رواية مطلوبة الفصل الاول والثاني والثالث بقلم اميرة الحروف

موقع أيام نيوز


الفصل (١)(٢)(٣)

فى مكان ما حيث هذه الفتاة أو عفوا لنقل طفلة بفستانها البالى الذى يصل لركبتيها وقد خطت عليه آثار زمن لا تعرف مدته

وكيف تعرف مدته وهى قد وجدته فى الطريق ؟!!!
فلقد تخلص منه أصحابه لقدمه

لكنه حبل نجاتها الوحيد مما كانت ترتديه من بنطال وقميص أو بالأحرى قطعتى قماش

بالرغم من قدم الفستان إلا أنه جديد بالنسبة لها فارتدته ببسمة عارمة وكأن أباها

قد أهداها ثوبا باهظ الثمن لتحضر به العيد

بالطبع تلوث بالتراب فقد مضى عليه أشهر وهى ترتديه إلا أنها مازالت تتمسك به ...... وهل لها خيار آخر؟؟؟؟!

تجرى هنا وهناك تنظر فى كل مكان بعيونها المتسعة بانبهار من هذه المنطقة الراقية بمنازلها وسياراتها  فارهة الثمن حتى وجدت ضالتها

همس بفرحة عارمة: الله أخيرا لقيتك

انطلقت بسرعة تجاه ضالتها فدخلت من بوابة هذا المنزل الضخم حيث كان القدر فى صفها لأول مرة وجعل أصحاب المنزل ينسون غلق بوابة الحديقة الشاسعة بأزهارها وورودها متعددة الألوان

وعند هذه النقطة اتسعت عينيها أكثر وأكثر فأصبحت فى غاية الفتنة 
أزهار وورود ملونة؟
وهل تحتاج أكثر من هذا؟؟؟؟! بالطبع لا

اندفعت هذه الصغيرة للحديقة الشاسعة تقتطف ما تقدر يداها الصغيرة على حملها من الأزهار والورود فجمعت حوالى ثمان أو تسع ورود كبيرة بألوان مختلفة

جمعتها خلال ټلمسها لشفتيها بلسانها الصغير  متخيلة نفسها تأكل وجبة لذيذة بثمن هذه الورود!

نعم ؟! 
هل كنت تتخيل أنها تقتطفهم لأجل الاستمتاع برائحتها ؟!

بالطبع ملاك مثلها يعشق الزهور والورود 
ولكن إن اتبعت عشقها وسارت وراء رغباتها
فكيف تعيش؟؟؟!

تلك الورود تجلب لها المال لتشترى وجبة تعيش عليها ليوم كامل

ولكن للقدر رأى آخر فقد قطع عليها لحظتها الرائعة مع البستان رجل كبير السن غاضب بشدة من رؤية زهوره تُقتطف وتسرق أمام عينيه!

أمسك العجوز عكازه ورفعه عاليا منطلقا إليها صارخا بأعلى صوته عليها

الرجل وهو يجرى تجاهها: إنتى يا حرامية ابعدى عن الورد والله مهسيبك

 
همس بفزع وهى تقبض على الورود التى قطفتها وقد تركت لساقيها الصغيرتين القصيرتين العنان: أنا .... أنا ... أنا معملتث حاجة

قالت جملتها بتلعثم ثم جرت بأقصى سرعة خارج هذا المنزل وقد حمدت ربها أن الرجل كان عجوزا بطئ الحركة فإذا كانت أرنبا فهو سلحفاه

أرنبا وسلحفاه؟؟؟!!!! بربك همس اصمتى واجرى فقط إذا نال منك لن يتركك

وأخيراً ابتعدت عنه 
همس: الحمت لله .. الحمت لله .... كنت ھموت 
إيه ده أنا رحت فين ؟
الله إيه المكان التحفة ده ؟ 
دا طريق فيه عربيات كتيرة ! هقدر أبيع الورد بثرعة 
يلا يا همث بطلى كلام وثوفى ثغلك بقى

بدأت همس تجرى من سيارة لأخرى لتبيع الورود وهى سعيدة 
على الرغم من خۏفها من ذاك العجوز وحزنها الشديد لبعدها عن منطقة راقية تجلب لها الرزق إلا أنها فرحت كثيرا

وقد انتقلت من الرقى إلى الجنة
فهذه كقطعة من الجنة على الأرض

المنطقة كانت راقية جدا بالمطاعم والشركات والسيارات وكل شيء بها

بدأت تعمل كالعادة بهمة وهى تتمنى أن تبيع تلك الوردات القليلة بثمن كاف لإشباعها

ولكن متى كان المال يكفيها؟!

بمكان آخر يتميز بالرقى والثراء الشديد فهذه المنطقة نالت شرف بناء قصر عائلة ضرغام عليها

فى إحدى الغرف الواسعة والتى تستطيع أن تجعلها منزل وحدها

ولما لا؟!!!  فهذه غرفة الأسد أكبر غرفة بالقصر  بما تحتويه من حمام واسع وصالة رياضة كاملة بجميع الآلات

على فراش واسع حيث ينام شاب طويل عريض المنكبين ذو عضلات متناسقة بالرغم من ضخامتها أنفه حاد أرستقراطى وعيونه لا متسعة ولا ضيقة مناسبة لوجهه بلونهما الرمادى وشعره حالك السواد وحاجبيه المعقودان

يدق الباب دون فتحه فمن الأحمق الذى يدخل عرين الأسد بقدميه؟؟! لينزعج ويعقد حاجبيه أكثر وأكثر وهو يقول للخادمة

أسد پغضب شديد: أنا مش قلت محدش يصحينى وأنا هصحى لوحدى فى الوقت اللى أنا عايزه

الخادمة پخوف شديد وارتجاف: حححضرتك أنا قولت كده لماجد بيه بس هو زعق وأصر إن حضرتك تنزل دلوقتى

أسد بصياح: امشى بررره وأنا هنزل فى الوقت اللى عاوزه

الخادمة: بس...

