رواية نوفيلا33 الفصل الثاني بقلم صديقة الحروف
المحتويات
( ٢ )
ﺍﺳﺘﻴﻘﻈﺖ ﻓﺠﺮ ﻛﻌﺎﺩﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﻣﺮﺑﻴﺘﻬﺎ ﺩﻻﻝ ﻭﺗﺤﻀﺮﺕ ﻟﻠﺬﻫﺎﺏ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﺮﻯ ﻭﺍﻟﺪﻳﻬﺎ ﻓﺘﺼﻮﺭﺕ ﺇﻥ ﻭﺍﻟﺪﺗﻬﺎ ﻏﻠﺒﻬﺎ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﻛﻤﺎ ﻳﺤﺪﺙ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎً ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻄﻮﻝ ﺳﻬﺮﻫﺎ ﺍﻧﺘﻈﺎﺭﺍً ﻟﻮﺍﻟﺪﻫﺎ … ﻛﺎﻧﺖ ﻻ ﺗﺮﻯ ﻭﺍﻟﺪﻫﺎ ﺻﺒﺎﺣﺎً ﺃﺑﺪﺍً ﻟﻜﻦ ﻭﺍﻟﺪﺗﻬﺎ ﺗﺴﺘﻴﻘﻆ ﻟﻬﺎ ﺧﺼﻴﺼﺎً ﺃﻏﻠﺐ ﺍﻷﻳﺎﻡ
ﻋﺎﺩﺕ ﻓﺠﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﻟﺘﺠﺪ ﻭﺍﻟﺪﻫﺎ ﻓﻘﻂ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩ ﺑﺎﻟﻤﻨﺰﻝ
ﺩﺧﻠﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺘﻬﻠﻠﺔ : " ﺇﺯﻳﻚ ﻳﺎ ﺑﺎﺑﻲ … ﺁﻣﺎﻝ ﻓﻴﻦ ﻣﺎﻣﻲ ؟ "
ﻧﺰﻝ ﺍﻟﺨﺒﺮ ﻛﺎﻟﺼﺎﻋﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﻓﺠﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺎﻟﺖ ﺑﺼﺪﻣﺔ ﻭﺑﻜﺎﺀ : " ﻃﺐ ﻟﻴﻪ ﻣﺎﺧﺪﺗﻨﻴﺶ ﻣﻌﺎﻫﺎ ؟ "
ﻟﻢ ﻳﺮﺣﻢ ﻛﺎﻣﻞ ﻗﻠﺐ ﺍﺑﻨﺘﻪ ﻭﺃﺿﺎﻑ : " ﺑﺘﻌﻴﻄﻲ ﻟﻴﻪ ، ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﺘﺤﺒﻚ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻀﻠﺖ ﻣﻌﺎﻛﻲ ﻫﻨﺎ "
ﺑﺪﺃﺕ ﻓﺠﺮ ﺗﺴﺘﻌﻄﻔﻪ ﺑﻴﻦ ﺩﻣﻮﻋﻬﺎ : " ﻋﺸﺎﻥ ﺧﺎﻃﺮﻱ ﻳﺎ ﺑﺎﺑﻲ ﺧﻠﻴﻨﻲ ﺃﺭﻭﺡ ﺃﻋﻴﺶ ﻣﻌﺎﻫﺎ ﻋﻨﺪ ﺟﺪﻭ "
ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻛﺎﻣﻞ ﻳﺸﺎﺭﻙ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺨﺺ ﻓﺠﺮ ﺇﻻ ﻧﺎﺩﺭﺍً ﻭﻋﺎﺩﺓ ﻟﻠﻌﻘﺎﺏ ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﻀﺮﺑﻬﺎ ﺃﺑﺪﺍً ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺗﻬﺎﺑﻪ ﺟﺪﺍً ﻭﺗﺨﺸﻰ ﻏﻀﺒﻪ ﻟﺬﻟﻚ ﺍﺳﺘﺴﻠﻤﺖ ﻭﺻﻌﺪﺕ ﻟﻐﺮﻓﺘﻬﺎ ﻣﻨﻬﺎﺭﺓ
ﺳﺤﺮ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻤﺎﺳﻚ : " ﻣﺎﺗﻘﻠﻘﻴﺶ ﻳﺎ ﻓﺠﺮ ، ﻫﺮﺗﺐ ﺃﻣﻮﺭﻱ ﻣﻊ ﺑﺎﺑﻲ ﻭﻫﻨﺸﻮﻑ ﺣﻞ ﺃﻛﻴﺪ "
ﻓﺠﺮ : " ﻣﺎﻣﺎ ﺃﻧﺎ ﻣﺶ ﻣﻤﻜﻦ ﺃﻋﻴﺶ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻣﺎ ﺗﻜﻮﻧﻲ ﺟﻨﺒﻲ "
ﺳﺤﺮ ﻭﻗﺪ ﻏﻠﺒﺘﻬﺎ ﻋﺒﺮﺍﺗﻬﺎ : " ﻭﺃﻧﺎ ﻣﺶ ﻫﻌﻴﺶ ﻣﻦ ﻏﻴﺮﻙ ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺒﺘﻲ … ﺃﻧﺖِ ﺣﻴﺎﺗﻲ ﻛﻠﻬﺎ "
ﺃﻧﻬﺖ ﻓﺠﺮ ﺍﻟﻤﻜﺎﻟﻤﺔ ﺑﻴﻦ ﺩﻣﻮﻉ ﻭﻧﺤﻴﺐ ﻭﻏﻴﺮﺕ ﻣﻼﺑﺴﻬﺎ ﻭﻏﺴﻠﺖ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﻭﻧﺰﻟﺖ ﻟﻮﺍﻟﺪﻫﺎ .
