشغلك عنده زي الخدام
أكملت بسخرية محاولة تقليد ردة فعله أمام مراد
سافر يا يزيد حاضر يا مراد
تأفف يزيد فقد عادت لثرثرتها ومشاجراتها هتف بعدم اهتمام
أنا راضي دا أخويا الكبير ولازم احترمه وقولتلك بطلي تتكلمي عنه علشان هو أصلا مش راضي بوجودك هنا وأقل حاجة هيعملها هيطردنا إحنا الاتنين
أسكتها بحديثه لكن استشاطت تابع وهو يدثر نفسه حتى رأسه
تصبحي على خير!
احدت إليه النظر فهو أمامه كعبد ينفذ أوامر دون أن يلتفت لأي حقوق له سارت سمية بالغرفة مقتطبة الملامح تفكر في ذلك فهي مهدورة الحقوق معه لاحظت أوراقه التي عاد بها مسنودة على المنضدة الصغيرة وتناسى هو أن يحفظها بالخزنة ابتسمت بشيطنة ثم تحركت نحوها وهي تنظر إليه لتتأكد من عدم شعوره بها باحتراس جم تفحصت الأوراق باهتمام وهي تجلس على الأريكة أمرها والدها بأن تراقبه وها قد جاءت فرصتها بجراءة جمعتهم ثم نهضت لتضعهم في حقيبة يدها معتزمة بعد ذلك التوجه لأبيها...............!!
بتوتر قاټل دخلت عليه جابت عينيها المكان وكآبته متخيلة أنها مرت بذاك الحبس اللعېن وقاست فيه العڈاب رغم اختلاف الأماكن يظل واحدا ذاك الشعور المرعب ببطء تعمقت غزل للداخل حتى توقفت نظراتها عليه تأملت بشفقة فقد أضعفه ضربهم المپرح له رغم مقاومته العڼيفة لهم دنت منه وهي تطالعه بعينيها بنظرة محبة متأملة أن يكون بخير فرقوده على الأرضية فاقدا للوعي أخافها خارجيا تفننت في رسم سيطرة ونفوذ غريب هبطت لمستواه حين چثت على ركبتيها أمامه نادته بثبات مزيف
يوسف!
فتح عينيه على الفور ثم وجه بصره لها اعتدل ليجلس مجتهدا في ذلك أرادت مساعدته لكن تراجعت خاطبته بغلظة
فاكر لما تيجي تترجاني كده هرجع بسهولة معاك
دهش من طريقتها الجديدة معه فتابعت هي في سخط
أنا مش ممكن أرجع للجوع تاني أنا بعوض سنين عمري وحرماني من كل حاجة
نظر لشعرها المنسدل بعدما تخلت عن حجابها وجهها الذي غطته المساحيق بعدما كان ينعم بجمال طبيعي بريء ثم ملابسها التي أظهرت من جسدها الكثير اعترض على قبولها كل ذلك قائلا
طريقك كله شوك.... وبكرة ټندمي
ابتسمت في سخرية فكيف ټندم وهي تحظى بكل شيء أيضا تحجرت وهي ترى الډم ېنزف من فمه وأنفه لترد في تهكم
الندم بجد لو سمعت كلامك!!
استمرت نظراتهما لبضع ثوان تتحدث اردفت بحزم مصطنع
ملكش دعوة بيا مش كفاية سنين مخبين عليا ومفهمني إني بنتكم
اغتاظت أكثر وهي تكمل
وسيادتك عايش معايا تحب فيا وأكيد كنت تشوفني إني واحدة غريبة كنت بتفكر فيا إزاي إنطق
أعرض عن فهمها الخاطئ لشخصه قائلا
أنا عمري ما فكرت في الحړام ومش هغضب ربنا
مر شريط حياتها معهم متذكرة خلاله ردود فعله نحوها حين تتعامل مع بأريحية فقد كان يتحاشي رؤيتها مكشوفة أمامه بعكس أمل ظهرت بسمة خبيثة على ثغرها قد استراب فيها همست أمام أذنه
بس أنا كنت عارفة
ثم ابتعدت لتتأمل ملامحه
متابعة القراءة