زمجر كالأسد وكان هذا كافى لترتعب الخادمة حتى كادت تفقد وعيها فجرت بسرعة للأسفل

بالطابق السفلى حيث تجتمع عائلة ضرغام 
الخادمة وهى تدمع: ماجد بيه أسد بيه بيقول هيصحى فى الوقت اللى عايزه وطردنى بره وزعق فى وشى

ماجد بقسۏة: ميزعق ويطرد براحته دا أسد حفيدى ابن الغالى ويا تتحمليه يا تمشى ويلا شوفى شغلك

ذهبت الخادمة وهى حزينة

فالجد عطوف ورقيق القلب إلا أنه لا يظهره ذلك حتى لأعز أحفاده

معروف هو بالقسۏة الشديدة على الكل .... يعتقد أن الحب خسارة كبيرة ولو كان مثل من يتعاملون بقلوبهم لما كون هذه الإمبراطورية

سعيد پغضب: هو حضرتك يا بابا هتفضل مدلع أسد كده دا حتى مش أكبر حفيد ليك عشان أقول إن دى معزة خاصة

ماجد پغضب أكبر: اتكلم عدل معايا يا سعيد أنا أعمل اللى عايزه وبعدين دا أسد ابن الغالى صلاح ابنى يعنى مش أى حد وبعدين أنا حر

سعيد بتراجع خوفا مما يستطيع والده فعله: يا بابا مش قصدى والله أنا قصدى إنه المفروض فيه عدل يعنى أسد لا هو أكبر حفيد ليك ولا الصغير ولا حتى الوحيد ما إنت عندل ولادى التلاتة 
ما شاء الله سامر ابنى أكبر منه بخمس سنين وأول حفيد ليك وغير كده مخلص جامعة مش لسة بيدرس فى سنة أولى زى أسد

ماجد: بس عمره مكان فى كفاءة أسد متنساش إن أسد بدأ يشتغل من سن ١٤ سنة يعنى بعد مۏت أبوه وأمه الله يرحمهم بسنة واحدة ومع إنه كان لسة صغير بس أصر إنه يشيل الحمل ورا أبوه ومحدش ياخد شغل أبوه غيره وكان قدها وغير كده سامر مين اللى بتتكلم عنه ابنك الفاشل الصايع اللى شغال خمړة ونسوان واللى دخلناه هندسة خاص بعد ما كان ساقط ثانوى ولولا إن أسد بيشرف على كل الممتلكات كان ضيعنا ولا سمر بنتك اللى مقضياها وهى لسة فى تالتة ثانوى  بس ما شاء الله على سمعتها اللى زى الزفت ومقضياها نايت كلاب

سعيد بأمل: طب ابنى شريف مهو زى أسد ومحترم والسنة دى آخر سنة ليه وغير كده يعرف كل حاجة فى الشغل

ماجد: وهو عرفه لوحده يعنى ما أسد هو اللى بيوجهه وصدقنى اللى بيشفعلك عندى دايما انت وسامر وسمر هو شريف لإنه محترم ومعدنه أصيل ومبيهونش عليه أهله سامع يا سعيد 
سعيد بخضوع: أيوة يا بابا سامع

كل ذلك أمام سمية زوجة سعيد وسمر وسامر الذين يزدادون حقدا بينما شريف لا يهتم بهذا الحديث فهو يتكرر كل يوم وما يهمه هو أسد وجده فقط

سعيد فى سره: والله لأوريك إنت وأسد بتاعك ده يعنى فى الأول تحب ابنك صلاح ومراته ناهد أكتر منى ومن سمية وقولت ماشى لكن تيجى تانى وتفضل ابنهم على ولادى لا مش هسكت أبدا على كده والأيام بينا

بعد أن نهض من فراشه استحم ومارس الرياضة وكأنه آلة اعتادت على مهامها ينفذ دون إحساس أو شعور وكيف يأتى الشعور والإحساس وهما قد أخذا معهما كل شيء

والداه كانا كل شيء له فهما الحب والحياة ، جده قاس دائما وعمه وزوجة عمه وأبنائه لا يحبونه أبدا سوى شريف الذى يعتبره أخاه وصديقه وذراعه الأيمن وسامر صديقه المفضل فى طفولته والذى تحول لشخص لا يعرفه ولكنه متأكد أن والديه السبب فى كرهه له ومهما حدث لن يعوض أحد حنان الوالدين ولكنهم قد تركوه فى عمر الثالثة عشر وحيدا وبعد عام من موتهما أصر ألا يتولى أحد المسئولية بعد أبيه سواه وفى أشهر قليلة علم كل شيء عن الشركات والمصانع والمستشفيات والفنادق والمطاعم وكل ممتلكات العائلة فأصبح اسما على مسمى