ﻛﺎﻥ ﻛﺎﻣﻞ ﻳﻔﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﺗﺼﻮﺭﺍً ﻣﻨﻪ ﺇﻧﻪ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﺤﺴﻢ ﺳﻴﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻭﻳﺠﻌﻞ ﻓﺠﺮ ﻭﻭﺍﻟﺪﺗﻬﺎ ﻳﺴﺘﺴﻠﻤﺎﻥ ﻹﺭﺍﺩﺗﻪ ﺳﺮﻳﻌﺎً ﺩﻭﻥ ﺟﺪﺍﻝ .
ﺫﻫﺒﺖ ﺳﺤﺮ ﻭﻭﺍﻟﺪﻫﺎ ﻟﻤﺤﺎﻣﻲ ، ﻗﺎﻝ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﻤﺤﺎﻣﻲ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻋﺮﻑ ﺍﻟﺤﻜﺎﻳﺔ ﻭﻗﺪﺭ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﺰﻭﺝ : " ﺃﻧﺎ ﺭﺃﻳﻲ ﺗﺘﻔﺎﻫﻤﻮﺍ ﻣﻊ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﺑﺎﻟﺮﺍﺣﺔ ، ﻣﺴﺘﺒﻌﺪ ﺇﻥ ﻗﺎﺿﻲ ﻳﺤﻜﻢ ﻟﻜﻢ ﺑﻴﻬﺎ … ﻫﻲ ﻣﺶ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻭﻭﺿﻊ ﻭﺍﻟﺪﻫﺎ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ ﺃﺣﺴﻦ ﺑﻜﺘﻴﺮ ﻣﻨﻜﻢ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻫﻴﻌﺘﺒﺮﻭﻩ ﺍﻷﻗﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺭﻋﺎﻳﺘﻬﺎ "
ﺍﻟﻤﺤﺎﻣﻲ : " ﺩﻱ ﻧﻘﻄﺔ ﻫﺘﻜﻮﻥ ﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﻮﺟﻬﺎﺕ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻭﻣﺎﺗﻨﺴﻮﺵ ﺇﻧﻪ ﻫﻴﺠﻴﺐ ﻣﺤﺎﻣﻲ ﺇﻳﺪﻩ ﻃﺎﻳﻠﺔ ، ﺍﻟﺘﻔﺎﻫﻢ ﻣﻌﺎﻩ ﺃﺣﺴﻦ ، ﺃﻧﺎ ﻣﻤﻜﻦ ﺃﻗﻮﻝ ﻟﻜﻢ ﻧﺮﻓﻊ ﻗﻀﻴﺔ ﻟﻜﻦ ﺃﻧﺎ ﻋﺎﺭﻑ ﺇﻥ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪ ﺻﺪﻳﻖ ﺃﺧﻮﻳﺎ ﻭﻋﺎﻭﺯ ﻟﻜﻢ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ "
ﺣﺎﻭﻟﺖ ﺳﺤﺮ ﻭﺗﻮﺳﻠﺖ ﻟﻜﺎﻣﻞ ﺁﻻﻑ ﺍﻟﻤﺮﺍﺕ ﻟﻜﻨﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻘﺘﻨﻌﺎً ﺑﻀﺮﻭﺭﺓ ﻭﺟﻮﺩﻫﺎ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺓ ﻓﺠﺮ ، ﻛﺎﻥ ﻳﺘﺼﻮﺭ ﺇﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﺪﻳﻪ ﺳﺘﺸﻌﺮ ﺍﺑﻨﺘﻪ ﺑﺎﻷﻣﺎﻥ ﻛﻤﺎ ﺇﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻴﺘﺮﻙ ﺳﺤﺮ ﺗﻨﺘﺼﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺃﻱ ﻣﻮﻗﻒ ﻭﺍﻷﻫﻢ ﺇﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻣﻘﺘﻨﻌﺎً ﺍﻧﻪ ﺍﻷﻗﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺑﻨﺘﻪ ﻭﺗﺮﺑﻴﺘﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﻳﺮﻳﺪ ، ﻓﻔﻲ ﻇﻨﻪ ﺇﻥ ﺳﺤﺮ ﻭﺃﺳﺮﺗﻬﺎ ﺃﻧﺎﺱ ﻃﻴﺒﻴﻦ ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ ﻗﺪﺭ ﺍﻟﺸﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺻﺒﺢ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﻭ ﻟﻦ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮﺍ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﻓﺠﺮ ﻣﻦ ﻓﺘﻦ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻮ ﺧﺒﻴﺮﺍً ﺑﻬﺎ .
متابعة القراءة