أسدا يهابه الجميع حافظ على كل ما تمتلكه العائلة بل زادها ونماها  

هبط حيث الغرفة المخصصة للطعام 
أسد بصوت مېت وبارد: صباح الخير 
رد الكل التحية إما بلامبالاة أو حقد أو مرح

شريف بمرح لتخفيف الجو : يا ساتر يارب قل أعوذ برب الفلق إيه يا عم مالك شايل طاجن ستك ليه اضحك يا حبيبى هو حد ضامن عمره 
ولا إنت بقى عشان لسه مقطقط ومسمسم ومز كده وعندك ١٨ سنة يبقى خلاص ضامن عمرك لا يا حبيبى مش لاعب

أسد بقرف مصطنع: مقطقط ومسمسم ؟! فى واحد محترم يقول كده وبعدين إيه ١٨ سنة دى على أساس إنك عندك ٧٠ سنة ما إنت أكبر منى بأربع سنين بس
يعنى يعتبر زيى ولا هو حسد على الفاضى

شريف بمرحه المعتاد: لا اوعى تفهمنى غلط أنا مش بحسد أنا بقر وپحقد بس

أسد: يا ريتك ما فهمتنى الصح ..... الغلط كان أرحم

بدأوا بتناول الطعام وسط جمود الجد وأسد وحقد سعيد وسمية وسامى وهيام سمر بأسد وابتسامة شريف

أسد: الحمد لله أنا رايح الشركة يلا يا شريف 
شريف: طيب جاى أهو

خرجا للشركة ليلتفت ماجد لابنه

ماجد بتهكم: إيه يا سعيد مش شايف سامر راح يشوف مصالحه يعنى ولا هو كلام على الفاضى

سامر بغير نفس: أوووف قايم أهو يا جدى سلام

ماجد: سمر اوعى تكونى فاكرة إنى مش عارف شغل النايت كلاب كل يوم ها أنا مش هسكت كتير

سمر بزهق: حاضر يا جدو..... أنا طالعة فوق

وتفرق الجميع ..... ذهب كل شخص لمكانه المعتاد ولكن بأحداث غير معتادة
*****
الفصل ٢

تجرى من سيارة لأخرى محاولة البحث عمن يترأف بحالها فمنهم من ينظر لها باحتقار ومن ينظر باشمئزاز وسخط ومن ينظر بشفقة وغيرها من النظرات

همس بدموع بعينينها وهى تتلمس بطنها الصغيرة التى تصدر أصواتا لا تتناسب مع حجمها: خلاث اهدى متزعليث لو مث لقينا فلوث هناكل من الژبالة زى كل مرة

ثم عادت لعملها مرة أخرى حتى وجدت ضالتها

سيارة فخمة بها شاب وسيم ينتظر إشارة المرور ليتحرك فركضت له بسعادة وهى تقول
همس بفرحة: ورد يا بيه

نظر لها الشاب بخبث ووقاحة لم تدركها عينيها البريئة

الشاب: أيوة طبعا يا حبيبتى بس إدخلى العربية عشان مش عارف أتحرك 
همس بسعادة : حاضر

دخلت السيارة وأغلقت الباب وهى تتخيل وجبتها التى ستتناولها بثمن هذه الورود 
قد لا توفر لها وجبة كاملة ولكنها ستفى بالغرض

قال الشاب بوقاحة: تعالى بقى حطيلى وردة فى جيب الجاكت 
همس ببراءة: طب متحط إنت

الشاب بكذب : مش هعرف لو الإشارة فتحت ومتحركتش هتحصل مشكلة ولازم أبقى مستعد
همس بابتسامة : طب خلاث ماثى

وقفت على مقعد السيارة واقتربت منه لتضع وردة حمراء فى جيبه
استغل قربها منه وظل يشم رائحتها الطفولية الرائعة الممزوجة بالبراءة والتى لم يطمرها الزمن مهما مر

وضع يده على خصرها فخاڤت وابتعدت عنه بسرعة وهى ترتعش ووضعت بقية الورود فى السيارة وأمسكت مقبض السيارة مستعدة للخروج ووجهت كلامها للشاب

همس: هات الفلوث بقى عثان أمثى 
الشاب : طب استنى بس

وحاول الاقتراب منها لكنها ابتعدت أكتر وهى تحاول فتح الباب بالرغم من عدم علمها بما يريده لكنه يزعجها ويقلقها

ابتسم بخبث فقد أصبحت إشارات المرور فى صفه فتحرك بسرعة مع السيارات قبل أن تستطع الخروج

همس پبكاء شديد وصړاخ : بطّل ..... ضعايزة أمثى .... وقفهااااااا

كل هذا والشاب يحاول لمسها بطريقة مقززة وهى تبكى

الشاب پخوف: يا نهار اسود دا فيه ظابط بيفتش أعمل إيه دلوقتى

فتح باب السيارة من جانبها وألقاها بعيدا بلا رحمة
تدحرجت على الأرض وجرحت ركبتيها وأجزاء من ذراعيها حتى استطاعت الوقوف بالرغم من حزنها الشديد لفقدانها المال والورود إلا أنها فرحت بالتخلص منه فهو يقلقها

وفى وسط تفكيرها اصطدمت بفتاة ما تكاد لا ترتدى ما يسترها

الفتاة پغضب وتدعى منى: إنتى غبية ومتخلفة إزاي الأشكال دى تقف هنا إنتى مش عارفة إنتى فين

همس وهى تقوس شفتيها بزعل طفولى: هكون فين يعنى 
منى: إنتى فى منطقة الأسد يا غبية

همس بانبهار وهى تنظر فى كل اتجاه: الله فين... فين... ثورينى معاه بث من بعيد لاحثن يكلنى 
منى: بجد متخلفة أسد ده إنسان صاحب الشركة اللى وراكى دى يا حيوانة

همس وهى تنظر وراءها بانبهار وبراءة : الله إيه المبنى ده يا بخته أكيد عنده أوض كتير ممكن لو طلبت منه يثلفنى وحدة هيديهالى

منى باشمئزاز: أنا مش عارفة واقفة معاكى ليه أصلا 
همس: طب بالله عليكى دخلينى معاكى 
منى: هو إحنا رايحين المراجيح
همس: طب إنتى بتعملى هنا إيه طيب

منى: لولا إنى مضطرة مكنتش هقف مع أمثالك على العموم مستنية حد يجيبلى ورق نسيته فى البيت

همس بفضول طفولى: ورق إيه

منى بغرور: ورق يخلينى أشتغل هنا

همس بحزن بسرها: يا ريتنى كان معايا فلوث كنت اثتريت ورق زيه يا خثارة

جاءت فتاة أخرى وأعطت منى بعض الأوراق فأخذتها ولكنها أثناء استعدادها للدخول انزلقت فوقعت على الأرض 
استغلت الفرصة وأخذت أوراقها التى تناثرت وجرت بأقصى سرعتها

منى بصياح: يا حرامية تعالى هنا

ولكنها كانت ابتعدت مختبئة بإحدى الأماكن القريبة 
همس وهى تحدث الاوراق محتضنة إياها لصدرها: الله هثتغل بيكى وهيبقى معايا فلوث كتير 
لازم أرجع الثركة بث أما تمثى البت دى الأول

بعد فترة وقد يئست منى من البحث فذهبت وهى تندب حظها بينما فرحت همس وجرت إلى الشركة

دخلتها بسهولة فمن بحجمها من الصعب رؤيته فقد تخفت فى مجموعة فتيات جاءوا من أجل الوظيفة الجديدة

فى مكتب أسد

أسد بصياح: يعنى إيه يا شريف الورق اختفى

شريف: اهدى يا أسد هنعرف أكيد هو فين

أسد پغضب عارم: وإيه لازمتها أما نعرف ما هو اللى خده يقدر يصوره وبعدين يرجعه وغير كده دى تانى مرة تحصل

شريف: خلاص بقى يا أسد وبعدين الأوراق مش مهمة أوى ..... كده كده إنت مش بتسيب الأوراق المهمة هنا

أسد وقد بدأ يهدأ: خلاص ماشى أخرج دلوقتى وقول لتسنيم تبدأ تدخل البنات

شريف بغمزة : تحب أساعدك وأشوف معاك قصدى مؤهلاتهم يعنى

أسد بابتسامة خفيفة: لا يا خفيف دى وظيفة ليا أنا أبقى شوفلك سكرتيرة خاصة وشوف براحتك طبعا قصدى مؤهلاتهم يعنى

خرج شريف وهو يضحك وقد بلغ تسنيم بالأوامر وبدأت الفتيات تدخل واحدة تلو الأخرى

دخلت همس للغرفة ومعها الأوراق

همس وهى تنظر الموجودين: ينهار اثود هما قالعين ليه وبعدين كلهم كبار ليه هو مينفعث ثغيرين يجوا هنا ولا إيه ... لا يا همث أكيد ينفع إنتى معاكى الورق متقلقيث هتثتغلى

نظرت سكرتيرة مكتب أسد للموجودين وقبل أن تنادى على الاسم التالى رأت همس

تسنيم وهى تتجه صوبها

تسنيم : إنتى يا حيوانة إزاى تدخلى كده 
همس بعيون متسعة : أنا مث حيوانة 
تسنيم: لا دا إنتى قليلة الأدب كمان مش عارفة إزاى سمحولك تدخلى 
همس ببراءة: الكل دخل اثمعنا أنا بقى 
تسنيم بقرف : بعيدا عن إنك عندك خمس ست سنين كده إلا إنك جاية من الشارع يعنى جربوعة ولو مطلعتيش حالا هنادى الأمن يا معفنة إنتى

همس بصوت عالى وطفولى مغمضة عينيها بشدة: أنا عندى ثت ثنين ونث وأنا مث جربوعة ومث معفنة

وقبل إضافة كلمة أخرى

فتح الباب فجأة وخرج منه شاب بالرغم من صغر سنه الذى لا يتجاوز الثامنة عشر إلا أن له هيبة وهالة مخيفة تجعل القلوب ترتعد ړعبا

الشاب بصړاخ وحدة : إيه الھمجية دى

تسنيم پخوف ممزوج بإعجاب: يا فندم البت دى جاية من الشارع عايزة تشتغل فى الوظيفة الجديدة لا وكمان سړقت cv بتاع وحدة تانية وجاية بيه على إنها هى

أسد بعيون حمراء من شدة الڠضب وهو ينظر فى كل الاتجاهات بحثا عن تلك الفتاة ولكنه لا يجدها 
كل من تطلع لهن يظهر من ملابسهن الترف واستعدادهن للوظيفة جيدا

أسد: هى فين أنا مش شايفها
همس ببراءة وعيون متسعة طبيعيا: أنا هنا بُث تحت

قالت ذلك وهى تمسك بجزء من بنطاله بيدها الصغيرة وتحركه فى كل اتجاه حتى ينتبه لها 
نظر لأسفل فوجد طفلة تكاد تصل لركبتيه

ولكنها ليست مجرد طفلة يا الله على هذا الجمال إنها كالملاك الصغير البريء والذى بالرغم من تلوث جسدها بالتراب وفستانها الطفولى الصغير القديم جدا إلا أن الدنس والتراب لم يستطعا أن يخفيا ملامحها كأنه يستحى من ذلك

بالرغم من كل هذا إلا أن عيونها غريبة حقا لا يعرف لونها من بعيد كالثلج المتساقط فى ليلة ظلماء

كل هذا دار بخلد أسد وهو ينظر لها كأن العالم توقف فى هذه اللحظة

ما بك يا أسد إنها طفلة لا يجب عليك التفكير هكذا أنت الأسد لا أحد يؤثر بك لا تنسى من أنت

همس بانبهار: إنت أثد ثاحب الثركة ثح

أسد محاولا التماسك وهو يوجه كلامه لهمس: تعالى ورايا

فرحت وذهبت وراءه رافعة رأسها بشموخ وكأنها تقول أنا فزت ودخلت مكتبه

أسد بعدما جلس على مقعده : اقفلى الباب وراكى

حاولت ولكنها لم تستطع فهى قصيرة جدا ولكنها لم تيأس فقد ذهبت لمقعد لترفعه ولكنها لم تستطع أيضا

نظرت له ببراءة وكأنها تقول لقد فعلت كل ما بوسعى

يا الله لا أستطيع سأنفجر ضحكا ما كتلة البراءة واللطافة هذه أريد التهامها كاملة ....... كم هى لذيذة

ماذا ؟! ما بك أسد إنها طفلة

تحرك وأغلق الباب ثم عاد بمقعده مرة أخرى
أسد وهو يشير على كرسى مقابلا له: اقعدى 
جلست همس بصعوبة لطول الكرسى أو بالأحرى لقصرها

وهنا ولم يستطع كتم ضحكته أكثر فاڼفجر ضاحكا التهمها كلا من الكرسى والمكتب فلم يعد بإمكانه رؤيتها

أسد: ههههههههه طب ارفعى نفسك شويتين تلاتة أنا مش شايفك

تأففت .....أكثر ما تكرهه فى حياتها هو السخرية من قصرها

قامت وجلست على سطح المكتب أمامه مربعة رجليها

همس: ها هثتغل امتى

أسد بسخرية وهو يجاريها : مش لما أشوف مؤهلاتك الأول

أسد بجدية : ممممم اسمك إيه الحقيقى لإنى متأكد إنك إما سرقتى الملف أو شوفتيه فقومتى وخداه

همس بخزى: همث

أسد: طب فين عيلتك 
همس بحزن: مث ليا حد انا معرفث مين بابا 
وماما ثابتنى لوحدى من وأنا ٤ ثنين

حزن أسد بشدة عليها ثم قال: طب إنتى عايشة فين
همس: فى الثارع

يا الله ماذا يفعل الآن هل يتركها فى الشارع 
لا مستحيل سيكون خطړا على كتلة اللطافة تلك

آااه وجدتها ملجأ سأرسلها لملجأ لتتربى مع غيرها
من الفتيات و.... والأولاد؟؟!

لا لا لا لا مستحيل أن أتركها مع أولاد يتمتعون بجمالها

يا الله ما بك أسد إنها طفلة اتركها فى الملجأ

وهنا رد قلبه مستحيل أتخلى عنها إنها لى

وبعد حوار طويل أقنع أسد نفسه أنه فقط ېخاف عليها لذلك سيأخذها ويهتم بها

أسد: همس إيه رأيك تعيشى معايا وأجبلك أكل ولبس ولعب كتير اعتبرينى صاحبك

ماذا هل تتوقعون أن يجعلها تعتبره أب أو أخ لها هذا من رابع المستحيلات

همس بفرحة : بجد 
أسد: أيوة بجد يا ملاكى

همس بتعجب : ملاكى!... بس أنا اثمى همث مث ملاك 
أسد: عارف بس أنا حاسك الملاك بتاعى فهتبقى ملاكى 
همس: خلاث وإنت هتبقى أثدى

هل سمعتم صوت ضربات قلبه يكاد يجزم أن من بالخارج سمعها اهدأ أسد إنها تثق بك لا تخيفها

أسد: يبقى خلاص تعالى بقى

حملها أسد ووضعها على أريكة أمامه حتى يستطيع رؤيتها جيدا

أسد وهو يملس على شعرها الأسود الناعم : خليكى هنا هخلص وهنخرج مع بعض ماشى
همس : ماثى

وبدأ أسد يختار سكرتيرته الخاصة ووقع اختياره فى النهاية على فتاة جميلة محجبة ترتدى ملابس محتشمة تسمى ياسمين
فوجهها الأبيض البشوش الخالى من مستحضرات التجميل يدل على احترامها وغير ذلك فقد أحبتها همس وهو يريد من يهتم بملاكه أثناء انشغاله بعمله

أسد وهو يحمل همس: يلا بقى يا ملاكى خلصنا تعالى نروح الأول نرتاح وبعدين نروح المول نشتريلك حاجات
همس: ماثى

وهنا دخل شريف 
شريف بمرحه المعتاد: يا أهل الد.... إيه ده مين دى 
أسد : دى همس الفرد الجديد فى عيلتنا

وحكى أسد له باختصار ما حدث

شريف وهو يقترب: يا ربى على الجمال ...... بقى دى جاية من الشارع؟! ده على كده إحنا جايين من المقاپر بقى يخربيت حلاوتها متجوزهالى يا عم بما إنك بقيت أبوها

قال جملتها وهو يلاعب خديها الممتلئين وسط ضحكات همس فقد أحبته

أسد پغضب وصړاخ وقد أعمته الغيرة وأبعد يد شريف پعنف: احترم نفسك يا شريف متقربش منها تانى وأنا مش أبوها
شريف: يخربيتك براحة الله.... بس برضو حلوة

لو كانت النظرات ټقتل لوقع شريف صريعا

شريف: خلاص يا عم أنا خۏفت بجد بس دلوقتى محدش هيوافق عليها فى القصر

أسد بلا مبالاة وهو يلاعب همس التى بدأت تنام : ڠصب عنهم هيوافقوا ولو موافقوش هخدها وهمشى وإنت عارف إنى ملياردير ومعايا فلوسى الخاصة اللى أقدر أعيش بيها ألف سنة من غير فقر 
بس جدك هيخاف أبعد عنه وهيضطر يوافق

شريف: خلاص إنت وراحتك على العموم أنا قربت أخلص وهبقى أروح يلا سلام 
أسد: سلام

نظر أسد لملاكه فوجدها نامت على يديه بسلام وهى مستندة على كتفه 
ظل يتأملها ويتفحص كل إنش بها ثم اقترب برأسه منها وډفن رأسه فى عنقها وهو يشتم رائحتها الطفولية 
قبل أعلى جبينها وشعرها اللامع

أسد: إنتى دخلتى عرين الأسد ومش هتطلعى منه أبدا إلا وأنا معاكى واليوم ده هو موتنا لإن حتى المۏت لما ياخدك هياخدنى معاكى

ياسمين: فتاة جميلة محجبة بعيون عسلى عمرها  ٢١ مازالت تدرس فى الجامعة ومع ذلك فهى لها مؤهلات عالية وشديدة الذكاء
*****
الفصل ٣

خرج  من مكتبه حاملا همس النائمة بسلام وعمق فى أحضانه فمر على تسنيم

أسد ببروده المعتاد: إياكى ثم إياكى أشوفك بتتعملى معاها كدا تانى دا أول تحذير ليكى

نهضت مصډومة من حديثه عن تلك الشمطاء الصغيرة

اقترب أسد من تسنيم ناظرا بعينيها مباشرة مما أربكها من هالته الجذابة والمخيفة بنفس الوقت

أسد: المرة دى تحذير عشان مكنتيش تعرفى بس المرة الجاية فيها موتك وإنتى عارفة أنا أقدر أعمل إيه كله إلا هى فاهمة

عقدت الصدمة لسانها ولم تجب عليه

أسد بصياح: فااااااهمة 
تسنيم پخوف: أيوة أيوة فاهمة حضرتك

ابتسم أسد بجانبية: شاطرة أتمنى تنفذى اللى فهمتيه بقى

ابتعد عنها فأدركت الآن أنها كانت تحبس أنفاسها

أسد بصرامة: مش عايز إزعاج النهاردة أو بكرة كل الشغل توديه لشريف ولو حاجة ضرورى تستنينى أما أرجع كمان يومين

رحل أسد دون أن يبالى حتى بردها ولم يهتم فكل ما يريده بين يديه.... فى أحضانه تنام بأمان وكأنها تعلم أن من تحتضنه يفديها بروحه فقررت الاطمئنان وترك زمام الأمور له

بينما وقفت تسنيم وهى تغلى من الڠضب: ماشى والله لأوريكى يا جربوعة بقى يزعقلى عشانك .... بس ليه مهتم بيها أوى كده؟!!!! ... لازم أعرف

خرج من الشركة وركب سيارته بالمقعد الخلفى آمرا السائق بالتحرك إلى القصر

أسد بهمس لتلك النائمة على أقدامه: مش عارف إيه الجديد فيكى يخلينى أتشد ليكى بالطريقة المرعبة دى.... اللى تخلينى ممكن أقتل أى حد يقرب منك أو يلمسك أو حتى يبصلك مجرد نظرة 
مش عارف ليه بنجذبلك وبعدين الإنجذاب بييجى ليه...  إنتى لسة طفلة صغيرة
عشان البراءة ممكن إنتى عندك براءة بس معاها طفولة 
وأى حد ينجذب لواحدة بريئة بس عاقلة وكبيرة ومناسبة ليه مش طفلة بريئة 
ولو قولنا متعلق بحاجة جديدة دخلت حياتى 
فإنتى مش أول طفلة أشوفها أنا بنيت ملاجئ كتير وبزور أطفالهم كل مدة ومحدش شدنى  وشوفت أطفال لناس بشتغل معاهم بنفس براءتك منكرش إنى كنت بحب أهزر معاهم بس كمان كنت بحس معاهم بأبوة إنما إنتى .... أنا حتى مش قادر إنى أقولك أنا أبوكى أو أخوكى لما شريف قالى إنى هكون أبوكى اټرعبت من مجرد الفكرة دى... خۏفت تعتبرينى فعلا كده .... واتخيلت إنى بسلمك لجوزك... صدقينى عمرى ما اټرعبت قد ما اټرعبت لما اتخيلت ده .... عشان كده أنا هعوضك عن شعور الأب والأخ  اللى مفتقداهم بس عمرى ما هسمح إنى أكون أبوكى أو أخوكى فعليا 
مش عارف ده عشق ولا تملك ولا مجرد إعجاب بس اللى أعرفه إنك أكيد هتغيرى حاجات كتير فى حياتى يا كل ما أملك

ثم لثم جبينها بلطف

ضمھا إليه أكثر وأكثر عله يشعر بالأمان

فى مكان آخر  بإحدى المنازل الفخمة ما

سمر: أوووف بقى

مازن بوقاحة وهو يتفحصها على الفراش:  مالك بس يا جميل 
سمر بزهق: إزاى لحد الآن مش حاسس بيا دا أنا مچنونة بيه ومستعدة أعمله كل اللى عايزه وبردو مش قابلنى فى حياته 
مازن: معلش يا جميل سيبك منه وخليكى معايا أنا 
قالها وهو يقترب منها مرة أخرى

سمر وهى تبعده:  اللى بينا سد فراغ مش أكتر أنا أدفعلك وإنت تعمل اللى أنا عاوزاه غير كده متعشمش نفسك كتير

مازن بزهق: إيه لازمته الكلام ده يعنى 
سمر: عشان حساك بدأت تنسى نفسك لأ فوق إنت من غيرى كان زمانك لسة مرمى فى المطاعم عمال تجرى على شغل من مطعم للتانى فمتنساش أصلك ولا تنسى أنا مين

مازن بتشفى وشماتة: وهو لما إنتى جامدة أوى كده ليه مش معبرك 
سمر پغضب: ماااازن احترم نفسك أنا بعشقه ومش عايزاه ييجى ڠصب 
مازن: أسد ضرغام ييجى ڠصب؟! ده إزاى ده إن شاء الله
سمر: عادى لو قولت لجدو إنى مش بنت هيبقى عايز حد يدارى الڤضيحة وهيلاقى مين غير أسد يعنى

مازن: بس ده يموتك
سمر: جدى ميهمهوش غير الفلوس والسلطة والسمعة لكن الباقى لا ... يعنى مثلا هو عارف إنى مش بحضر ولا دروس ولا مدرسة وبكلم رجالة كتير ودايما فى النايت كلاب وبيكتفى بتحذير بس ... يعنى برأيك ماجد بيه ميقدرش يمنعنى مثلا ... لا يقدر طبعا بس طالما محدش طلع كلمة وحشة على العيلة يبقى خلاص مش همه

مازن: طب ومعملتيش كده ليه
سمر: قولتلك بعشقه ومش عايزاه يتجوزنى ڠصب
لأ عايزاه يحبنى بس فعلا لو مجاش بمزاجه هجيبه ڠصب

ثم أردفت بوقاحة وهى تغمزه: مش كفاية كلام ولا إيه
مازن: طبعا يا قمر
لينغمسوا فيما حرمه الله

فى قصر ضرغام 
يدخل أسد القصر حاملا ملاكه ليقف الجميع مستغربين لهذه الطفلة والتى لا يروا فيها إلا ترابا فقط

سمية بقرف: مين دى ؟!
أسد ببرود بعد أن جلس على الأريكة 
وعلى قدميه همس
أسد: دى ليها اسم وهو همس 
سعيد: وبتعمل إيه هنا يا ابن صلاح
أسد: هتعيش معانا يا ... أخو صلاح

سامر پغضب وصوت مرتفع: يعنى إيه هتعيش معانا هى زريبة هنلم فيها بهايم المقرفة دى تطلعها بره مش ناقصين هبل على المسا

خرج الجد من غرفته على أثر الصوت العالى 
ماجد پغضب: فيه إيه
سامر پحقد : شوف ابن الغالى بتاعك جايب واحدة من الشارع وعاي........
توقف عن الكلام وتراجع للخلف پخوف عندما وجد أسد يقوم فجأة حاملا همس

نظر له أسد باستهجان ثم صعد لأعلى لغرفته وهو يقول: أنا مش هتناقش دلوقتى لسببين الأول إن ملاكى تعبانة وعايزة تنام وهتصحى على الصوت العالى والتانى إنى مش هعيد كلامى مرتين فهستنى سمر وشريف أما ييجوا وبعدين نتناقش ومش عايز أى إزعاج ثم صعد ببرود وكأنه لم يفجر أى قنبلة بكلامه هذا

سمية پغضب: شايف يا عمى بيعمل إيه مهو من دلعك

ماجد پغضب وهو يضرب الأرض بعكازه: سمية احترمى نفسك إنتى نسيتى أصلك ولا إيه وأسد ليه حساب معايا بس زى ما قال لما نتجمع كلنا

صعد لغرفته هو الآخر  تاركا الثلاثى الحاقد يخططون

سمية: إيه إحنا هنسكت ولا إيه 
سعيد: لأ طبعا نسكت إيه ده هو لوحده وواكل الفلوس علينا أمال أما يجيبلنا واحدة تكمل مسيرته لأ والواضح إنها من الشارع يعنى هيصرف عليها كتير

سامى: وحياتكوا لأخليه يجيلى راكع هو وكل اللى بيحبهم .. مهو لو ابنك شريف يساعدنا ضده ... لكن ده غبى ٠٠٠٠٠ ما قولتلكم من الأول نعرفه إن جدى كاتب كل حاجة لأسد وهو أكيد هيساعدنا ..... دا حقنا

سعيد بارتباك: لا ..... انت وعدتنا مش هتقول لحد

سامر باستغراب: ليه يعنى
سمية: خلاص بقى يا سامر ...... وبعدين معلش يا حبيبى بكرة يعقل ويعرف إن ملوش غيرنا وخلينا نستنى أما نشوف النقاش المهم أوى عن الشوارعية دى

فى الأعلى بغرفة أسد
وضعها برفق على سريره وقبل جبينها

أسد: معلش مضطرين نستحملهم... لولا إنى عارف إن مهما كان جدى قاسى إلا إنه شهم وبيحمى كل اللى تحت إيده حتى لو عدوه كنت خدتك بعيد بس كان هيبقى بالى مشغول وخاېف لسمية وسعيد واولادهم يأذوكى بس متقلقيش إنتى هتبقى معايا فى كل لحظة ومش هسيبك أبدا

وغطاها جيدا ثم ابتعد عنها ليغير ملابسه فخلع الجاكت الخاص به والذى امتلأت بعبقها الطفولى الرائع فاستنشقها  دون كلل أو ملل وكأن العالم يتوقف على ذلك وأثناء استكماله تغيير ملابسه لاحظ على قميصه قطرات ډم

أسد باستغراب: إيه الډم ده أنا متعورتش من حاجة 
ثم جاء بباله ملاكه فجرى إليها بړعب وهو خائڤ وانتشلها من فراشه متفحصا إياها  حتى وجد چروح تملئها

يا الله إن الډماء من ركبتيها وساقيها ماذا حدث لها 
أسد بحزن: آسف يا ملاكى إنى مأخدتش بالى من چرحك

وضعها على الفراش مرة أخرى وأحضر علبة الإسعافات وأثناء محاولته لتطهير الچرح ظهر الألم على معالم وجهها فاستيقظت وتثاءبت وهى تفرك عينيها بطفولية شديدة

كل ذلك تحت نظراته الحانية
همس وهى تنظر للغرفة بانبهار: الله... إحنا فين يا أثدى

أسد بفرحة لأنها مازلت مصرة على الاسم الذى لقبته به ولم تنساه : إحنا فى بيتى يا ملاكى واللى هو بقى بيتك دلوقتى 
همس: بجد ... أنا هعيث هنا الله ... وهبقى زى الأميرات اللى بثوفهم على المحلات 
أسد: أيوة يا حياتى وهتبقى أحسن كمان

ثم تذكر جرحها فأمسك يدها وهو يطهرها

همس وعينيها بدأت تمتلئ بالدموع: أثدى لأ بتوجع أوى وبيحرقنى
أسد بمواساة: بس بس يا حبيبتى إحنا خلصنا أهو .... بس خلاص شطورة

ثم قبل عينيها الباكيتين لتضحك بطفولة وهى تقول 
همس بطفولة: أنا قوية ومكنتث خاېفة إنت اللى كنت خاېف

سحرته ضحكتها ودعا أن تظل دائما تضحك فهذا يكفيه

أسد بمرح غير معتاد : بتجبيها فيا يا مكارة على العموم ماشى ياستى هعديها .... المهم دلوقتى قوليلى اتعورتى من إيه؟!

بدأت همس تحكى له ما حدث معها ولم تنتبه لذلك الذى أصبحت عيونه حمراء بشده وحدقتيه اسودا بطريقة مخيفة ووجهه احمر وانتفخ كأنه سينفجر فاحتضنها بسرعة حتى لا تراه بهذه الحالة

أسد وهو يحاول كبت غضبه: خلاص يا ملاكى مټخافيش أنا جنبك دايما .. قوليلى بقى تاكلى تحت ولا هنا ..... ملاكى إنتى سمعانى

أبعدها قليلا ليجدها نامت من جديد فابتسم عليها ثم أكمل تغيير ملابسه وعند إنتهائه وضعها كاملة فوقه فأصبح هو سريرها وهى غطاؤه  ونام ولأول مرة والبسمة على وجهه وهو يشعر بحنان وأمان غريب بجانبها

مازن: ٢٥ سنة تخرج من كلية حقوق ذو ملامح جميلة هادئة متمكن فى مجاله وكان من الأوائل فى جامعته ولكنه لم يحظى بأى فرصة لفقره الشديد ولأنه تربى فى ملجأ وظل يعمل فى المطاعم حتى قابل سمر واضطر للإتجاه لهذه الطريقة حتى يعيش

تم نسخ الرابط